تغلبت ثقافتنا وعاداتنا علي إيماننا ومعتقداتنا
في الأسرة والمجتمع
761 زيارة
كتبت / هدير الحسيني
تبقى أيام قليلة علي مجئ ميلاد أعظم خلق الله ، وأهدي خلق الله ، بل لا يكون مثله مثل كل الخلق بل هو نبي الله الكريم، نبي الله العظيم، نبي الله الرحيم هو نبي الله محمد (صلي الله عليه وسلم ).
ولكن كيف يكون إستعدادنا لهذا اليوم العظيم ؟ وكيف يكون فهمنا لهذا اليوم الذي ولد فيه أعظم الخَلق والذي بعثه الله بالحق لكي تتغير فيه البشرية بأكملها ،ولكي تتحول فيه الأمم من جهل الكفر إلي سرور الإيمان بالله والإيمان برسول الله، ولكي تخُرج فيه الناس من الظلماتِ إلي النور (نور الحق ، نور الإيمان ، نور الإسلام ، نور الهادي العدنان) .
ولكن ومع الأسف لقد تغلبت ثقافتنا وعاداتنا علي إيماننا ومُعتقداتنا ، لقد تغلبت أهواهنا وشهواتنا علي شريعتَنا و سُنَّتَنا، فبدلاً من إستعدادنا لهذا اليوم لإحياء سُنة نبينا وإحياء سيرتهِ العطرة فنحن نستعد لهذا اليوم بشراء الحلوي وتهنئة لأهلينا .
نعم بالتأكيد لا يكفي يوماً واحداً لإحياء سنة رسول الله (صلي الله عليه وسلم ) بل علينا أن نحياها كل يوم بل كل ساعة ، نحياها بكرمه ، نحياها بحسن خُلقه ، نحياها بقيامه لليل ومنجاتهُ لربه ، نحياها بعدله وتعامله الحسن مع غيره ، نحياها بعطر لساننا بالصلاة على نبينا ، بل نحياها بكل ما قام به في سيرتهِ العطرة الشريفة لكي نحيا من جديد لكي نستعد ليوم العيد يوم أن نلقي فيه وجه الله تعالي، يوم أن نلقي فيه رسول الله مبتسماً راضياً عن أمتهِ.
ولكي نعرف كيف نحيا من جديد ونتعايش بسيرة النبي في حياتنا بالشكل الذي يُرضي الله تعالي ورسول الله (صلي الله عليه وسلم ) فعلينا أن نتعمق ونعرف من هو رسول الله، وكيف كانت صفاته وحياته وكيف كان يعبُد ويُحب الله تعالي وهذا سوف نعرفه في حلقات (تأملات في السيرة النبوية )، وأولي حلقاتنا سوف نتحدث عن المعجزات التي حدثت يوم مولده (صلي الله عليه وسلم )
ولد سيد المرسلين (محمد ) صلي الله عليه وسلم في يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول ،لأول عام من حادثة الفيل هذا هو القول الذي عليه أغلب العلماء.
وروى ابن سعد أن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت:(لما ولدته خرج من فرجى نور أضاءت له قصور الشام).
والذي سُمى النبي “صلى الله عليه وسلم” بهذا الاسم هو جده “عبدالمطلب” بعد رؤيا عظيمة له حيث قال:
رأيت في منامي كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهري، وامتدت فيما بين السماء والأرض، ثم تحولت من المشرق إلى المغرب، ثم تحولت إلى شجرة أوراقها من نور، فقص عبدالمطلب الرؤيا، فقيل إنه يولد له ولد من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب، فأراد أن يحمده أهل المشرق والمغرب فسماه محمدًا.
وبعد ولادته “صلى الله عليه وسلم” أخذه عبدالمطلب إلى الكعبة المشرفة، ودعا الله وشكره على ما أعطاه، فانكبت الأصنام التي حول الكعبة على وجوهها، كما حدث سقوط أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى ، وخمدت النار التي كان يعبدها المجوس .
أما عن إبليس فقد ورد أنه رن رنة عظيمة يوم مولد النبي “صلى الله عليه وسلم”، كما رن حين لعن، وحين أهبط من الجنة، وحين نزلت فاتحة الكتاب، ورن بمعنى صاح بصوتٍ حزين عند تحقّق مثل هذه الأمور، في تعبير واضح عن انتكاسته وفشله وخوفه ويأسه.
ولم تتوقف المعجزات عند يوم مولد الرسول (صلي الله عليه وسلم ) فقط ، بل تجد كل حياته مليئة بمعجزات الله ونوره الذي نوره الله بهِ من حق وإيمان وإسلام ، وهذا سوف نراه في الحلقات القادمة بإذن الله.
2018-11-15