هل من اؤتمن على العِرض يؤتمن على المال؟!

كتبت: تقى نور
(من يؤتمن على العِرض لا يُسأل عن المال) جملة كتبها أب مصري على قائمة المنقولات الزوجية أو ما تعرف ب( القايمة) والتي هي من المفترض وبحسب العرف حالياً في المجتمعات المصرية أن يدون بها ما اشتراه الأب لمساعدة الزوجين على تأسيس بيتهما وتخفيف الحمل من عليهما ويوقع الزوج عليها كوثيقة تلزمه برد كل ما فيها إذا طُلب منه ذلك.
وقد أثارت هذه الصورة المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الجدل الذي ما زال قائماً من سخرية واعتراض وموافقة ورؤية أن الأمر طبيعي وبه تسهيل لإتمام الزواج ووفقاً لذلك فتحت النقاشات حول القايمة؛ فالبعض رحب بتصرف الأب باعتباره يؤسس لزواج يبني على المودة والرحمة ولا داعي للدخول فيه ب إيصال أمانة كما أطلق عليه البعض، أما كثيرون آخرون ومنهم حقوقيون مدافعون عن المرأة اعتبرو هذا التصرف تفريط في حق ما لايملكه.
وجدير بالذكر وبسبب الجدل الثائر حول القايمة تحكي “سماح. م” تجربتها مع القايمة لم تكتب قايمة من الأساس فقبل إجراءات الزواج وكتابة القايمة ( قال زوجي لأمي التي كانت مسؤله عني بعد موت والدي أنه يخاف الله ويحفظ الأمانة ووعدها أنه في حالة الانفصال حتى أرضية الشقة يمكنها خلعها وأخذها، أخذنا منه كلمة شرف ولكن وبعد أول خلاف بيننا قال لنا ليس لكم عندي شئ وعندما عاتبته أمي على الأمانة قال لها: القانون لا يحمي المغفلين) معلقة على ما يقال عن القايمة ضاحكة ( ده كلام فارغ،الواقع غير كدا).
ومن أطرف المواقف المعبرة عن الإلتزام بهذا الاختراع المصري الأصيل والعرف القائم علي مر العصور الحوار الذي دار بين الأب وزوج ابنته في مسرحية الراحل فؤاد المهندس (سك على بناتك):
– شوف يا عمي … سرقت العفش
– حقها … عفشها … باسمها
– باسمها؟ طب وأنا أنام فين
– إن شالله ما نمت، مش عندك نسخة من القايمة؟
– هنام على القايمة؟!
برأيك عزيزي القارئ مع أم ضد حداثة العادات والإنجراف وراء السراب؟!