يحتاجون الأبناء لإشباع إحتياجاتهم العاطفية من آبائهم (موسوعة الأم والطفل)

كتبت/هدير الحسيني

كثيراً من الآباء يعتقدون بأن رعايتهم لأبنائهم من مأكل وملبس وتعليماً ونقوداً هذا الذي يُشبع عاطفتهم ويعتقدون بأن هذا يُعبر عن حبهم لأبنائهم لأحتوائهم ورعايتهم من هذة الجوانب إنما في الحقيقة أن هذة الرعاية يستطيع أن يفعلها أي شخص لأنها رعاية وليست تربية ، ولكن هناك من الأشياء التربوية والإحتياجات العاطفية التي يحتاجها الأبناء لا يستطيع أحد علي فعلها والقيام بها مثل الوالدين ، حتي وإن وجد الأبناء ما يحتاجون إليه من تعبير بالحب ومناقشة وتدعيم وإحترام وأشياءً أخرى كثيرة من أشخاصاً آخرين ومٌقربين ، ولكن لا يتذوقون طعمها ولا يُشعرون بها بمثل ما يجدوها في أبائهم لأن الأبناء أيضاً يمتلكون غريزة ورغبة شديدة لإشباع هذة العواطف والإحتياجات من والديهم مثل غريزة الأبوة والأمومة.

وتُشير الموسوعة بأن العلاقة الإيجابية هي أساس كل شئ فبالتأكيد هناك مهاماً يومية يجب أن نُنجزها مع أبنائنا ، ولكن السؤال هنا كيف نُنجز هذة المهام فأننا نجد كثيراً من الآباء يؤدون مهامهم مع أبنائهم بالصياح الدائم طوال اليوم فبذلك يُدمرون نمو أطفالهم العاطفي ، فالعاطفة تنمو مثل أى عضو في الإنسان ولكن هل سوف تنمو نمواً سليماً أم سوف يكون بها تشويه وإعاقة لا نستطيع علاجها ولا نستطيع إصلاحها ، فالطفل سوف يُنجز مهامه اليومية ولكن ومع الأسف إذا كان بأسلوب الصياح والصراخ سوف يتقلص ويُربك ويُهزم وتضعف روحه المعنوية ويُدمر.

ولكن أشارت الموسوعة أننا سوف نجد علي النقيض آباءً وأمهاتً آخرين ينجزون مهامهم مع أبنائهم ، ولكن بأسلوب ملئ بالحب والإحترام بحيث سوف يرتدي الطفل ملابسه وأيضاً يُشجع من الوالدين ويتغذي حباً وإعزازاً ويُشعر بإزدياد قيمته ومعزته لدي أبويه .
والجانب العاطفي وكما ذُكرت الموسوعة لا يُشبع فقط بالكلمات الإيجابية وإحتضان الأبناء ،بل أنه يشمل أشياءً كثيرة علي الآباء أن يُعلموها للأبناء مثل (كيفية الحب ،كيفية الحنان والصبر ، وأيضاً تُعلم المسؤلية وكيفية العناية بالنفس ومراعاة الآخرين كما نستطيع أن نُعلمهم كيفية إحترام الذات ) فكل هذة الأشياء وأكثر إذا قومنا بتعليمها لأبنائنا سوف يكون هذا سبب من أسباب إستقرارهم نفسياً وعاطفياً ولكن تلك السمات علي الوالدين أن يكونا نموذجاً لها أثناء عملية التعليم لذلك فهناك إستراتيجيات وقواعد فعالة لكي نعرف كيف نقوم بتعليمها لأبنائنا بأبسط الطرق والوسائل وهذا سوف نتحدث عنه غداً إن شاء الله.