Site icon جريدة الدولة الآن

ظاهرة أطفال الشوارع تهدد المجتمع

 

     كتبت:ندى الخربوطلي

تعد ظاهرة أطفال الشوارع واحده من أخطر المشكلات التي  تهدد أي مجتمع، فأصبحت الشوارع ملجا ومأوى لدى الكثير من الأبرياء، فأطفال الشوارع هم من يقل عمرهم عن” ١٨” عام ويمارسون حياتهم المأساويه من أكل وشرب ونوم وغيرها في الشارع، ذكراََ كان او انثى، فالخرابات والأماكن المهجوره محل اقامتهم ومقرهم الأساسي، فمن من البشر يتحمل ذلك.

بالأضافه إلى علاقتهم بأسرهم  شبه المنقطعه فلا يتمتعون بطفولتهم ولا يتمتعون بأي نوع من انواع الحمايه؛ فكيف يتمتعون بذلك والأسفلت فراشهم، والشتاء غطاءهم، والقمامة طعامهم، فمن يرضى بذلك من البشر.

فقد شهدت الآونه الأخيره في جميع البلاد العديد من الأعمال الإجرامية نتيجه لأطفال الشوارع، فقد عانت مصر من زيادة هذه الظاهرة خاصة في المدن الكبرى فتكونت من حياتهم المأساوية هذه الأعمال الاجرامية مثل التسول والسرقه والنشل وغير ذلك من هذه الاعمال، وقد كان لهم دور في الاحداث السياسيه؛ فقد استغلتهم بعض الجماعات في الأعمال الإجرامية، ومن قبل كان هؤلاء الاطفال وقود حريق المجمع العلمي.

ولكن هؤلاء الاطفال ليسوا مجرمين بفطرتهم ولكن ظروفهم الماديه هي التي دفعتهم إلى هذه الحياه فمنهم من لا يجد قوت يومه  فيتعرضون للعنف الاجتماعي بجميع أشكاله سواء كان عنفا جسديا او ماديا.

فقد يرى الدكتور” حسين شحاته ” أستاذ الإقتصاد الإسلامي بجامعه الأزهر أن الحل يكمن في إعطاء الزكاه لأطفال الشوارع، فالزكاه لها مصارف حددها القران الكريم في قوله تعالى” انما الصدقات للفقراء والمساكين” ويدخل أطفال الشوارع في نطاق هذين المصرفين أي الفقراء والمساكين لأنهم يواجهون مآسي عديده في حياتهم.

ويرى الدكتور”احمد البحيري ” إستشاري الطب النفسي بالأمانه العامه للصحه النفسيه فقد يشير إلى أن أطفال الشوارع يصابون بالقلق والتبول اللاإرادى، إلى جانب بعض الامراض النفسيه الأخرى مثل الاكتئاب والعصبيه والحقد على المجتمع؛ لأنهم يشعرون بعدم الأمان والظلم من الناحيه الجسديه، ويتعرضون أيضا الى حوادث سيارات واغتصاب و تعلم عادات سيئه مثل التسول والسرقه وإدمان المخدرات، وبجانب ذلك رغم معيشتهم في المدن الكبرى إلا أنهم يعانون من عزله إجتماعية التي تعد من أخطر الأمراض.

ومن هذا المنطلق رصدت جريده الدوله بعد اراء المواطنين حول هذه القضية الشائكه التي مازالت مستمره وتعكس تاثيرها السلبي على المجتمع.
حيث أوضح “أحمد. ن” بأن  ظاهره أطفال الشوارع وصمه عار متوارثه في الكثير من الدول وأيضا في الدول الكبرى، ولكن العديد من الدول نجحت في تحويل هذه المأساه إلى إنجاز مشرف فنقلت هؤلاء الأبرياء من حالة الضياع والاهمال الى ايدي عاملة تخدم وطنهم، فلابد من كل دوله ظهرت عندها هذه القضيه ان تجد حل هذه القضية بأي  شكل من الاشكال.

كما أضافت “مني. ع” أن وجود هذه الظاهره في الدوله تعني التقصير في دفع الزكاه إليهم فهم أولى بالزكاه من اي شخص اخر، فقد قال تعالى “انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها…”فأطفال الشوارع يدخلوا ضمن الفقراء والمساكين وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “ليس منا من لم يرحم صغيرنا” فالرحمه تكون بإقامة دور رعايه توفر لهم حياه كريمة.

وأفاد” عماد. ب” أن ظاهره أطفال الشوارع تكمن في الظروف الإجتماعية الصعبه لدى الكثير من الأسر؛ فهم لم يستطيعوا توفير إحتياجاتهم من مأكل وملبس ومشرب فيدفعهم  ذلك إلى العمل في الشارع، والتشرد في المجتمع.

وفي سياق متصل لابد على كل دولة لديها هذه الظاهرة الإسراع في وجود حل لها مثل زيادة أعداد المكاتب الإستشاريه الأسريه، وأيضا زيادة مؤسسات تهتم برعايه هؤلاء الاطفال، وتوفير مكان آمن لهم وتوفير فرص عمل وتوفير برامج مكافحة الفقر.

وفي نفس السياق لابد من الإسراع في فعاليات حل هذه المشكله الإجتماعية، مثل زياده عدد المؤسسات  التي تهتم بالتدخل المبكر لحماية الاطفال وأسرهم من أنواع العنف والاستغلال المختلفه، وتطوير برامج مكافحة الفقر وتفعيل دورها، وإنشاء مراكز مهمتها تأهيل أطفال الشوارع نفسيا ومهنيا، وتحريك الرأي العام والآله الإعلاميه بكافه وسائلهاحول هذه الظاهره، وإنشاء أماكن خاصه لرعايتهم وتلبية إحتياجاتهم الأساسيه، وتعيين اخصائيين للعنايه بهم، وتكون وزاره التضامن الاجتماعي هي المسؤوله عن الاشراف على هذا الدور.

Exit mobile version