Site icon جريدة الدولة الآن

لقمة القاضى :كرات ذهبية هشة تسبح فى بحر العسل

  كتبت: أسماء البردينى

“الزلابية” أو “لقمة القاضي” أو “اللقيمات” أو “العوامة”، من الحلوى المفضلة للجميع ، وهي الأكثر تفضيلًا في شهر رمضان وفى كل الأوقات ، وهي في الحقيقة مصدر صراع بين شعوب دول حوض البحر المتوسط، اختلفوا في أصلها وتسميتها، واتفقوا في عشقها.
يعود أصل “الزلابية” للشعب اليوناني الذي يطلق عليها “لوكوماديس”، وتحظى بشعبية كبيرة في اليونان ويتناولها اليونانيون مع الآيس كريم بنكهة المستكة أو مع القرفة، وهي مشهورة أيضًا في قبرص بنفس الاسم.
و كانت تقدم مع السكر المطحون، أما السائل العسلي المذاق (القطر أوالشيرة) الذي يستخدم لتحلية حلوى “اللقيمات” فتعود أصوله إلى تركيا، حيث تقدم هناك وفي أغلب الدول العربية مع القهوة التركية أو الشاي بعد الوجبات أو عند استقبال الضيوف أضاف إليها ، فالأتراك يقدمون شراب العسل السميك، وأطلقوا عليها اسم “العوامة”، وتقدم هناك مع القهوة التركية، وفي المناسبات الهامة.
وظهرت “لقمة القاضي” في شوارع الإسكندرية لإختلاط المواطنين المحليين باليونانيين لحقب زمنية طويلة، وهو ما أكسبها سمة الحلوى الشعبية التي تباع في الطرقات، وكان أشهر من يتفنن في صنعها محل يوناني صغير اسمه “تورنازاكي” في شارع البوسطة بوسط الإسكندرية. ولا يزال هناك العديد من محال الحلويات والمخبوزات التي تخصص مكاناً خارجها، حيث يقف البائع أمام مقلاة كبيرة يغمرها الزيت لافتا أنظار الزبائن بحركة يده السريعة في تقطيع العجين مستخدما ملعقة صغيرة ليلقي بقطع منها في الزيت لتعطي شكل العوامات أو الكرات الذهبية.
وسبب تسميتها بلقمة القاضي يعود للقرن الثالث عشر وبالتحديد في مدينة بغداد، حيث كانت تقدم للقضاه، ويتناولونها كلما أحسوا بالجوع، فتوفر عليهم الوقت، إذ أنها عبارة عن لقيمات صغيرة سريعة الالتهام.
و الزلابيا من الحلويات الشرقية المقلية المشهورة، والتي تتميز باحتوائها على نسبة عالية من السعرات الحرارية والنشويات، بالإضافة أنها تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون وذلك من السيرم الذي يضاف إليها، والذي يحتوي على كمية كبيرة من السكر، وينصح بتناول حبة أوحبتين من الزلابيا، وتجنب تناول كميات كبيرة منها.

Exit mobile version