تقرير : عبدالرحمن محمد _ محمد حمدي
نظّمت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا الملتقى “الأول” لخبراء الإعلام تحت عنوان “تأهيل وتدريب الشباب الإعلامي لمواكبة متطلبات سوق العمل في عصر التطور التكنولوجي”، حيث شهد حضور نخبة من أبرز الإعلاميين والصحفيين المصريين، وسط اهتمام كبير من الطلاب الراغبين في اكتساب الخبرات العملية التي تؤهلهم لمواكبة التطور التكنولوجي في سوق العمل.
استهلت فعاليات الملتقى بكلمة الدكتورة “هويدا مصطفى”، عميدة كلية الإعلام بجامعة مصر، التي رحبت بالضيوف والكوادر الصحفية المشاركة، مؤكدة أن الهدف من هذا الحدث هو تعزيز التكامل بين الدراسة الأكاديمية والتدريب العملي، وأن الإعلام المعاصر يتطلب مهارات متعددة تجمع بين المعرفة التقنية والإبداع، مما يجعل مثل هذه الفعاليات نقطة انطلاق حقيقية للشباب نحو مستقبل أكثر احترافية.
في البداية تحدث الدكتور “أكرم القصاص”، رئيس مجلس إدارة “اليوم السابع”، عن التحولات الجذرية التي شهدها مجال الصحافة بفضل التكنولوجيا الحديثة، مشيرا إلى أن التطور السريع فرض على الصحفيين امتلاك أدوات جديدة، مثل إنتاج المحتوى الرقمي، والتفاعل مع الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يضمن سرعة الوصول للمعلومة وتحقيق الانتشار بشكل فعّال.
من جانبه، ركّز الإعلامي “محمد الباز”، رئيس تحرير جريدة “الدستور”، على أهمية المرونة في الأداء الإعلامي، كما ان الصحفي العصري لم يعد دوره مقتصرًا على الكتابة فقط، بل أصبح مطالبًا بإتقان أدوات جديدة تتماشى مع بيئة العمل التكنولوجية، مؤكدا أن القدرة على التعلم المستمر والتكيف مع التحديات هي الركيزة الأساسية لأي إعلامي يطمح للنجاح والتميز.
وفي حديثه، أوضح الأستاذ “شريف سعيد”، رئيس قطاع الوثائقيات بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، أن الأفلام الوثائقية أصبحت واحدة من أكثر أدوات الإعلام تأثيرًا في العالم، وأن هذا النوع من المحتوى يتطلب مهارات خاصة في التصوير والإخراج وكتابة السيناريو، إلى جانب القدرة على استخدام التكنولوجيا بطرق مبتكرة لإيصال الرسالة الإعلامية بوضوح وجاذبية.
امتدادًا للنقاش حول متطلبات سوق العمل، أشار الأستاذ “أيمن عبدالمجيد”، رئيس تحرير بوابة “روزاليوسف”، إلى أن التطور السريع للإعلام الرقمي فرض على الصحفيين ضرورة الجمع بين المهارات التقليدية والتقنيات الحديثة، مبينا أن الصحافة الآن تعتمد بشكل كبير على الدمج بين النصوص، والصور، والمحتوى التفاعلي لجذب القارئ وسط التنافس الكبير مع المنصات الرقمية.
في السياق ذاته، تناول “حمزة أحمد”، الرئيس التنفيذي لموقع “زائد” لإنتاج المحتوى الإلكتروني، دور المنصات الإلكترونية في صناعة مستقبل الإعلام، موضحا أن الوصول إلى الجمهور الرقمي يتطلب إنتاج محتوى مبتكر ومميز، إلى جانب فهم استراتيجيات التسويق الإلكتروني التي تضمن الانتشار على نطاق واسع، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا وفرصة واعدة للشباب في الوقت نفسه.
شهدت الجلسات تفاعلًا كبيرًا من الطلاب، الذين طرحوا أسئلة متنوعة حول التحديات التي تواجه الإعلاميين الجدد، وكيفية اكتساب الخبرات المطلوبة لدخول سوق العمل، وقد أجاب الخبراء على الأسئلة بتفصيل، مؤكدين أهمية التركيز على التدريب المستمر وتنمية المهارات الشخصية والتقنية لمواجهة تحديات العصر الرقمي.
اختتمت الفعاليات بتكريم الخبراء المشاركين من قِبَل الدكتورة “هويدا مصطفى”، التي أعربت عن سعادتها بنجاح الملتقى، مشيرة إلى أن الجامعة حريصة على تكرار مثل هذه الفعاليات بهدف دعم الطلاب وتأهيلهم لسوق العمل الإعلامي.
أثبت الملتقى “الأول” لخبراء الإعلام أنه منصة فريدة لتبادل الخبرات وتوجيه الجيل الجديد نحو تطوير قدراتهم بما يتناسب مع التطورات التكنولوجية في المجال الإعلامي، ليكون الشباب على أتم الاستعداد لاقتحام سوق العمل ومواجهة تحدياته بثقة واحترافية.