الأزهر يُضيء طريق الشباب بوعيٍ مستنير في جامعة قناة السويس

تقرير : عبدالرحمن محمد

تحت سماء جامعة قناة السويس، يستعد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية لبث النور بين صفوف الطلاب عبر لقاءات توعوية وتثقيفية تنطلق غدًا الأحد، خطوة تأتي ضمن المبادرة الرئاسية “بداية جديدة… لبناء الإنسان”، التي تحمل بين طياتها رسالة واضحة؟ بناء جيلٍ قادر على التفكير، متسلح بالوعي، محصن ضد الأفكار الهدامة، من خلال هذه المبادرة، يثبت الأزهر الشريف مرة أخرى أنه ليس مجرد مؤسسة دينية، بل نبضٌ حيٌ للمجتمع، يسعى لتطوير الشباب وتمكينهم من مواجهة التحديات.

في رحاب “١٦” كلية بجامعة قناة السويس، ستعقد لقاءات تجمع بين المعرفة والقيم، حيث يقف نخبة من علماء مركز الفتوى ليقدموا للطلاب عصارة فكرٍ وسنواتٍ من الخبرة، يسعون لإرشادهم على طريق التنوير، يرسمون لهم خريطة حياة تتحدى الأزمات وتحمي العقول من الشبهات، فكأنهم أشبه بالشموع التي تُضيء درب الشباب، كي لا يتعثروا في ظلام الأفكار المغلوطة.

تحمل هذه اللقاءات في جعبتها قضايا تلامس الواقع، محاور تهدف لبناء شخصيةٍ متزنة، قادرة على اتخاذ قرارات حكيمة دون تردد، ترد على تساؤلات الشباب وأفكارهم بعقلانية، متجاوزة الحلول السطحية لتصل إلى جذور القضايا التي تشغل عقولهم، ولعل ما يُميز هذه اللقاءات هو جرأتها في مواجهة المشكلات الحديثة التي تحيط بالشباب في المجتمع، مقدمين فكرًا يعزز القيم ويصقل العقول.

ويأتي هذا الدور التوعوي ليجسد مدى التزام الأزهر الشريف بمسؤولياته الاجتماعية، حيث يحمل المركز رؤية تهدف إلى تمكين الشباب بأسلوبٍ متزن يجمع بين الوعي الديني والانفتاح الثقافي، يبتعد عن التشدد، ويغرس فيهم قيم التسامح والمواطنة، يدرك المركز أن تحصين الشباب ليس فقط بمواجهة التحديات الفكرية، بل ببناء شخصيات واعية ناضجة.

ويؤكد مركز الأزهر من خلال هذه اللقاءات على أهمية التواصل المباشر مع الشباب، فهم بحاجة إلى من يستمع إليهم، ويفهم متطلباتهم، ويساعدهم في التعبير عن أفكارهم بشفافية، هذه اللقاءات تأتي كنافذة أمل جديدة، حيث يشعر الطلاب بوجود من يشاركهم في مسيرتهم، يفهم مخاوفهم، ويرشدهم دون إجبار، بل بالاحترام والاحتواء.

كما أن توسيع هذه اللقاءات لتشمل كافة الجامعات المصرية يعد خطوة طموحة وضرورية، فالأزهر يسعى ليكون صوتًا يوحد أبناء الوطن، ويحمل رسالة فكرية تصل إلى قلوب الطلاب في كل المحافظات، متجاوزة الحدود، ليعزز من مفهوم الهوية، ويرسخ مفهوم الانتماء.

ومع اختتام هذه اللقاءات، لا يكون المركز قد أدى واجبه فقط، بل سيكون قد زرع بذور الوعي والإلهام في عقول الشباب، سيظل أثره واضحًا في حياة كل طالب، باقٍ في مسيرة كل شاب، معلنًا أن الأزهر كان وسيظل منارة للفكر، حاملًا لواء النور في وقت تتكاثف فيه ظلمات الفكر المغلوط.