التفاصيل الكاملة لاندلاع حريق بمنطقة الزرايب في الجيزة

 تقرير : أحمد شعبان

إستيقظ  أهالي منطقة الزرايب في مركز أوسيم بالجيزة فجر اليوم ، علي كارثة كادت أن تحصد أرواح الكثير من سكان المنطقة ،  بعد سماع أصوات إنفجار متتالية مصدرها حريق نشب في عدد من العشش وسط إرتفاع ألسنة النيران ، ما تسبب بخسائر فادحة.

كانت البداية عندما تلقت غرفة عمليات شرطة النجدة بالجيزة ، بلاغًا من الأهالى يفيد بنشوب حريق هائل بمنطقة الزرايب بدائرة مركز شرطة أوسيم، وعلى الفور تم الدفع ب”ست”سيارات إطفاء إلي مكان الحريق.

ومن خلال التحقيقات الأولية ، تبين أن منطقة الزرايب مخصصة لتجميع القمامة على مساحة تقترب من “200” فدان ، وأن النيران إندلعت بها ليلة أمس بشكل مفاجئ وأتت على محتويات كمية كبيرة من المواد البلاستيكية والجلد والصفيح، وأغلبها مواد تساعد على الاشتعال.

 أن الحريق أسفر عن تفحم كميات كبيرة من المخلفات التي يجمعها جامعو القمامة لإعادة تفريغها وبيع أجزاء منها لمصانع البلاستيك والحديد ، إضافة إلي أن أقوال الشهود أثبتت إحتمالية إندلاع الحريق بسبب إلقاء سيجارة بين القمامة ، مما نتج عنه إشتعال الحريق وإمتداده على مساحة كبيرة من المخلفات ، دون وقوع إصابات.

أشار أحد تجار الخردة بالمنطقة في إحدي المواقع ، أن الحريق أدى إلى تعرضهم لخسائر كبيرة ، بسبب تجارة الخردة والمخلفات والقمامة ، حيث تعتبر تلك المنطقة من أكثر المناطق رواجًا في تجارة الخردة ، وليست منطقة عشوائية ليس لها قيمة كما يظن البعض أو يطلق عليها آخرين.

أكد شهود العيان أنهم رأوا مشاهد مروعة مع إندلاع الحريق ، حيث كانت أصوات دوى إنفجارات متتالية تصل إليهم ، مما سبب ذعر الأهالى الذين يقنطون منازل قريبة من عزبة الزرايب وتركوا مساكنهم بحثًا عن أماكن آمنة لحين السيطرة على الحريق ، وقدر أصحاب العشش خسائرهم ب”ملايين” الجنيهات.

وفي سياق متصل ، كان العاملون بالعزبة مع محاولات السيطرة على الأدخنة ، يجمعون الخردة والحديد وينقلونها إلى سيارات نقل ، موضحين بأنهم يجمعون الخُردة وأكياس البلاستيك وكانزات المياه الغازية ومياه الشرب والكراتين وغيرها من محافظتى القاهرة والجيزة ، ويجلبونها  إلى العزبة لإعادة فرزها وتصنيفها وإعادة تدويرها أو بيعها لآخرين، وتلك الأعمال التى يباشرونها يؤديها “آلالاف” من الشباب والأطفال والنساء.

وفي هذا الصدد ، قامت قوات الحماية المدنية بتبريد أرضية موقع الحريق، وإخراج المحتويات الورقية والمواد القابلة الاشتعال ، وذلك منعًا لعودة الإشتعال مرة أخرى ، وذلك بعد أن نجحت فى السيطرة على الحريق الهائل رغم تكرار إشتعال النيران أكثر من مرة، حيث تم الدفع بـ “15” سيارة إطفاء بموقع الحادث ، إلا أنها لم تكفى عمليات الإطفاء ، فكانت تعود لملئ المياه وتعوده مرة أخرى لموقع الحادث.

 إنتقل فريق من النيابة العامة ، لمعاينة موقع الحريق عقب إخماد النيران ، وتم إنتداب المعمل الجنائي ، لفحص مكان الحريق والوقوف على أسباب إندلاع النيران ، والتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه ، بالإضافة إلى سرعة ارسال تحريات المباحث حول الواقعة.

أكدت التحريات التي طلبتها النيابة العامة بشمال الجيزة ، بعد إنتداب رجال المعمل الجنائى ، أنه ليست هناك أي شبهة جنائية للحريق الذي نشب منذ أمس في “الثامنة”مساء حتى “السادسة” صباح اليوم الجمعة ، بعد أن فشل الأهالي من إخماد النيران ولكن قوات الحماية المدنية أنقذت الموقف.