أخذت تدور عقارب الساعة حتي أتت إلى الساعة الواحدة صباحاً فدق الجرس ثم استيقظ(راشد) وبعد أن أفاق قام متوجه إلي النافذة ووجد الأمطار غزيرة والبرق يشيع بضوءه والرعد يحطم الأذان. عندما رأي بالأسفل وجد طفل رضيع يصرخ صرخات بكاء أجش وكأنه يستغيث من تلك اللحظه وارتدى ملابسه وجري مسرعا الي الأسفل حتي وصل الي باب المنزل ولاحظ أن الصوت قد اختفي ثم فتح الباب ولم يجد الطفل فتهيأ له أنه يتوهم ثم قفل الباب.
بمجرد قفل الباب فجأة زاد الصراخ وعاد مره اخري ثم قام بفتح الباب مره اخري ولم يجده ومن ثم زاده الحيره وملأه القلق حتي آخذ المفتاح وأغلق باب المنزل وصار يبحث عنه وكأنه قد فقد عقله ويتجه ناحية الصوت ولكن الصوت من حين لأخر يبعد وكأنه لا يسير علي الأرض ويأتي حين من جهة اليمين وحين من جهة اليسار. بعد ذلك ظل يراقب وهو يمشي ولا يعلم الي اين يذهب كما أن لايوجد شخص لا يمشي بالشارع فزاد تعجبا ثم فجأة ظهرت امرأة ذات وجه مليء بالدماء وشعرها احمر اللون كما أنها ترتدي ملابس سوداء لامعه في حين أن أرجلها عباره عن حوافر ويخرج من فمها لسان أعوج ازرق اللون ذات حلق بشفاتها وأنفها واعين سوداء اللون. وكانت تحمل الطفل الذي يصرخ ورأسها تتجه لليمين ثم لليسار فزاد (راشد) عيناه متبرقه لامعه والصدمه أوشكت علي ان تطير عقله ثم اما بعد أبتل من الأسفل حتي اغمي عليه ووقع علي الارض. بعد أن اغمى عليه وسقط على الأرض وكأنه لوح من الثلج صار جسده كالخشب ثم اختفت الامرأه وبدأ سقوط بعض من القطرات ذات لزوجة عالية لونها أحمر داكن تغمست عيناه فأفاقته مما كان فيه ولكنه لا يعلم أنه وجه ملئ بهذه المادة. بعد ذلك كان جسده ملئ بالماء وأشعر بالبرودة الشديدة فأخذ يضم نفسه في مكانه سمع صوت فتاه صغيره تغني بلغة عبرية قائلة(الضر لعبتنا ) وهي تأتي من بعيد ترتدي ثياب ثقيل ثم اقتربت منه واعطته هذا الثياب لكن تعجب أن شعرها لا يوضح معالم وجهها ثم ارتدى هذا الثياب و تركته.
ثم سارت عدة خطوات ووقفت بعد ذلك نظرت إلى خلفها ثم أشارت له بأن يأتي معها ولكن في واقع الأمر كان مثل الحجر لا يتكلم أو يتحرك من صدمته فلاحظت انه لم يسمع كلامها فظهرت وجهها المشوهة فأزداد خوفا وقام مسرعا خلفها دون تردد ثم حاول أن يتهرب منها وسار في طريق آخر ولكن ظهرت له من هذا الطريق الآخر واضحكت بعض الضحكات الشريرة المتقطعة قائلة له ( لن اتركك ابدا).
ثم بعد ذلك بدأت تظهر شقوق بالأرض وتخرج منها أفواه متعددة من الأفعى كادت تبتلعه حتى تمكنت منه ونزلت مرة أخرى في جوف الأرض حتى وصلت به مكان متسع يشبه كالمدرسة وتبدو عليها بأنها مهجورة من مئات السنين فأخذ يجس في هذا المكان المعتم. كان يجس في هذا المكان المعتم حتي يعلم انه أين وماذا يحدث له؟! إلى أن وصل إلى شمعة حمراء بجانبها عود من الكبريت فبدأ في اشعالها حتي ظهرت بعض ملامح المكان ومن هنا رأي مرآه كثرت بها الشروخ فتوجه إليها حتي رأي ملامحه وهو في صدمة من هذا المنظر الذي كان على وجهه ولكنه لا يعلم ان من قبل سقطت بعض النقاط الحمراء اللزجة فزاد صراخه حتي استيقظ من الحلم. وبعد أن أفاق ازداد ضربات قلبه وكان يتنفس بصعوبه وغير تام لاستعاب ما هو فيه، فقام مهرولا إلى مرآه ينظر إلى وجهه فلم يجد اي شيء ثم سمع هاتفه يرن فلن يهتم بالأمر. ثم رن الهاتف مرة أخرى فذهب لكي يري من يتصل به حتي وجد ان خطيبته تتصل به ثم رد فاخبرته انها بانتطاره في المطعم ضروري وانبهت عليه ألا يتأخر.
تذكر أنه يوم عيد الحب فأخذ في اعتباره ان يغلف الهدية التي اختارها امس لخطيبته ثم ذهب مسرعا يرتدي ملابس ويضع العطور الفخمة و كان يطرب بعض الاغاني وهو يرتدي حذائه فلاحظ ان هناك شئ اسود مر أمام الغرفة! فاستكمل طرب لاعتقاده انه وهم ثم وضع علبة الهدايا بجانبه على الفراش فسمع صوت الباب يتحرك ببطئ حتي صدر صوت قوي من غلقه! فذهب ينظر إلى خارج الغرفة علي هذا الباب فلم يجد ريح من الهواء لكي يغلقه بهذا الشكل.
ثم رجع إلى غرفته لم يجد علبة الهدايا. فوقف متعجبا يضع يداه على رأسه من كثرة الحيرة. فنزل دون ان يبحث عن العلبة نظرا لشتات العقل فقفل الباب بالمفتاح جيدا ثم نزل بالمصعد. توجه إلى سيارته وفتح باب السيارة ثم قبل أن يقودها وجد العلبة الحمراء من خلال المرآه. فتح العلبة وجد بها بعض طلاسم والكلمات غير مفهومة ثم في نهاية جملة قصيرة (نحن في انتظارك تمام الساعة واحدة صباحا امام مدرسة الاطفال). فزاد شك بأنه كان يحلم بالأمس. ام لا وان كان لا يحلم فكيف استيقظ وجد نفسه بغرفته وهل الحلم له علاقه بالواقع حتي شك انه في نفس الوقت يحلم بعد ذلك قاد سيارته وذهب إلى المطعم لن يجد خطيبته.
اتصل عليها فأخبرته انها تعتذر فلن تأتي ثم جلس علي احدي مقاعد ففتح العلبة مرة ثانية لم يجد الورقة! التي بها الطلاسم والكلمات.
عاد إلى المنزل ثم انتظر امام نافذة منزل يراقب ماذا سوف يحدث وهو يستحي قدح من القهوة ولكن علي رغم ذلك غفلت عيناه فأفزع على صوت سيارة امام منزله فأخذ المنظار لكي يري من بالسيارة لم يجد احد ثم راى الساعة وجدها واحده وربع ثم دق جرس المنزل وهو ينظر علي الباب لن يجد احد! فبدأ عقله يشاوره كىف يدق الجرس ولن يوجد احد امام المنزل.
ثم لاحظ بمرور ورقة اسفل الباب فوجد بها (ان لم تأتي لنا فنحن سوف نأتي لك) ففتح الباب خوفا ثم نزل وجد السيارة كما هي لكن لم يوجد بها احد فذهب إلى المدرسة المهجورة ووقف امام الباب ثم طرق علي الباب و فتح بمفرده ننتقل إلى الفصل الثاني في الحلقة القادمة من جريدة الدولة الآن.