وسائل التواصل الاجتماعى وتأثيرها على الأطفال حتى أصبحوا جيل بلا ذكريات
جريدة الدولة الآن
كتبت/ اسماء البردينى ما يتميّز به العصر الحديث هو التقدم الهائل في (تكنولوجيا) الاتصال، وصفحات التواصل الاجتماعيّ المتعددة الأنواع والأشكال، وقد ظهرت هذه الوسائل كمنجز حضاريّ أفرزته العقول العملاقة المبدعة،وأيضا لتوفير الوقت والجهد واستخدام ذلك الوقت والجهد فى شئ آخر . وتعد صفحات التواصل الاجتماعى سلاحاً ذا حدين حيث يمكن أن يحسن استخدامه من قبل الفرد ويعود عليه بفوائد كبيرة، أو أن يسيء استخدامه ويعود عليه بالأضرار الكثيرة ،فبالرغم من امكانية تبادل الخبرات الحياتيَّة في مجالات الحياة المتعددة،،واكتساب معلومات هامّة من مصادرها الموثوق فيها ،واتاحة الابداع في رسم اجتهادات فكريَّة وثقافيَّة وسياسيَّة معينة،الا انها أدت الى ظهور ما يسمى الانعزال الشعوري عن المجتمع القريب؛ للاندماج مع المجتمع الافتراضيّ البعيد.
أصبح الكل الصغير والكبير يعيش خلف شاشة مواقع التواصل الاجتماعى لا يرى غيره حتى ضاع التواصل بين أفراد الأسرة ،ضاعت الإبتسامة من على الوجوه هل شعرت بهذا أثناء رؤية الوجوه الكل منشغل لو كان الانشغال بالفائدة العلمية والعلم لكان ذلك أفضل ،إنما الانشغال بالألعاب والأخبار والشائعات والتدخل فى خصوصية الفرد.
كان فى القدم فى المقابلات الأسرية البعض يتحدث ويحكى عن ذكرياته وأيامه السعيدة التى مرت به وجميع الحضور يتذكرون ويضحكون ،أما الآن لا توجد الذكريات أصبحنا بلا ذكريات واجتماعات أسرية لأنه حتى فى هذا الوقت الفرد منشغل بالفيس بوك كأحد أهم مواقع التواصل ولا يهمه مشاركة الاسرة فى المناسبات لو كان هناك مناسبة ما عليه سوى إرسال رسالة تهنئة أو كلمات فى حال الحزن ،لا رؤية للبسمة على الوجوه أو التشارك الإيجابى فضلا بالشعور بالعديد من المشاعر السلبية، وزيادة نسبة الإصابة بالاكتئاب.
إنّ وسائل التواصل الاجتماعي، هي منجزات حضارية عظيمة، والإنسان وحده الذي يملك طريقة الاستفادة منها، أو سبل تَوَقي خطرها من عدمه،فلنبدأ أن نرتقى بمعنى الإستخدام الأمثل لهذه المواقع وأن نصنع ذكريات لنا نحكى عنها وتفرح بها.