كتبت / هدير الحسيني
عندما نذُكر كلمة علاج يأتي في خيالنا الدواء والألم والتعب ولكن كيف يكون شعورنا عندما يكون العلاج باللعب والمرح واكتساب المهارات وحل المشكلات السلوكية والإنفعالية ، فالعلاج باللعب يُستخدم بالأخص مع الأطفال الذين يعانون من إضطرابات نفسية وسلوكية فهذا العلاج من إحدي الطرق الحديثة للتشافي ، فأننا كثيراً ما نجد الأن أطفالاً يعاندون ويتعصبون ويدمرون أنفسهم بسبب الإضطرابات التي تُصيبهم ونسأل لماذا يفعلون هذا ؟
وللإجابة علي هذا السؤال ابقوا معنا لنعرف سوياً ما أسباب هذة الإضطرابات وكيفية علاجها باللعب .
عُقدت ندوة “بمكتبة مصر العامة” يوم الجمعة الموافق “29”مارس” 2019 ” بعنوان ” العلاج باللعب ” بقيادة الأستاذة ” مروة عطية ” مدربة تنمية بشرية وسيكودراما.
أشارت الأستاذة ” مروة عطية ” أن من أسباب الإندفاعية والعصبية التي يُصاب بها معظم الأطفال هو عدم معرفتهم بكيفية التعبير عن مشاعرهم بشكلاً إيجابياً وهذا لا ينطبق فقط علي الصغار، بل نجده ينطبق أيضاً علي الكبار فكبت المشاعر وعدم إطلاق العنان من الممكن أن تتحول معهم للتنمر علي الأخرين .
حيث أضافت ” مروة ” أن تقنيات العلاج باللعب تُعالج الكثير من الإضطرابات مثل الإندفاعية ، والقلق والخوف كما أنها تعمل علي تحسين سلوك الأطفال للأفضل وتُساعدهم علي تحكم وضبط أنفسهم .
كما ذكرت ” عطية ” أننا لكي نُعرف الطفل ما هو الشعور وكيف يمكنه التعبير عن ما يشعُر بهِ علينا أن نوضح له ونُبين شكل كل شعور عن طريق عرض إيموشن للطفل كيف يكون وجه الإنسان عندما يشعُر بالخوف وعندما يشعُر بالحماس ، كما قالت لا بد أن يتواجد مع الطفل نوتة صغيرة يُكتب فيها ما يشعُر بهِ ولماذا يشعُر بهذا الشعُور ؟.
حيث أوضحت ” مروة ” أن كثيراً من الأمهات يشكون شكوى واحدة وهي تخريب وتكسير الأطفال الأشياء عندما يصابون بنوبات غضب وقالت أنهم يفعلون هذا بسبب نقص الأكسجين في المخ ، وبالتالي تصبح عضلات الجسم أقوى فلا يجد وسيلة للتعبير عن غضبه غير التكسير والتخريب ، ولكي نُخفف هذا السلوك علينا أن نعلمه كيف يتنفس عندما يصيبه الغضب لكي يهدأ كما أنه من الممكن أن يُعبر عن شعوره بالرسم فالأطفال الصغار لا يستطيعون أن يعبرون عن مشاعرهم بالكلام لأنهم لا يملكون حصيلة لغوية تُساعدهم علي هذا ، لذلك أفضل وسيلة للتعبيرعن شعورهم هو الرسم .
وعلي صعيداً آخر قامت ” مروة ” بعمل تقنيات العلاج باللعب وهذا بمشاركة الأطفال في بعض الألعاب مثل لعبة ( الملاك السري ) وهذة اللعبة نجد أنها تُساعد في تحويل المشاعر السلبية لمشاعر إيجابية ، كذلك لعبة ( لون حياتك ) وهذة اللعبة نعرف فيها الطفل مجموعة من الألوان وكل لون يعبر عن شعور معين فعلى سبيل المثال إذا اختار الطفل اللون الأحمر هذا يُعني أنه يشعُر بالغضب فلابد أن نسأله ما الذي يغضبك .
وأيضاً من الألعاب الممتعة التي قامت بها ” مروة ” لعبة (التقاط العصا ) هذة اللعبة تُساعد الأطفال الذين لديهم إضطراب تشتت انتباه وفرط حركة تساهم في زيادة تركيزهم وتحسين ادائهم للأفضل .
وعلي الجدير بالذكر أن التعبير عن المشاعر شيئاً مهماً للغاية مهم للكبار وللصغار لذلك علينا أن نتعلم ونُعلم أبنائنا كيف يعبرون عن مشاعرهم بطرق إيجابية وفعالة لكي يفهمون أنفسهم وشعورهم ويوظفونها بشكلاً سليم وصحيح .