Site icon جريدة الدولة الآن

ليلة القدر من أعظم ليالي العشر الاواخر من رمضان

كما نعلم أن الله أصطفى من البشر سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وجعله أفضل البشر ، واصطفى من بين الأماكن مكة والمسجد الأقصى، واصطفى من السنين عام الفيل، واصطفى من الشهور شهر رمضان، واصطفى من بين الأيام يوم الجمعه، واصطفى من بين الليالي ليلة القدر وجعلها أعظم ليالي السنة ووصفها الله تعالى بأنها خيرٌ من ألف شهر.

وليلة القدر سميت هكذا لشرفها وقدرها العظيم أو لنزول القرآن فيها، أو لنزول الملائكة قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) “الملائكة في ليلة القدر أكثر من عدد الحصى”، وأيضًا يُقدر الله فيها مقادير العباد السنوية قال تعالى “فيها يُفرق كلّ أمر حكيم”، فهي ليلة ذات شأن عظيم من قامها إيمانا وإحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

والله سبحانه جعل أقدار نوعان أقدار أزلية وأقدار معلقة، فإذا كُتِب لك الشقاء في هذه السنة ودعوت بإخلاص في تلك الليلة فإن الله عزوجل يأمر الملائكة أن يمحوا الصحيفة التي كتب فيها الشقاء ويكتب لك ما طلبت ، قال تعالى “يَمحُوا الله مايشاء ويُثبِت وعنده أمُّ الكِتاب”، فكل أدعية ليلة القدر مستجابة فاسئل الله ماتتمنى.

وفضل ليلة القدر أن العبادة فيها بعبادة “٨٤” سنة، فالساعة بها بعبادة “ثماني” سنوات والدقيقة تعادل “ثمانية” شهور فالعمل فيها مضاعف أضعاف كثيرة، فيها من الفضل العظيم والنفحات الربانية والسلام مالا في غيرها من الليالي، وتتنزل فيها الملائكة تستغفر للمؤمنين، ويروي الرسول(صلى الله عليه وسلم) “إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في جماعة من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبدٍ قائم، أو قاعد يذكر الله فينزلون من لَدن غروب الشمس إلى طلوع الفجر”.

وقد أُخفيت هذه الليلة لحكمة ربانية، لتكون دافعا للتنافس بين المؤمنين على إدراكها وإغتنامها، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يعتكف في الليالي العشر طمعًا في إدراكها،وعلامات ليلة القدر لا حرج في تدبرها وتتبعها للإستدلال عليها،وأخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) أنها ليلة ذات سلام وسكينة، ذات نور وضياء ليست بالحارة ولا الباردة، وليلة القدر ليست مرتبطة بيوم ولكنها تنتقل، لقول النبي(صلى الله عليه وسلم) “التمسوها في العشر الاواخر من رمضان، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقي، في خامسة تبقى”.

ومن أحب الأدعية والأعمال في هذه الليلة

-الصلاة والقيام ،فقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم)يقوم الليل حتى تتورم قدماه ،فكان الرسول “إذا دخل العشر الاواخر، شدَّ مِئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”.

-والإكثار من الدعاء فإن في هذه الليلة تُقدَّر أعمال العباد والدعاء في تلك الليلة مستجاب وأحب الأدعية فيها (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عني) ,(اللهم اعتق رقابنا من النار).

-وكثرة التسبيح والتهليل والتكبير والإستغفار،والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم.

-الصدقة، قراءة القرآن.

فإياك أن تضيّع وقتك، وتضيّع منك تلك الليالي المباركة، إياك أن تكون ممكن خاب وخسر، و اللهم إنا نسألك أن توفقنا لما تحب وترضى، اللهم أدرِكنا ليلة القدر، اللهم تجاوز عن ضعفنا وذلاتِنا.. اللهم آمين.

Exit mobile version