مستشار المفتي للمواطنين: كونوا على يقين بأن الله سيخلف ما تنفقون
teem2
كتبت تريزا حشمت
نشرت دار الافتاء المصرية على صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الإجتماعي هاشتاج :”لا تخف من فوات الرزق، فالرزاق خزائنه لا تنفد” وقال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لفضيلة مفتي الجمهورية – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، على الهاشتاج، اليوم السبت – “إن دار الإفتاء ترسل رسائل طمأنينة للناس جميعا.. الفقراء منهم والأغنياء من باب التعاون على البر والتقوى والاحسان، وحث الناس على العمل والأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى والتسليم له في كل شئ سواء في موضوع الرزق أو غيره”.
وأضاف مستشار مفتي الجمهورية أنه يجب على المرء التفكر في خلق الله وما يجري في الكون من حوله، وأن لا يجزع من شئ إذا ما أخذ بالأسباب وسعى في الأرض سعيا محمودا ولايخاف فوات رزق أو غيره، وأيضا فيما نزل على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم ويدقق جيدا في قوله تعالى : “وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ” ، وقوله تعالى (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) وقول الحق تبارك وتعالى (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ).
وتابع قائلا : “وعليه، يجب ألا يخاف الانسان الفقير أو الضعيف من فوات الرزق الذي تكفل به الله الخالق الرزاق، ولكن عليه أن يجد ويسعى وأن يضرب في الأرض طلبا للرزق توكلا على الله وليس تواكلا”.
وأشار إلى أن الهاشتاج أيضا يحمل معان عظيمة لحث الناس، لاسيما الأغنياء منهم على البذل والعطاء والانفاق والإكثار من الصدقات، وألا يخشوا شيئا من أن الانفاق أو الصدقات قد تؤثر سلبا على مدخراتهم وأموالهم، وأن يكونوا على يقين بأن الله سيخلف ما ينفقون .. حيث يقول تعالى ” وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ”.
وأردف مستشار المفتي قائلا: “ولهذا أيضا جاءت فتوى التعجيل بالزكاة التي أصدرتها دار الإفتاء المصرية في وقت سابق، والتي تؤكد مشروعية تعجيل إخراج الزكاة حتى يطمئن الجميع ومنهم الفقير ويعلم بأن الله لن يضيعه، ويعلم الغني بأن الله سيخلف له في ماله ..حيث ذكرت الفتوى أنه يشرع تعجيل الزكاة في هذه الآونة التي تمر بها مصر وبلاد العالم جراء انتشار وباء فيروس (كورونا) المستجد، وقوفًا مع الفقراء وسدًّا لفاقة المحتاجين، وعملًا بالمصلحة التي تستوجب التعجيل كما ورد في السنة النبوية المطهرة ، وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء وعليه العمل والفتوى؛ إظهارًا للمروءات في أوقات الأزمات، مؤكدة أن ثواب الزكاة المعجلة يكون في هذه الحالة أعظم، لما فيه مزيد من تفريج الكروب وإغاثة الملهوفين وسد حاجة المعوزين.
وأوضح أن الشريعة الإسلامية جعلت كفايةَ الفقراء والمساكين هي أهم مقاصد الزكاة، إذ جاءوا في صدارة مصارفها الثمانية للتأكيد على أولويتهم في استحقاقها؛ حيث قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[التوبة: 60]؛ وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلى اليَمَن: “فَإن هم أَطاعُوا لَكَ بذلكَ فأَخبِرهم أَنَّ اللهَ قد فَرَضَ عليهم صَدَقةً تُؤخَذُ مِن أَغنِيائِهم فتُرَدُّ على فُقَرائِهم”.
وأشار مستشار المفتي إلى أن الأصل في الزكاة والصدقات، التكافل والتعاون، حيث أقرها الإسلام لمصلحة الفقراء وسداد فاقة المحتاجين حتى يتحقق المقصد التكافلي، ويحصل الاكتفاء الذاتي، وتظهر العدالة المجتمعية، وتقل الفوارق الطبقية، وتحل المشكلات الاقتصادية، وتزداد وفرة الإنتاج وتضعف نسبة البطالة؛ فترتقي بذلك أحوال الأمم والشعوب وتتوطد أسباب الحضارة.