“ابن كثير” و الارث العظيم للإسلام و المسلمين

كتب: محمد حمدى
على مر العصور نرى الكثير من الأشخاص البارزين الذين نثرو علمهم فى الافاق حتى بلغ سماء لا تطار لها ، فرفعو الجهل عن العامه وزاد علم الناس بهم ،فكانو هم ارث الانبياء وحظ الناس فى الدنيا

“ابن كثير” هو الإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، وُلد في عام “701” هـ في مدينة دمشق، التى كانت منبع للعلم نقل الى مشارق الارض ومغاربها، نشأ في أسرة بسيطة وعُرف عنه منذ صغره شغفه بالعلم والقراءة و الاطلاع .

بدأ تعليمه في سن مبكرة، حيث تتلمذ على يد عدد من الشيوخ المشهورين في عصره، ومنهم “ابن تيمية”، الذي كان له تأثير بالغ على توجهاته الفكرية والدينية أيضًا، درس الفقه والتفسير والحديث، مما مكّنه من تكوين قاعدة علمية واسعة.

“ابن كثير” يُعتبر واحداً من أبرز العلماء في علوم التفسير والحديث والتاريخ. قام بتأليف العديد من الكتب، وأحد أشهر مؤلفاته هو تفسيره المعروف باسم تفسير القرآن العظيم، تميز بأسلوبه السهل وكلامه العذب الواضح، مما جعل كتبه في متناول القارئ العادي.

 كان له مواقف مشهورة في الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة. كان يُناصر الفكر السني ويعارض البدع. وقد كان له دور في محاربة الاعتزال والتصوف المفرط، حيث بارك العودة إلى الكتاب والسنة كمرجعية أساسية في الدين.

تُعتبر مؤلفات “ابن كثير” غنية وواسعة، حيث تشمل تفسير القرآن العظيم والبداية والنهاية، وهو تاريخ يجمع فيه أهم الأحداث الإسلامية. كما ألف السيرة النبوية، الذي يجسد فيها حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذه الكتب تُعد مراجع أساسية للباحثين والطلاب.

حظي “ابن كثير “بتأثير كبير على العلماء الذين جاؤوا بعده. تُستخدم كتبه في المعاهد والمدارس الإسلامية حتى اليوم، وتُعتبر من المراجع الأساسية في الدراسات الإسلامية. لقد أسهم في إرساء أسس التفسير العلمي والموضوعي للقرآن.

توفي “ابن كثير” في عام “774” هـ في مدينة دمشق، وترك وراءه إرثاً علمياً عظيماً. يُعتبر واحداً من أعظم العلماء في التاريخ الإسلامي، ولا يزال يُحتفى به كرمز للعلم والاعتدال في الفكر الإسلامي. تظل مؤلفاته محور اهتمام الكثيرين من طلبة العلم والدراسات الإسلامية ، كمان ان مواقفه من الابتداع واضح جعل عقده اهل السنه ساميه واضحه للجميع.