فضل صيام يوميّ تاسوعاء وعاشوراء .. وهل يُكره صيام عاشوراء وحده؟

كتبت: ياسمين أنور
يُعرف تاسوعاء أنه اليوم العاشر من شهر محرم، و عاشوراء اليوم العاشر من ذات الشهر، ويستحب صيامهما، وقد حث النبي كثيرا على صيام يوم عاشوراء، كما في الحديث الذي رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت”كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان الرسول _صلى الله عليه وسلم _يصومه فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، ولما فُرِض رمضان ترك يوم عاشوراء فمنْ شاء صامه، ومنْ شاء تركه”.
وفي حديث آخر رواه مسلم عن عبد الله بن عباس أنه قال”حين صام الرسول _صلى الله عليه وسلم_وأمر بصيامه قالوا يا رسول الله إنه يوم تُعظمه اليهود والنصارى، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع، قال.فلم يأتِ العام المقبل حتى تُوفى الرسول صلى الله عليه وسلم “.
وما نوى الرسول صلى الله عليه وسلم صيام تاسوعاء في السنة المقبلة لا يحمل معنى الاقتصار عليه، واستحب صيامه من عدة وجوه:
أولا:صيام يومي تاسوعاء وعاشوراء يخالف منهج غير المسلمين في صيامهم عاشوراء.
ثانيا: صيام تاسوعاء هو من باب وصل عاشوراء كصيام يوم مع الجمعه المنهي عن صيامه منفردة، فيستحب أن يصوم المسلمين يوم التاسع من شهر محرم لِما ثبت في حديث ابن عباس السابق.
وفضل صيام يوم عاشوراء قال الرسول صلى الله عليه وسلم “وصيام يوم عاشوراء احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”، أي أن صيام هذا اليوم يكفر سنة سابقة، وهذا من كرم ورحمة الله بعباده.
وقد شرع لنا أن نخالف أهل الكتاب في صيام يوم قبل عاشوراء، وقال بعض الفقهاء أنه يُكره صيام عاشوراء وحده، وقال البعض أنه مباح، وقد اختار شيخ الاسلام أنه لا يكره وحده، ولو كان فردا لا يستطيع صيام عاشوراء إلا وحده فهذا مباح وتزول الكراهة، أما إن كان بدون عذر فلا ينبغي صيامه وحده.
والسبب الأساسي لتشريع صيام يوم عاشوراء، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) هو أن الله تعالى قد نجى فيه سيدنا موسى من ظلم فرعون وبطشه، وروى البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال “قدم النبي _صلى الله عليه وسلم_ المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال ما هذا: قالوا هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم،أنا أولى بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه”.