تغير العالم منذ بداية ظهور الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، أصبح كل شئ ممكن دون جهد او أدني محاولة، بعد أن كنا نفعل المستحيل جاهدين لاستخراج ما نريد، لكننا أصبحنا نقضي الكثير من الوقت أمام شاشات الحاسب والهواتف الذكية، متغافلين عما يدور في الحياة الطبيعية لكل منا، متناسين متعة البحث والاستقصاء، لذة الشعور بالحياة الجميلة التي كانت سابقاً قبل ظهوره.
ولكن كيف ستكون حياتنا بدون استخدام الإنترنت؟، كيف سنشعر بعد ترك ذلك العالم الافتراضي ونحن نعلم أن جل ما يحدث فيه قد لا يكون بالضرورة صحيحاً، لنتخيل عالمياً بدون استخدام هذا العالم الافتراضي الذي ماهو الا وسيلة باعدت بين البشر اجتماعياً .
كثيراً ما كان تفكير العقل إذا حاولنا العيش بدون انترنت أننا سنخسر الكثير، ولكننا واقعيا نخسر أنفسنا ونحن في غفلة الإدمان لهذا العالم، نخسر لذة التواصل المباشر، نقبل على حالات الإكتئاب والملل، نهدر الكثير من الوقت سابحين في هذا العالم الخادع، فبعضنا مرتبط بهذا العالم كارتباط الجنين بحبل أمه السري.
وفي هذا الصدد انتشر هاشتاج علي مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان “الحياة بدن إنترنت”، وانهالت التغريدات تفاعلاً مع هذا الهشتاج منها “فين أيام زمان لما كنا بنسمع الراديو واذاعة القرآن الكريم”، “زمان كانت الحياة اهدي واحلي”، “كانت ايام حلوة” ، موثقين تغريداتهم بصور من الزمن الجميل، من وقت اجتماع الأسرة والاصدقاء، عالم ملئ بالبهجة خالي من معكرات هذا العالم الافتراضي.
وعلي صعيد آخر، ان البعد عن الإنترنت له مزايا عدة، كالرجوع للكتب التي تعطينا معلومات موثقة غير قابلة للشك، نرجع للبحث عن المعلومة بجهد، فتنير عقولنا، فكما قيل “القراءة غذاء الروح”، فتزيد من رصيد المعلومات لدينا، بالإضافة إلى إيجاد المزيد من الوقت لعمل أشياء كنا نؤجلها، مزيداً من الوقت لك ولأسرتك وأصدقائك، فبعد ان كنت تقول انك ستتصفح خمس دقائق فقط، تجد ذلك العالم يسحبك بالتدريج لتغرق في بحره، لتصبح الخمس دقائق خمس ساعات، كما يتيح لك العودة والخروج للعالم الواقعي والحديث مع الناس ومقابلتهم وتنمية مهارات التواصل المباشر لديك، ووقتها لممارسة هواياتك، فبدلا من زيادة العلاقات مع الاهل والاصدقاء تجد الانترنت يفكك تلك الروابط ويفتتها، وأيضا البعد عنه يقلل من انتشار الشائعات التي تسبب كثيرا من المشكلات.
وكما هو متداول ان لكل شئ حدين، فكما للبعد عن الإنترنت مميزات، البعد عنه له عيوب أيضا، كغلاء الاتصالات فالبعبد عنه نرجع السنترال الذي كان موجودا ايام السبعينات، وأيضا الرجوع للاستخدام الخرائط عوضا انه كان يحدد الموقع بدقة كموقع “GPS” ، بالإضافة إلى تأثر كثير من الشركات والتي تعتمد في صفقاتها وترويجاتها علي الانترنت كشركات التسويق وشركات الصناعات التكنولوجيا.
وعلي الجانبين نحن نحتاج لعمليه توازن في استخدمنا لهذا العالم الافتراضي، يقول “بول ميلر” إنه توقف عن استخدام الإنترنت فتره وعاد للحياة الطبيعية فخسر من وزنه “١٥” كيلو دون عزمه علي خسارته من الأصل، وأيضا كتب نصف رواية وأصبحت حياته مليئة بالكثير من الأحداث، فالحياة بدون انترنت تعني حياة طبيعية صحية و متوازنة