كثيرا ما ننطق الشفاه بمصطلح الثقافة ولكن لا ندقق فى محتواها فلو كان الانسان قد يقصد بها شيئا ما فماذا يقصد؟
هل يقصد المعرفة ام العادات والتقاليد المتوارثة والمتعارف عليها ام يقصد بها الاخلاق المتعارف عليها ام ماذا وماذا،وهنا يلزم تعريف الثقافة على انها مجموعة العادات والتجهيزات التي يكتسبها الإنسان من المجتمع كونه عضواً فيه، متمثلةً بالمعارف والعلوم والمعتقدات والفنون والأخلاق والحق كما عرفها تايلور الإنجليزي سنة 1871م.
كما يعتبر الشباب الركيزة الأساسية في تقدّم وبناء كل مجتمع، فهم يحملون بداخلهم طاقات وإبداعات متعددة، يحرصون من خلالها على تقديم الأفضل للمجتمع الذي يعيشون فيه، ويستطيع الشباب من خلال التعاون بين بعضهم البعض على الرقي بالمجتمع،ولكن يلزم لكبح طموحات كل شاب أن يكون ضمن الثقافة المتعارف عليها فى مجتمعه ولا يحيد عنها حتى لا يكون مختلف عن الآخرين عن الصورة الموجودة داخل مجتمعه .
وتتعالى الصيحات الآن بربط الشباب بالثقافة حتى تكون المرآة التى يرى فيها صورته فى تنمية مجتمعه وحتى يحصل على رضا وعرفان مجتمعه .
ماذا تعنى الثقافة لكل منا؟
الثقافة كل انواع الفنون هى السلوكيات والتعليم وايضا الدين هى كل ما تشكل وعى الانسان ،كل منا يتعامل ضمن ثقافته والتى تشكل الوعاء الذى يضمن للانسان الطمانينة والأمان فى الحياة والمنطقة التى يتعامل من خلالها ولكن إذا ابتعد عنها يشعر بالتوتر والخوف ولا يهدأ إلا إذا رجع الى ثقافته مرة آخرى.
وقال “احمد السيد”الممثل والمخرج أن الثقافة مجموعة من المهارات المتعلمة ولكن الآن ظهر مصطلح الفهلوى وهو من يملك الذكاء ولكن يستخدمه بطريقة غير صحيحة ، ويمكن من عوامل ظهور هذا النموذج هو الطاقات المهدرة فالشباب يملكون الطاقة ولكن منهم من يريد الوظيفة من الدولة وبهذا يهدر طاقته ،وأيضا يجد من الاشياء المفروضة عليه ويكون أول اختيار له هو تنسيق الكلية حسب مجموعه اى أخطر قرار لمصيره تتحكم فيه مجموعة اوراق .
وأكد ايضا “السيد”على أننا نهمل التفكير فى مستقبلنا أو نفكر فيه بعد التخرج فهل سأل الإنسان نفسه كيف تعبر عن ذاتك عن فكرتك ما هى الظروف التى بها تتخلى عن فكرتك؟
وصرح “احمد”بأنه يجب ان نساعد الشباب لبناء شخصية الإنسان الواعى وان يبدأ خطواته قبل التخرج وأن يملك افكار ولا يتخلى عنها بل يبادر ويبدأ.
وعلى صعيد آخر اشار “طارق الطاهر”رئيس تحرير مجلة دار الادب أنه لابد من تكاتف جميع الوزارات لأجل تبنى مبادرات الشباب ونشر الثقافة وليست من خلال جهة واحدة وانما عدة جهات فقد كان هناك مجموعة وزارية تعمل معا تضمن وزارات مختلفة من اعلام وثقافة وتعليم وتعليم عالى ،وذلك لضمان التكاتف والتعاون وفض اى منازعات فيما بينها .
ووصى”الطاهر”بأنه لابد من رجوع هذه المجموعة والتواصل فيما بينها لتحقيق ما يرجوه المجتمع،واكد على وجود الكتاب والعمل حتى فى أصعب المواقف حتى أثناء حرب أكتوبر العظيمة .
واكد أن الفن يعتبر وسيلة من وسائل نقل الثقافة وبناء شخصية الإنسان الذى يحافظ على هويته الحضارية ،واشار “محمد العدل “المنتج السينمائى على اهمية دور مراكز الشباب فى القدم حيث كانت مصدر لظهور الفن والطرب والفن الشعبى وأنه احد أبناء مركز شباب الساحل وأنه تعلم على مسرحه وانهم جيل الكتاب والقراءة ،فالآن التكنولوجيا والنت مع أنها جعلت المعلومات أمامنا لكن معلومات قليلة عن الموضوع بالظبط ولكن الكتاب كان يمد الإنسان بالشخصية التى يريدها والشخصيات التى بجانبه مما تزيد من معلومات الإنسان.
واشاد”العدل”بجيله جيل القراءة الذى كان يبحث عن المعلومة ويتعلم ويناقش ويعرف الشخصيات وما وراء ذلك .
وإذا كانت التكنولوجيا وفرت علينا الكثير ولكنها احاطت المعلومات بسور وعزلتها عن المعلومات الآخرى التى تدعم ما توصلت إليه ،مع أننا يجب مواكبه التكنولوجيا ولكن يجب أيضا الرجوع إلى فكرة المزيد من المعلومات والمعرفة حتى لا يصدأ عقلنا وتتخلف معرفتنا .
اما عن استراتيجية بناء الانسان المصرى
فالشباب هم العنصر الأهم لتقدم الأمم والشعوب، فالمجتمع الذي يمتلك هذا العنصر الثمين؛ يمتلك القوة والحيوية والتقدّم على سائر الأمم، فهم سبب نهضة الأمم، وسر قوتها، وعمادها، وحصنها المنيع، وسيفها الحامي، ودرعها الواقي، كما لهم دورٌا مهمٌا في بناء المجتمع متمثلاً بحضاراته، وإنجازاته، وتقدمه وتطوره، والدفاع عنه، فهم عماد الوطن والأمة، وهم من ينهضون بالوطن، ومن يساهمون في نجاحه والدفاع عن القضايا العامة فيه، لتحصيل الحقوق المختلفة لكافة شرائح المجتمع، وهم من يصنعون القرارات؛ من خلال مشاركاتهم السياسية بالانتخاب وصنع القرار، كما أنّهم يوفرون الأيادي العاملة اللازمة لبناء الأمة، والمساهمة في نهضتها وإنعاشها، وتقوية دخلها، والمساهمة في المشاريع التعاونية، والتطوعية، والخدماتية وغيرها، بإضافة إلى المشاركة في نشر الثقافة، والتغذية الفكرية والثقافية، وتعزيز حب الوطن، والتعريف به، والمساهمة في تبادل الثقافات.
كما اكد المنتدى على اهمية الثقافة وكانها حائط الصد ولكن صد ماذا صد الخلافات ام صد الجهل ام صد عدم اعتزاز الشاب لنفسه وانه لا يملك شيئا ام صد الارهاب والتطرف والكره،وكانت المحاور الاساسية من هذا المنتدى هو “استراتيجية بناء الانسان المصرى “وقد ادار هذه المناقشة الاعلامى محمد عبده مع سيادة وزير الشباب والرياضة “اشرف صبحى”و”طارق توفيق”المشرف العام على المتحف الكبير .
مما لا شك ان الشخصية المصرية المكون الرئيسى لها هو المكون الثقافى وهذا من قديم الزمن وليس من الان فكلنا نعرف جيدا تمثال الكاتب المصرى الذى يؤكد لنا اهمية الكتاب والثقافة ،فالثقافة هى التى تحدد هوية الانسان وتحدد ما الذى يدور بخاطره وهى تخلق قوة للتعامل مع الأخرين ،
ووصى المصرى القديم ولده وقال “ضع الكتاب وراء قلبك وحافظ عليه كأنه ام”
شكر سيادة الوزير رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا “محمد عزازى”وجميع الحضور ثم قال “الشباب هم العمود الفقرى للوطن ولهم دور مهم فى بناء الوطن ووجهة نظر الساب هى سيدة اعماله وعندما يريد تنفيذها يضع فيها كل طموحه وقلبه وولاءه ،وإذا وجه إليه أى نقد لتعديل شئ أو تكلمة الناقص فإنه يتولد لديه الاحباط ويتجه إلى أى وجه قد تؤدى به إلى الهاوية”.
واكد “صبحى”على دور الوزارة ليس فقط على المستوى الرياضى وحل مشكلات النوادى واللاعبين وانما التوجه الآن إلى التقافة ومحاولة جعل للوزارة دور فى التنمية من خلال الاهتمام بالرياضة والثقافة جنبا إلى جنب،وأضاف سيادته الى ادخال القيم فى الخطاب للشباب وكيف نحقق ذلك من خلال مراكز الشباب التى ادخلت فى معظم القرى والنجوع والمدن فى مصر ،وركز على مفهوم القيمه المقصود والاضافة التى ستقدم للمجتمع من خلال الشباب.
وقال” طارق توفيق”المشرف العام على المتحف الكبير “المتحف المصرى الكبير هو واجهة حضارية ونافذة لمصر على العالم ،وقد أشاد بدور الشباب فى ترميم الآثار المصرية وتفوقهم على من علمهم ذلك فقد أصبحوا بارعين فى ذلك .
وقال “توفيق”إن المتحف الكبير أداة لترسيخ الهوية المصرية عن طريق الآثار وإننا نتفرد بآثارنا المصرية التى هى عنصر التقدم .
وهذا فإن الشباب هم الأمل والكل متفق على مساعدة هؤلاء الشباب ومد يد العون لهم حتى يقوموا بالعمل المنوط منهم .