Site icon جريدة الدولة الآن

” كفتة داوود باشا” أكلة ملكية لها طريقة سرية

كتبت :أسماء البردينى

إن المطبخ المصرى استطاع أن يهضم كل الأكلات الأجنبية الوافدة عليه من كل بلاد العالم المختلفة مثل لبنان واليونان والهند، ونجح أن يضع على هذه الأكلات بصمته المتميزة حتى أن البعض يعتقد أن أصلها مصرى.
وطبق “داوود باشا” من الأطباق المعروفة بشكل واسع في مصر ودول الشام، وهو أكلة شهية وسريعة التحضير، وتجعل من يأكلها لأول مرة يشعر بأنها أكلة ملكية لها طريقة سرية، حتى يفاجأ بشكلها أو طعمها، تركية الأصل وتعود إلى أيام الوالي العثماني داوود باشا في القرن التاسع عشر، وذكر أن داوود باشا كان يحب هذا الطبق جدا، حتى ذكر أنه كان يأكلها كل يوم، وقد سميت باسمه لأنه عاقب أحد الطهاة بسبب خطأ قام به خلال إعدادها له، ويذكر أن بعض المصريين كانوا يضعون في طبق داوود باشا خاتما فضيا كدلالة على الحظ، حيث يعتبر من يجده في طبقه شخصا صاحب حظ وفير على حد قول الروايات، مشيراً إلى أن “داوود باشا” طبق تركي الأصل ويعرف في مصر باسم كفتة داوود باشا، ويُحضر عادة بكرات اللحم المفروم، مع صلصة الطماطم والبصل والمرق، ويقدم إلى جانبه الأرز الأبيض.

وكانت البداية “عندما حكمت الدولة العثمانية مصر كان ترسل واليًا ليحكم مصر كل فترة، وكان ثالث والى يحكم مصر تحت ظل الحكم العثمانى يسمى داود باشا، وهو كان من العبيد قبل أن يتم تحريره ويصبح مقاتلا، وكانت هناك فتوى بأن من كان عبدًا لا يصلح لحكم مصر، ولكن داود نجح فى كسب ود الشعب المصرى والسلطان العثمانى، وتولى ولاية مصر 11 عامًا، وهذا كان أمرا ليس طبيعيا للولاة العثمانيين الذين كان يتم تغييرهم كل سنتين أو 3 سنوات، خوفا من أن يستقل أى والى تطول مدته ويكون له شعبية بين المصريين، ولكن داود باشا بن عبد الرحمن نجح أن يمكث على رأس ولاية مصر سنوات كثيرة بفضل حب المصريين له واستقرار أحوال البلاد خلال ولايته، وقد بنى مسجدا وبيتا فى السيدة زينب”.

و”داود باشا عمل للمصريين أشياء كثيرة منها إنشاء أوقاف متنوعة، وأعمال خيرية كثيرة، وكان مهتما بشكل كبير بالفقراء والغلابة، وكان عهده مستقرًا لم تقع فيه حروب أو فتن”.

وعن علاقة داود باشا بالكفتة بقولها: “المصريين كانوا يعرفوا الكفتة العادية، لكن الكفتة على طريقة داود باشا كان غير معروفة، هذه الطريقة كان يحبها كثيرا ويداوم على أكلها رغم أنه لم يكون هو مخترعها لكنه جلبها معه من تركيا حيث كانت مشهورة هناك وكان يطلبها من الطباخ الخاص به، ولو ما طلعش طعمها مظبوط الطباخ يتعاقب، لأن داود كان ممكن يسامح فى أى حاجة إلا إن الكفتة تطلع مش حلوة، وكان يحتفى بضيوفه بتقديم هذه الكفتة لهم، وعلشان يحببهم فى الكفتة كان يضع خاتم فضة فى حبة من حبات الكفتة المقدمة للضيوف ويخبرهم بان من يجد الخاتم فهو من نصيبه، فيتكالب عليها الضيوف بحثا عن الخاتم للفوز به”.

“إن كفتة داود باشا انتشرت بين المصريين سريعًا نظرًا لأنها تقدم مع الأرز الذى يعد الأكلة المفضلة لدى المصريين فى كل الطبقات، وهذا أيضا سبب انتشارها فى كل المطاعم بكل مستوياتها “

إن هذا الطبق غنيّ بفوائده وصحي، يحتوي على بروتينات اللحم الأحمر والحديد، والفيتامينات من الطماطم والبصل، ويعدّ الأرز مكملاً له من خلال النشويات المفيدة شرط أن يطبخ بقليل من الزيت النباتي وليس الزبدة، وهو يحتل مكانة مهمة في الموائد الشرقية في الشتاء، كما أنه طبق شهيّ وفاتح للشهية في شهر رمضان المبارك لاحتوائه على المرق، ويقاوم الجوع لغناه بالبروتين.

Exit mobile version