Site icon جريدة الدولة الآن

الكفن

كتبت ايمان جابر
اتصلت بي المرأة العجوز في وقت متأخر من الليل لتخبرني بوفاة أحداهم وبأنها تريدني أن أحضر معها الغسل والتكفين للميته الساعة الثامنة صباحا كنت متوترة خائفة هناك الكثير من الأفكار في رأسي تتزاحم هل سأستطيع رؤية جثة أحدهم وأغسلها كنت لا أعرف ولكن كان هناك شيء يدفعني للتجربة وتعلم شيء جديد بالحياة أخذت منها العنوان وذهبت للعنوان التي اخبرتني عنه وكان العنوان قريب نوعا ما من منزلي ذهبت اليه وكانت تنتظرني امام باب المنزل قالت لي : لماذا تاخرتي فالميت لا يحب الانتظار وقبره ينادي عليه ويفتح ابوابة فلا تجعلي الميت ينتظر قالت لي وهي تنظر الى عيوني بطريقة غريبة هناك شيء لابد أن تعرفيه جيدا لا تفشي سر ميت مهما رأيت فللميت حرمة يجب ان تحافظى عليها فإياك أن تتكلمي مهما رأيت هززت رأسي ولم أرد عليها ولكن شعرت بالتوتر الكبير
دخلت من الباب ولم يكن هناك ناس كثيرة بل كان هناك ثلاثة سيدات فقط وكان هناك بعض الرجال في المنزل تعجبت بأن المنزل خالي من الناس في حالة وفاة فعندما توفيت جدتي كان المنزل ملىء بالناس كنت اشعر بالتوتر وكانت المرأة تحمل الكفن معها يبدوا انهم طلبوا منها شرائه وهي قادمة او هي تحضر الكفن لا اعرف ولكن كانت دقات قلبي تتسارع بشدة .

نظرت لي قبل الدخول على السيدة الميته وقالت لي لا تخافي ولا تجزعي مهما رأيت فأنت تأخذين ثواب كبير عند الله يا ابنتي جعلتني أشعر بالأمان قليلا ودخلت الى غرفة السيدة وكانت نائمة فوق السرير ومغطين وجهها وجسمها عرت وجهها ونظرت لها كثيرا كانت تبدوا كالنائمة وغسلناها وكفناها وكنت أساعدها وأنا أردد بعض أيات القرآن الكريم حتى انتهينا لا أدري شعرت بأن المرأة الميتة تمسك بيدي وتبتسم شعرت بالتوتر والفزع فنزعت يدى بسرعة ورجعت للخلف وقالت المرأة لا تخافي تماسكت حتى انتهينا
وبعدها خرجنا من الغرفة بعد تكفين المرأة وغسلها وكانت معنا احدى قريبات الميته وبعدها رحلت الى المنزل بعدها كنت احلم بوجه المرأة الميته وأخذت يومان وأنا أحلم بها حتى استطعت المواصلة وأكمال حياتي حتى استطعت التأقلم وبعدها اتصلت بي الجمعة التي بعدها وذهبنا وكانت امرأة في الاربعينات من عمرها ولكنني لم استطع أن أساعدها في تكفينها لهول ما رأيت من المنظر لن اقول ما رأيت لأنها اسرار كما اخبرتني المراة ولا يجب ان اخبر احد حتى لا يعاقبني الله .
رحلت ولم اتكلم ولم اقول كلمة واحدة في الحقيقية غير انني لا استطيع لم تقول المراة شيء بل تركتني ارحل ورحلت وأنا ابكي بهيستريا لا اتخيل ما رايت وهل ستكون تلك هي نهايتنا لا حول ولا قوة إلا بالله .
لم تتصل بي المراة من جديد ، ولم تطلب منى أن اذهب معها لأي غسل ولا تكفين ولم أسال أنا في الحقيقية كنت أشعر بأن هناك شيء بداخلي قد كسر ولا أعرف ما هو كنت اخاف من حياتي وهل سيكون مصيري كما كان ووجهي كوجه تلك السيدة التي رأيتها كنت اخرج للعمل والتزمت بصلاتي كثيرا وكنت اراعي الله في كل شيء ، استمر الحال سته أشهر وأنا على نفس الحال كل يوم اواظب على صلاتي وفي يوم كنت اشعر بالتوتر والقلق والضيق من الحياة قررت يومها الذهاب للمقابر للجلوس قريبا ، ذهبت الى احد المقابر القريبة صباحا ودخلتها لم يكن هناك حارس لا اعرف جلست على احد القبور التي لا اعرف لمن وكانت هناك قطة صغيرة تجلس بجوار المقبرة ونظرت لي طويلا وكأنها تعرفني لم ابتعد ولم ابعدها في الحقيقية ولكن جلست اقرأ قرآن وابكي بحزن وانا اتخيل من هم اسفل القبور لا يستطيعون فعل شيء ونحن مازال امامنا الفرصة ولكن نضيعها لا اريد ترك المقبرة لا اعرف من دفن فيه ولكنه قبر لسيدة وطفله صغيرة واستمر الحال اسبوع اجد نفسي اقدامي تاخذني لتلك المقبرة اجلس اقرا القرامن وابكي وكانني اعرفها وفي نفس اليوم حلمت بنفس المراة التي حضرت تكفينها اول امراه عجوز واخذت تبكي بالحلم وتحتضنني وتشكرني لانها كانت تحتاج لمن يقرا لها القران فليس لها احد استيقظت وانا متعجبه من الحلم ولكن كنت مستريحه ، ولم اكفن احد ولا اغسل احد بعدها ولكن كنت اذهب كل فترة لزيارة تلك المقبرة للمرأة وادعوا لها لا اعرف لماذا ولكن هناك ما يدفعني دوما لذلك ولكن هناك اشياء غريبة تحدث ليس لها معنى .

Exit mobile version