Site icon جريدة الدولة الآن

الإنترنت مرض العصر المزمن

كتبت : أسماء محمد

فضاء واسع من المعلومات الصحيحة والغير صحيحة يغزو العقول ويلتهم الوقت لا يقل خطورة عن إدمان المخدرات ولا يقل أهمية عن الطعام والشراب لا يتمكن من أدمنه أن يجلس بدونه يخلق عالم بعيد عن عالمنا يبتلع كل من يدخله أو من يقرب منه ،فقد صدق رسول الله حينما قال ” الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ” فهو ما ندركه اليوم بعد أن أصبح الانترنت هو مرض العصر المزمن .

لا شك أن الانترنت مثل أى اختراع يخدم البشرية تتعدد مميزاته فيكفى أن يسهل جميع عمليات البحث عن أى معلومة كما أنه سهل عمليات الاتصال والتجارة فضلا على أنه أداة علمية تعليمية إلا أنه لا يختلف عن الاختراعات الاخرى فى ظهور جوانبها المظلمة السلبية ، ومن أخطر سلبياته والتى تعد كارثة تعانى منها الأسر هى الادمان فلا يختلف إدمان الانترنت عن إدمان المخدرات من حيث الشعور الذى يشعر به من ينقطع عنه الانترنت أو من لم يجد المواد المخدرة فكلا منهما يشعران بالضيق والقلق والملل ولكن مع تفاوت درجة الشعور .

من المعروف أن الادمان هو إدمان المخدرات أو إدمان الكحول إلا أنه قد ظهر نوع أخر من الادمان لا يقل خطورة عنهم فالانترنت يسرق الوقت ويذهب العقل ويسوق النفس الى حيث يشاء فقد يعتقد الكثير أن من يملك جهاز متصل بالانترنت هو يملك العالم ولا يحتاج الى أى حد سوى الانترنت كما أن مساوئ الانترنت ليست فقط إدمانه ولكن مع إدمانه ينتج تغير فى السلوك وقد يصل الامر الى الانعزال عن المجتمع .

وقد شهدت الاونة الاخيرة كثير من حالات مدمنى الانترنت التى وصل بهم الامر الى الانعزال عن المجتمع حيث عرضت أم مشكلتها فى إحدى البرامج الاذاعية حيث ذكرت أن إبنتها ذات ” 21″ من عمرها دائما تجلس أمام الانترنت غير منتبهة لما يحدث حولها فقد تعرضت والدتها أثناء سيرهم معا فى إحدى الشوارع الى الانزلاق أرضا وتجمع حولها الناس ولم تدرك إبنتها بذلك إلا بعد فترة نظرا لإنشغالها بإجراء دردشة مع صديقتها .

وتطبيقا لما سبق ذكر الدكتور ” محمد الشامى” استشارى الامراض النفسية أن بعض الاشخاص يعانون من مرض إدمان الانترنت نتيجة الاعتياد الجلوس لساعات طويلة أمام مواقع الانترنت حتى يصل الى حالة من الانعزال التام عن الحياة الاجتماعية بكل تفاصيلها .

كما أضاف أن البعض يتجه الى الجلوس لساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعى نتيجة للشعور بالملل أو الهروب من المشاكل والهموم بالانشغال فى الدردشة مع الاصدقاء او تصفح صفحات ترفيهية .

ومن جانبه رصدت جريدة الدولة الآن أراء بعض المواطنيين فأشارت ” ف.ر” أن الانترنت مساوئه تجاوزت فوائده فالشباب ذكور او إناث لا يتخليلون حياتهم بدون الانترنت فيأكلون او يشربون وهم ناظرين للمحمول
وذكر ” ب.م ” أن الانترنت ضرورى من ضروريات اليوم إلا انه يجب ان يكون هناك عدد ساعات محدودة للجلوس أمامه حتى يستطيع الفرد ممارسة باقى أولوياته بشكل طبيعى .

وعلى صعيد اخر اقترح الدكتور ” محمد هانى ” طبيب نفسى أن علاج ادمان الانترنت يبدأ بقطع الانترنت تماما لمدة تبدأ من اسبوعين وخلال هذه الفترة يظهر على المريض بعض التوتر والقلق والملل حتى يدرك المريض أن الانترنت يستخدم عند الحاجة ثم يعود لإستخدام الانترنت ولكن بساعات محدودة .

وأخيرا مما لاشك فيه أن الانترنت ضرورى فى حياة الفرد فيكفى أنه جعل العالم قرية كونية واحدة ولكن الافراط فى إستخدامه هو ما يعطيه قدسية مزيفة فيجب على المؤسسات المعنية وخاصة وسائل الاعلام توعية الاسرة بخطورة إدمان الانترنت وأهمية استخدامه بشكل صائب .

Exit mobile version