تقرير : عبدالرحمن محمد
في عالم تمزقه النزاعات، تظل بعض الكلمات راسخة، تعبر الأزمان لتذكرنا بأهمية القوة التي تحمي الحق وتجعله قادرًا على مواجهة التحديات، هذه الكلمات تجد صدى خاصًا اليوم في غزة، حيث يعاني الناس من حصار خانق، يحرمهم من أبسط حقوقهم في الحياة والكرامة، ومع ذلك، لا يزالون يقاومون، يدافعون عن حقهم في العيش بوطنهم، متحدين كل محاولات الإبادة.
وسط هذه المعاناة، نجد دعوة صريحة “ما فائدة أن يكون معك سيف بتار دون أن توجد اليد القوية التي تضرب به؟” تساؤل يُبرز أهمية الإرادة القوية، إرادة لا تهزمها الظروف ولا تكسرها العواصف، فكما السيف لا يكتسب قوته إلا باليد التي ترفعه، كذلك الحق يحتاج من يحميه ويدعمه، ليتحول من مجرد فكرة إلى فعل يتجسد على أرض الواقع.
لقد اعتادت غزة أن تكون ساحة لنضال مستمر، حيث يقف الأطفال والنساء والشيوخ يدافعون عن أرضهم، ويحملون رسالة للعالم أن القوة ليست بالسلاح فقط، بل بإيمان الشعب بعدالة قضيته، فهذا الشعب يقف بإصرار أمام قوى الاحتلال، مؤكدين أن الحق لا يتجزأ، وأن الأرض ليست للبيع أو التنازل.
ولا يخفى على أحد أن هذا الإصرار يأتي وسط حصار ممتد، في ظل غياب دعم حقيقي من المجتمع الدولي، الذي كثيرًا ما يكتفي بالتنديد دون اتخاذ موقف فعّال، وهنا يتجدد التساؤل: كيف للحق أن ينتصر دون قوة تقف خلفه؟ هذا التساؤل يلهم الكثيرين للتفكير في دورهم لدعم غزة، وإحياء قضية أصبحت تنزف من الجروح التي طالتها عبر السنوات.
غزة، التي تتعرض للقصف ليل نهار، تقدم صورة حية لمعنى الصمود، فمن بين الدمار يتجدد الأمل، ومن تحت الأنقاض ينهض الشعب، متمسكًا بالحق، مؤمنًا أن نضاله لن يكون عبثًا، فهذه الإرادة المتجددة هي اليد التي تحمل السيف، وتحافظ على بقاء القضية الفلسطينية على طاولة العالم.
يتجدد الأمل مع كل يد تساند الحق، ومع كل صوت ينادي لدعم شعب غزة، فقد تكون المعركة طويلة، لكن كما تُظهر غزة يومًا بعد يوم، الحق لا يموت ما دامت هناك إرادة تؤمن به، وتحميه، وتسعى بكل قوة لتحقيقه، فليكن لنا دور في الحفاظ على هذه القضية حيةً، حتى ينتصر الحق يومًا.