قصة جحا والقاضي في السوق
في الأسرة والمجتمع
2,068 زيارة
كتبت :أسماء البردينى
في ذات يوم ذهب جحا كالعادة إلى السوق وهو الأمر الذي يعتاد عليه ،وهو التجول في السوق بحثاً عما فيه من أي شيء يريده أو يتكلم عنه مع الباعة، وهذه كانت هوايته المفضلة.
وكان التجار في السوق يملون جدا ويتضايقون من جحا ومن أسئلته الكثيرة على بضاعتهم. لأنه بالرغم من أسئلته الكثيرة لا يشتري شيء .
في هذا اليوم كان هناك رجل قسم أن يلقن جحا درساً لن ينساه طوال عمره بل ويجعله أضحوكة السوق بأكمله ، بل وتراهن هذا الرجل مع بعض تجار السوق أنه يستطيع أن يضرب جحا كفاً على وجهه ولا يستطيع جحا أن يكلمه في شيء أو يقاضيه،وقد كان كل من في السوق لا يقبلون وجود جحا من جحا لأنه مزعج ليس الباعة فقط بل و المشترين باستفساراته الكثيرة والغير مهمة دون أن يشتري شيئاً منهم أو يفيد المشترين من كلامه ، ولذلك الكل وافق الرجل وأعجبتهم الفكرة.
فكان الشغل الشاغل للرجل أن ينتظر مرور جحا حتى إقترب من أحد المحلات وهو يعاين سلعة ما ، وأدار ظهره للطريق ووجهه نحو محل البيع .
وعندما انحنى جحا ومال برأسه قليلا للإسفل ليمسك السلعة من على العرض الخاص بالسلع جاءه الرجل من الخلف وضربه كفاً قوياً على وجهه ، فطاش جحا وقد كان على وشك أن يقع على الأرض لولا أنه استطاع أن يتمالك نفسه .
بعد أن وقف جحا على قدميه من جديد كل ما فكر فيه وقتها هو أن يتعارك مع الرجل ، لكن الرجل اعتذر له برفق وقال : آسف يا جحا فقد خاب ظني إنني ظننت إنك رجلاً آخر قد سرق بضاعة مني منذ فترة ،وكان يرتدي مثل ملابسك التي هي عليك هذه ويضع أيضا عمامه على رأسه مثل هذه ، فعذرا يا جحا أسف جدا .
فلم يقبل جحا هذا الاعتذار بل وبدأ في العراك وهجم على الرجل من أجل القصاص ، فتدخل المشترين و التجار وقالوا لجحا إن الرجل قد اعتذر لك وانتهى الامر وان الرجل محق بل والجميع شهدوا على ذلك .
فشعر جحا أن هناك مؤامرة عليه فتفهم الأمر وقال : لن أرضى أريد القصاص فلنحتكم.. فقالوا له: لا بأس يا جحا اختر واحدا من التجار الكبار من بيننا ليحكم بينك وبين الرجل .
فاختار جحا أحد التجار وكان هذا التاجر أكثر التجار غيظا من جحا ، فاستمع التاجر إلى شكوى جحا معربا انه لم يرى الواقعة وعليه أن يقص عليه القصة كلها .
سأل التاجر الرجل : لماذا ضربت جحا بهذه العنف؟
قال الرجل: آسف يا أيها التاجر فقد كنت أظنه رجل آخر لص سرق مني شيئا
فقال التاجر للرجل : هل اعتذرت منه؟
قال الرجل: نعم يا سيدي اعتذرت .
فقال التاجر: يا جحا هل تقبل اعتذار الرجل ؟
قال جحا : لا لم أتقبل هذا الإعتذار .
قال التاجر: هل توافق يا جحا أنت وهذا الرجل على حكمي.
فقال حجا والرجل: نعم نرضى بحكم ولولا هذا لما ارتضينا بالتحاكم فيما بيننا.
فقال التاجر للرجل: عليك ان تدفع لجحا 50 ديناراً عقوبة على ما بدر منك من ضرب.
فقال الرجل: لكن يا أيها التاجر لا يوجد معي 50 دينار.
فقال التاجر وهو يغمز له بعينه : إذهب أنت واحضر النقود وسوف ننتظرك هنا ومعنا جحا
فوافق الرجل وأيضا جحا بل وجلس جحا ينتظر وذهب الرجل فرحا.
ومضى وقت طويل جدا وطال الانتظار ، ومر وقت طويل جدا ولم يحضر هذا الرجل.
ففهم جحا أن هناك خدعة خاصة أنه ظل يبحث عن تفسير للغمزة التي وجهها التاجر للرجل.
فقام جحا مسرعا وصفع التاجر على وجهة ضربة طارت معها عمامته ثم قال له إذا أحضر الرجل خذ منه الـ50 دينارا فهذه النقود حلالاً طيباً لك وانصرف جحا بعد أن جذب انظار كل من في السوق.
جحا والقاضي 2019-01-15