Site icon جريدة الدولة الآن

هوس الألعاب الإلكترونية يهدد بالخطورة على حياة البشر

 

    تقرير: شيماء سعيد

في ظل ظروف قاسية تدعو إلى الشعور بالفراغ عند معظم الشباب بشكل مستمر والذي دفعهم إلى إتجاه الألعاب الإلكترونية ، ومن هنا بدأ تطور وتقدم تلك الألعاب يشكل خطراً على سلامة الكثير من الأطفال والشباب لإدمانها بشكل مرعب ، حيث تُعرف الألعاب الإلكترونية بأنها لعبة يتم تفعيلها عن طريق جهاز إلكتروني ، وتمتاز غالباً بإستخدام المؤثرات الصوتية والبصرية والتركيز على إحراز النقاط أو إتمام المهمة والإنتقال لمرحلة أخرى تحقيقاً لأهداف تعليمية محددة .

ويعد إدمان الألعاب الأونلاين وألعاب الفيديو من أخطر أنواع ومظاهر إدمان الألعاب الإلكترونية ، فمنها (فري فاير وكاندي كراش وببجي وغيرهما) من الألعاب الإلكترونية ، ومن أشهر ألعاب الفيديو في العالم الآن لعبة ببجي حيث بلغ عدد مستخدميها “٢٠٠ مليون” مشترك والتي تم إطلاقها في عام “٢٠١٧” وأصبحت أفضل الألعاب على المتجر وتتغلب على منافسيها من الألعاب الأخرى ، والذي أسس تلك اللعبة هو “بريندان جريني” عمره “٤٣” عاماً إيرلندي الجنسية وحصل من خلال هذه اللعبة على مبلغ يقدر ب “٢٠٠ مليون” دولار ويزداد مع شهرة اللعبة أكثر .

في السياق ذاته تتسبب تلك اللعبة في الكثير من الجرائم فقام أحد طلاب المرحلة الثانوية بمحافظة الإسكندرية بقتل معلمته ، ذلك تأثراً بتلك اللعبة التي تدفع الشباب الذين يمارسونها في طريق الإجرام ، حيث تستدعي هذه اللعبة إلى الإتصال الصوتي مع اللاعبين بمختلف الدول فيؤدي ذلك إلى تأزم العلاقة الأسرية وإزعاجهم بالكامل ، كما أفتى إتحاد علماء الدين الإسلامي بكردستان بحرمة إستخدام لعبة ببجي لأنها تسبب الإدمان وخالفه في ذلك آخرون .

على هذا النحو ننتقل إلى أسباب إدمان تلك الألعاب ومن أهمها فشل الأسرة في التواصل الإيجابي والتفاعل مع أطفالهم وأبنائهم ، ونرى أيضاً أن الإحساس بالقوة التي يشعر بها الشخص داخل أجواء اللعبة يفتقدها في الواقع فيضطر أن يلجأ إليها من خلال تلك الألعاب ، مما تنجح أيضاً في قتل حالة الفراغ الذي يعاني منه الكثير خاصة بفترة المراهقة ، ومن ثم رغبتهم في الهروب من الواقع بمشاكله وهمومه إلى عالم اللهو والمرح .

ومن هذا المنطلق ننتقل إلى أضرار هذه الظاهرة الشائعة والتي تتمثل في العديد من الأعراض الجانبية ، ومنها آلام الظهر والرقبة مع ضعف شديد في عضلات المثانة مع كسل شديد في العضلات وإحساس دائم بالإمساك المزمن وأيضاً آلام العين وضعف النظر ، ومنها أيضاً التوتر الشديد وإضطراب في النوم مع ظهور علامات الإكتئاب الذي يؤدي إلى التأخر الدراسي وضعف ملحوظ في التحصيل العلمي ، ومن أخطر هذه الأضرار ظهور سلوكيات سلبية مثل العنف والعدوانية حيث أثبتت دراسات متخصصة أن معظم عنف المراهقين في الولايات المتحدة الأمريكية سببه الرئيسي إدمان الألعاب الإلكترونية .

حيث شهدت الآوان الأخيرة العديد من الجرائم الشنيعة بسبب لعبة ببجي ومن أبرزها قتل شاب يبلغ من العمر “٢٥” لأبيه ، ذلك بسبب تحذير والده له مراراً وتكراراً بعدم لعب هذه اللعبة فقطع عنه الإتصال بالإنترنت ، مما دفع الشاب لحبس أفراد عائلته في غرفة وأخذ يضرب والده حتى أزهق روحه وقطعه إلى أجزاء ، ولا يعد هذا الحادث الأول في العالم العربي حيث شهدت العراق حوادث مشابهة بسبب هذه اللعبة وأيضاً الكثير من حالات الطلاق وغيرها من الحوادث بسبب إدمانها .

وإنطلاقاً من تلك النقطة وبعد أن أوضحنا لكم خطورة تلك الألعاب يجب إتخاذ خطوات علاجية لإدمان الألعاب الإلكترونية ، فمنها تحديد الأهالي وقت قصير لأبنائهم للعب هذه اللعبة التي أدمنوها حتى ينتشلوهم من تأثيرها تدريجياً ، ولابد للأهالي أيضاً تعويض أبنائهم وقت الفراغ الذي بسببه يلجأ الكثير منهم للتسلية بهذه الألعاب والقيام بأنشطة مفيدة بدلاً منها كالرياضة والعلاقات الأسرية .

في سياق متصل لايجب إستخدام العنف أو الشدة معهم خاصة بمرحلة إدمانهم لعدم إلجائهم لإدمان أشد خطراً من ذلك ، وكما يقال أن الوقاية خير من العلاج فعلى الآباء مراقبة أبنائهم والإقتراب منهم كأصدقاء محببون إليهم حتى ينجحون في حمايتهم من كل أنواع الإدمان ، وعلى الدولة أيضاً أن تضع حلاً لتلك الظاهرة الشائعة للقضاء عليها وغلق بعض المواقع الغير موثوق فيها لعدم وجود أي خطورة على أبناء المستقبل حفاظاً على سلامتهم .

 

Exit mobile version