أخر الأخبار
porno.com
الرئيسية » أخبار » السودان :عادات وتقاليد ضاربة في جذورها تأبى التغير من حيث طبيعتها ومصادرها

السودان :عادات وتقاليد ضاربة في جذورها تأبى التغير من حيث طبيعتها ومصادرها

#الدولة_الآن

       كتبت /هبة عثمان
في هذة المساحة الثقافية نستضيف د.صبري محمد خليل/ أستاذ الفلسفة بجامعه الخرطوم ليقدم لنا صورة متكاملة عن العادات والتقاليد السودانية ويجيب عن مجموعة نقاط في هذا المقال العادات والتقاليد السودانية من حيث طبيعتها ومصادرها لنصل إلى عاداتنا وطقوسنا في الزواج التي تشكل تراثنا الأصيل الذي يرفض الهبات الدخيلة التي تريد أن تغير في أصالته ، يبدأ خليل بمدخل تعريفي بسيط عن موضوع العادات والتقاليد وارتباطها بالحضارة فيقول:”
إذا كانت الحضارة هي محصله تفاعل الإنسان مع كل من الطبيعة والمجتمع ،فان العادات والتقاليد هي جزء من الحضارة،فهي محصله تفاعل الإنسان مع المجتمع،فقد اهتدى الإنسان خلال معاناته المشكلات الخاصة بالاتصال الحتمي بين الناس في المجتمع ،إلى حلول تتصل بعلاقات الناس ،صاغها أنماطا من السلوك،واطرد تطبيقها حلولا لمشكلات متجددة، وانقلبت خلال اطردها إلى قواعد دارجة يلتزمها الناس في علاقاتهم بدون جهد يذكر.
واسمي العلماء المسلمين العادات والتقاليد بالعرف،والذي اعتبروه من المصادر التبعية للشريعة.
والعادات والتقاليد كجزء من الحضارة تلازم حركه المجتمع وأطوار تكوينه الاجتماعي، وهى مؤثره ومتاثره بجمله العوامل الذاتية والموضوعية التي تساهم في تطور أو تخلف هذا المجتمع.
بناءا على ما سبق فان العادات والتقاليد السودانية هي مجموع الحلول التي اهتدى إليها الإنسان السوداني خلال معاناته لمشكلات الاتصال بين الناس في المجتمع السوداني .
هذه العادات والتقاليد تكتسبها الشخصية الحضارية المعينة من خلال علاقات انتمائها الاجتماعية والحضارية المتعددة،وكذا الأمر مع الشخصية الحضارية السودانية التي اكتسبت عاداتها وتقاليدها من خلال علاقات انتمائها المتعددة .
فهناك العربية كعلاقة انتماء قومي ذات مضمون لساني ثقافي لا عرقي مضمونها أن اللغة العربية هي اللغة في المشتركة بين الجماعات القبلية والشعوبية السودانية بصرف النظر عن أصولها العرقية ولهجاتها القبلية. لذا نجد الكثير من العادات والتقاليد السودانية ذات أصول عربيه منها (دخان الطلح) و(الحنة) و(دق الشلوفة) و(الهمبتة) والأخيرة تقابل (الصعلكة العربية) التي طهرت في المجتمع العربي القبلي(الجاهلي) .
وهناك الاسلام كعلاقة انتماء ديني حضاري لذلك نجد الكثير من العادات والتقاليد ذات أصول اسلاميه.
وقد ساهمت الطرق الصوفية في نشر الإسلام في السودان.وأصبح التصوف وقيمه السلوكية والمعرفية – أحد مكونات الشخصية السودانية ،لذا نجد أن كثير من العادات السودانية ترجع إلى التصوف منها:حلقات الذكر والرقص الصوفي والنوبة والطار وزيارة الاضرحه.
وهناك علاقات الانتماء التاريخي الحضاري القبلي والشعوبي السابق علي الاسلام الذي لم يلغيه، بل حدده كما يحد الكل الجزء (بالإلغاء لما يناقضه من معتقدات وعادات، والإبقاء على مالا يناقضه). فكان بمثابة إضافة أغنت تركبه الداخلي، وأمدته بإمكانيات جديدة للتطور.
لذا نجد أن كثير من العادات والتقاليد السودانية ترجع جذورها إلى التراث الحضاري الشعوبي النوبي السابق على الإسلام كطقوس الأعراس والجنائز و الشلوخ ووضع الوشم على الشفاه والجسد التي ترجع إلى الحضارة المروية والراكوبه وتزيين المنازل وطلائها.
كما نجد أن كثير من العادات والتقاليد السودانية ترجع جذورها إلى التراث الحضاري القبلي الافريقى السابق على دخول الاسلام كالاعتقاد بأن بعض الأعشاب والأشجار (العروق) تؤثر في الناس الذي مرجعه الاعتقاد القبلي الافريقى بان للطبيعة اثر فعال على السلوك وكذلك الرقص وآلات الصيد كالحراب وبعض الأدوات المنزلية و المباني مثل القطيه ومنها الزار الذي هو في أصله طقس وثني للقبائل الأفريقية انتقل من الحبشة إلى السودان “.

نظرا إلى أن السودان متعدد الأعراق و الأجناس و ذلك بالإضافة إلى الأصول التي تنبع منها هذه العادات فمنها ما هو فرعوني كما في مناطق الشمال و منها ما هو أفريقي كلما تعمقنا جنوبا ، و تتمثل هذه العادات في قمة تألقها في السودان نظرا لإختلاط دم العرب النقي بالدم الأفريقي الساخن فكانت إنموذجا فريدا لا مثيل له . هذه الطقوس و المناسبات :

قولة الخير : و هي جلسة يجتمع فيها أكابر العائلة من الطرفين بقصد التعارف و التأكد من أصل و عراقة كل من الأسرة الأخرى ، و فيها يتقدم عادة أعمام العريس أو والده بطلب يد ابنتهم لإبنهم .الخطوبة : في الآونة الأخيرة كثرت هذه المرحلة ، حيث أنها لم تكن بهذه الإنتشار في السابق ، لأن الزواج في السابق في كثير من الأحيان لم يكن يخرج من نطاق الأسرة أو الجيران في الحي و المنطقة المجاورة ، و هذه المرحلة تتوج علاقة المخطوبين بشئ من القبول من المجتمع و الأسرة الممتدة .سد المال : و هو أيضا ما يعرف بالمهر ، عند وصول هذه المرحلة تبدأ التجهيزات الفعلية للزواج ، و يتكون سد المال من الملابس و الثياب السودانية العطور و الأحذية ( شيلة ) هذا بالإضافة للمال ، و تتفاوت هذه التجهيزات حسب مقدرة العريس المالية .الحنة : و فيها تتم دعوة كل من أهل العروس و العريس على حده ، و يتم فيها تخضيب أرجل و أيدي كل من العريس و العروس بالحناء ، و يقدم فيها الطعام و تعقد جلسات الغناء و الأنس .العقد : و هو عقد الزواج الذي يعقد على يدي المأذون بحصور كل من ولي العروس و وكيل العريس ، و يتم تلاوة القرآن الكريم و تذكير الحضور بفائدة الزواج على المجتمع ، بعد ذلك يتبع بعرض من ولي العروس إلى و كيل العريس و يرد وكيل العريس بالقبول و فقا على الصداق المتفق بينهم .وليمة العقد : و هي و ليمة و غالبا ما تكون غداء و تتم دعوة الأهل و الأقارب و الإصدقاء لمباركة هذا الزواج ، و تتم في غالب الأحيان في ” صيوان ” أو خيمة مجاورة للمنزل .الحفلة : فيها يتم دعوة الناس و يأتي بالمغنين و العازفين و يقدم طعام العشاء حيث تكون هذه الحفلة غالبا في الفترة المسائية و تمتد حتى الحادية عشر مساء كحد أقصى .الجرتق : و هو من العادات القديمة جدا ، و يقال أنها تعود إلى أصول فرعونية ، و يتم إلباس كل من العريس و العروس ملابس حمراء اللون و تقوم كبار نساء الأسرة ” بجرتقة ” العريس و العروس ، و هو وضع حريرة حمراء اللون فيها هلال ذهبي اللون على جبهة كل من العريس و العروس .بخ اللبن : يأخذ كل من العريس و العروس من لبن في إناء و يقوم ببخه( نفثه ) في وجه شريكه المستقبلي .قطع الرحط : تأتي العروس و هي متحزمة بحريرة في وسطها و يقوم العريس بقطعه و رميه للحضور .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لقاء وزير الخارجية والهجرة مع وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطرية

#الدولة_الآن  تقرير: أميرة أيمن عقد الدكتور “بدر عبد العاطي”، وزير الخارجية والهجرة يوم “21” أكتوبر ...

youporn