قصة جحا شجاع جدا

  كتبت : أسماء البردينى

عرف جحا بشجاعته ،وإقدامه على العمل بهمة ونشاط بين أهل قريته ،لما كان يحكيه عن نفسه فى مجلسه مع الأصدقاء ،من بطولات وشجاعة وهمية .
وكلما جلس فى مكان ،تجمع جوله الأصدقاء حبا فى الإستماع إلى طرائفه ونوادره ،وكان جحا فى ذلك الوقت خاليا من العمل.
وفى يوم آتى إلى القرية تاجر عجوز يبحث عن رجل للعمل لديه ،فأخبره الناس بأن جحا هو الرجل المناسب .
ذهب التاجر إلى جحا وسأله فى أن يكون عونه فى عمله ؛ وقال :لقد سمعت عن شجاعتك وحبك للعمل ،وإذا رغبت فى العمل معى فإنى سأجزل لك العطاء ،فوافق جحا على أن يعمل لدى التاجر.
قال التاجر :غدا سنحمل بعض البضائع ،ونرحل معا إلى البلدة المجاورة ،فأعد نفسك للسفر ،ثم أعطى جحا بعض الدراهم ليتركها لأهل بيته .
وفى اليوم التالى ..رحل التاجر ومعه جحا ،وفى الطريق كان جحا يقص على التاجر أخبار شجاعته ومواقفه الوهمية حتى ضاق به الرجل.
وفى منتصف الطريق أراد التاجر أن يجلس تحت ظل شجرة ويستريح ،بجوار نبع من الماء فقال :هيا ياجحا أنزل الأحمال من فوق ظهر الحمار ؛ليأخذ راحته .
قال جحا : آسف يا سيدى أنا لا أستطيع …لأن ذراعى تؤلمنى.
وبعد قليل ..قال التاجر: إذن هيا أطهى لنا الطعام لناكل .
قال جحا :للأسف أنا لا أحسن الطهى .
طهى التاجر الطعام ،ووضعه فى الأطباق ؛وقال : هيا يا جحا أحضر لنا بعض الماء من النبع .
قال جحا :أخشى ياسيدى أن تبتل ملابسى فأصاب بالبرد.
أحضر التاجر بعض الماء ؛وقال :تعال لنتناول الطعام ياجحا .
قال :سأفعل ذلك حتى لا تظن أننى لا أستطيع عمل شئ!
ولما انتهيا من الطعام ،ظهر لهما فجاة دب كبير .
فزع التاجر العجوز وقال :هيا ياجحا أظهر شجاعتك التى يحكى عنها أهل قريتك ،هيا إنقذنا من ذلك الدب المفترس.
قال جحا ،وهو يرتجف خوفا :ماذا أفعل ؟
إننى لا أستطيع أن أنقذ نفسى من فأر صغير ،ولكن عليك أن تفعل مثل ما أفعل!
قال التاجر : ماذا أفعل ؟
قال جحا هكذا :ثم جرى هربا من الدب.
أسرع الدب خلف جحا ،وترك العجوز وحماره ,.
اعتقد جحا أنه ابتعد عن الدب ،فنظر خلفه فوجد الدب يسرع إليه ،فظل يجرى …ويجرى ،بينما أخذ العجوز حماره وهرب.
وأخيرا وصل جحا إلى قريته منهك القوى يلتقط أنفاسه ؛ تجمع الأصدقاء حوله وسألوه عما جرى .
قال جحا :لقد أنقذت الرجل من الدب ؛ولكن الدب جعلنى أدفع ثمن ذلك جريا وفزعا!!