حرائق الغابات …. أخطر الكوارث الطبيعية

تعد حرائق الغابات من أخطر المشكلات البيئية التي تواجه العالم ، وكارثة من الكوارث الطبيعية المناخية ، أو إحداثاً من صنع الإنسان ، وعلى الرغم من كونها تحدث في العديد من النظم البيئية للغابات بشكل طبيعي ، إلا أن مواسم الحرائق أصبحت تتزايد وتنتشر بشكل كبير ، حتى في الغابات الاستوائية المطيرة ، والتي عادةً ما تكون فيها الحرائق مدمرة .

تعاني معظم دول العالم من الحرائق الهائلة التي تأكل ألآف الهكتارات من الغابات التي يزيد عمرها على ” مئات ” السنين ، ويمكن لحرائق الغابات أن تنتج بسبب تصرفات بشرية غير منضبطة أو بفعل كوارث طبيعية مثل البراكين , لكن الثابت ان حرائق الغابات تسبب دماراً و إنهياراً شاملا للنظام البيئي داخل الغابة وحولها ، وقد تسبب في مقتل ” مئات ” الأشخاص بالإضافة إلي نفوق أعداد هائلة من الكائنات الحية التي تعيش في تلك الغابة .

نؤكد أن هناك العديد من الأسباب لحدوث الحرائق في الغابات ، منها أسباب طبيعية مثل المناخ الجاف والبرق والصواعق ، وأسباب بشرية مثل الإشعال المتعمد للحرائق وإلقاء أعقاب السجائر دون إطفائها والتخلص من المخلفات بطريق الحرق ، بالإضافة إلي عبث الأطفال بالنيران .

تتعدد أضرار حرائق الغابات منها : تدمير كميات هائلة من الأخشاب الثقيلة ذات القيمة العالية والتي تصل اعمارها أحيانا الى “مئات ” السنين وهو ما يتسبب في خسائر مادية مباشرة للدول التي تحوي تلك الغابات ، وتسبب في تسريع زحف التصحر نحو المناطق الخضراء ، وتدمير المناطق السكنية المتاخمة للغابات وتهجير الآف البشر ، والتسبب بخسائر في الأرواح والتي قد تكون كبيرة في بعض الحرائق ، ويمكن أن تسبب مشاكل صحية وبيئية ، بالإضافة إلي أنها من العوامل التي تساهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري .

لا يمكن حصر الحرائق الضخمة التي حدثت في العالم خلال السنوات الماضية فقط ، لكن هناك حرائق طبعت في ذاكرة العالم كأسوأ الحرائق من حيث المساحات التي دمرتها من الغابات أو عدد ضحاياه من البشر ومن أشهر هذه الحرائق : حرائق غابات أندونيسيا وهي مجموعة حرائق متتالية بدأت في عام ” 1999 ” وإنتهت في عام ” 2005 ” ، وحرائق غابات إستراليا المتكررة والتي كان اشهرها حرائق منطقة سيدني المتكررة في الأعوام “1983” ، ” 1995 ” ، ” 1997″ ، ” 2000 ” ، وحرائق اليونان التي شهدت حريقين هائلين في منطقة بيلوبونيس والتي أدت الحرائق إلي قتل ” عشرات ” الأشخاص ، و حرائق الولايات المتحدة الامريكية والتي تكاد الحرائق الكبيرة تحدث في الولايات المختلفة سنويا ، مما يؤدي الى ضحايا بشرية والى خسائر مادية فادحة .

هناك العديد من الأسباب التي لايعلمها الرأي العام عن حرائق الغابات ، منها أن حرائق الغابات تنتج عن نشاطات إنسانية خاطئة سواء كانت بدون قصد او بهدف اجرامي ، بالإضافة إلي أن التغير المناخي في ظل التطورات الاقتصادية والإجتماعية سبب من أسباب حرائق في الغابات في العالم ، الذي يحدث إنعكاسات خطيرة على النظام البيئي .

فيجب أن تعتمد كل دول العالم على فرق إطفاء متخصصة عالية التدريب ، ومجهزة بأفضل الوسائل التي تمكنها من مواجهة الحرائق الضخمة دون التعرض للأذى ، ومن اهم أدوات هذه الفرق هي الطائرات المجهزة بمواد إطفاء للحريق وسيارات الاطفاء ومعدات الحفر ، وإزالة أجزاء من الغابة لضمان عدم انتشار الحرائق اليها , ويمكن لفرق الإطفاء ان تستعمل المياه ومواد مكافحة النيران والتي تتكون من أملاح غير سامة تعمل على إيقاف تفاعل النيران مع الخشب والحشائش في الغابات وكذلك تقوم بعض الفرق بإشعال حرائق صغيرة في طريق الحريق والتي تساعد في إيقاف زحف الحريق نحو مناطق جديدة .