تعددت الأسباب والقتل واحد .. ناقوس الخطر يدق البيوت
في الأسرة والمجتمع
454 زيارة
كتبت: ياسمين أنور
مُذ أن خلق الله البشرية حرم القتل، كانت أول جريمة قتل تحدث في البشرية حين قتل قابيل أخيه هابيل، عندما ملأ الحقد والغيرة قلبه فأقدم على تلك الجريمة التي أفزعت الجبل الذي وقعت عليه فانشق.
ولأن القتل من أبشع الجرائم التي قد تحدث، لما فيها من إزهاق الأرواح وانتهاك حرمات، قال الله تعالى “ومن قتل مؤمنا متعمدًا فجزاؤه جهنم خالدًا فيها.. “؛ فجعل الله جزاؤه جهنم لعِظم الذنب الحاصل.
وفي هذا الصدد فقد انتشر القتل مؤخرا بطريقة يعجز العقل عن تصديقها أو وصفها، حيث يقتل الأخ أخيه والصديق صديقه، والأم ولدها، والأب زوجته أو أولاده؛ لم يقتصر القتل على المجرمين فقط فقد تسلل للأسر؛ فتحول بيت الأمان والمأوى إلى زنزانة وجحيم، حيث تجرد بعض الآباء والأمهات من كل أنواع الإنسانية والرحمة.
وقد أصبحت جرائم الأسرة خطرًا ملموسًا يهدد معظم البيوت المصرية، وتتنوع أسبابها ما بين القتل بسبب الميراث أو الإدمان أو حتى مصاريف المنزل أو تكاليف الزواج، ظاهرة القتل فى محيط الأسرة انتشرت فى السنوات الأخيرة بشكل كبير وغالبا ما تتم الجرائم فى لحظة غياب عن الوعى وتنتهى بقتل الأبناء والأشقاء.
حيث شهدت الآوانة الأخيرة كثير من تلك الجرائم التي زلزلت المجتمع، فقد قتلت أم رضيعها ابن ال”90″ يوم بريموت التلفزيون بالشرقية، متجردة من كل أنواع الأمومة والانسانية، وتمت إحالتها إلى نيابة بلبيس العامة، والتي قررت حبسها “أربعة” أيام على ذمة التحقيقات.
وترجع القضية عند عودتة زوجها إلى المنزل حيث وجد ابنه على السرير وآثار الدماء على فمه وعيناه، وآثار الدماء على ريموت التلفزيون، والزوجة فرت هاربة، فتم إخطار النيابة العامة التي انتدبت الطبيب الشرعي لمعاينة الجثة، وضبط الأم المتهمه.
ومؤخرًا في مركز ملوي بالمنيا قامت زوجة بقتل زوجها خنقًا بسبب خلافات عائلية بينهما، وقامت بالادعاء أنه توفى نتيجة إصابته بفيروس كورونا إلا أن الأجهزة الأمنية كشفت حيلتها واعترفت بقتله خنقًا لوجود خلافات أسرية، حيث حدثت بينهما مشادة.
وقد أكدت دراسة ميدانية اجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعيه والجنائية أن أهم أسباب جرائم القتل داخل الأسرة، ضعف الوازع الديني، والاختلال العقلي والنفسي، والمخدرات والتفكك الأسري، والتي توتر العلاقات وتدب المشكلات فيها.
وأخيرًا نقول أن كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته؛ ولنعلم أنها الأمانة التى سنسأل عنها بالرعاية الكبرى، قال تعالى:( إنَّا عرضنا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ والجِبَال فأبَيْنَ أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان.. ” وجاء ضمن معاني السؤال الرعية وتعلق الأولاد والزوجة في رقاب الزوج، يشتكون إلى الله سوء المعاملة وضياعهم بتفريط راعيهم فيهم.
وانطلاقًا من تلك النقطة السوداء في المجتمع فإن الإعلام له دور كبير في توعية الأسرة، ووقف العُنف الأسري، وكان له العديد من الحملات التي تحارب العنف بكل اشكاله، ولكن رغم ذلك ما زال هناك خلل تربوي في بعض الفئات المصريه تحتاج إلى دراسة وحلول، وتأهيل مراكز نفسيه وتربوية ليخرجوا مسؤولين على الأطفال.
كما أن دور المجتمع لابد أن ينقذ الأسرة قبل حدوث الجريمة وليس بعدها، وتنفيذ أقصى عقوبة على الجاني، كما يجب إعادة النظر إلى الدراما عن طريق التصدى لجميع المسلسلات والأفلام الداعمة للعنف والجريمة، ووجود قوانين حاسمة يتم تنفيذها، والأهم من ذلك لابد من أن نزرع بداخلنا التسامح والتراحم بين الجميع.
2021-07-05