“القمة العربية الأوروبية” من “شرم الشيخ “دليل على براعة الإنجاز وتأكيد على قيمة الإنسان والإنسانية

      كتبت:هبة عثمان

القمة العربية الأوروبية الأولى من نوعها، الجديدة فى مسماها وأهدافها والتى تقارب بين العرب والأوروبيين فى الكثير من الأمور والاهتمامات والمصالح المشتركة، التى غالبا ما ستعود بالنفع علينا وعليهم جميعا على كل المستويات السياسية والاقتصادية.

والأهم من ذلك تقريب وجهات النظر وتصفية الخلافات وسوء التفاهمات، والذى ينعكس بدوره على توطيد وترسيخ السلام بين كل الأطراف.

فبكل تأكيد عندما نأمن الجانب الأوروبى ونتجنب خلافاته، ونضع حدودا منطقية لتدخلاته بشئوننا، نستطيع أن نتفرغ للتصدى لقوى عظمى أخرى تداعبنا بشبح الإرهاب الذى تمتلك معظم أدواته وتسخرها لخدمة أهدافها هنا وهناك لترسيخ قوتها وفرد عضلاتها وإظهار عينها الحمراء لإحكام السيطرة وتنفيذ مخطط الشر بمنطقتنا المستهدفة، وعلى رأسها ودرة تاجها الثمينة مصر .

فكما هو المعتاد وما يليق بمصر كدولة عريقة رائدة قائدة للمنطقة العربية والأفريقية ومن قبلها الدنيا ومن فيها، أن يكون لها السبق والريادة والتفرد بإطلاق مثل هذه القمة التى كانت بمثابة رسالة شديدة اللهجة للعالم بأسره، وصفعة مدوية على أوجه الحقدة وذوى القلوب السوداء والوجوه الصفراء والمتلونة، وضربة قاتلة للإرهاب ومموليه ومصدريه ورعاته من الدول العظمى مدعى الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان .

هذا وقد اختتمت القمة فعالياتها الناجحة برسالة الرئيس “عبد الفتاح السيسى” القوية الواثقة المهذبة التى تصيب دون أن تجرح فيما يخص أحكام القضاء وحقوق الإنسان، ووضعت للجميع حدة لا يتخطاه وحسمت الجدل والثرثرة والتدخلات غير مشروعة بشئوننا الداخلية بكل تقدير واحترام ومحبة .
لتذهب مصر بعيدا لبر الأمان بعزيمة وإرادة من أزماتها المتلاحقة والأخرى المفتعلة.

قال الدكتور “محمد حسين” أستاذ العلاقات الدولية، إن القمة العربية الأوروبية التى عقدت على يومين بمدينة السلام “شرم الشيخ”، تعد دليلا كبيرا وواضحا على نجاح الدبلوماسية المصرية والعربية، لافتا إلى أنها مفتاح تعاون وتحاور أوروبى عربى يعيد الحوار القديم الذى توقف سابقا.وأضاف “حسين”، خلال اتصال هاتفى ببرنامج “كل يوم”، الذى يقدمه الإعلامى وائل الإبراشى، والإعلامية خلود زهران، عبر فضائية “ON E”، أن الرئيس السيسى أكد خلال ختام القمة على احترام الثقافة الغربية وكذلك دعاهم إلى احترام الثقافة العربية، مشدداً على أن الكلمة الختامية للرئيس شهدت إعجاب شديد من قبل كافة الدول المشاركة، وتابع: “عقب انتهاء الكلمة كان هناك تصفيق حار مما يعنى نجاح مصر فى عودة الحوار العربى الأوروبى”.

نشر مركز معلومات مجلس الوزراء، إنفوجراف عن توصيات القمة العربية الأوروبية التى عقدت في شرم الشيخ .وتضمنت أبرز التوصيات:
1/ التأكيد على أن التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات الإقليمية وفقا للقانون الدولى بما فيه القانون الإنساني الدولى يعد مفتاح تحقيق السلام والرخاء الذي تطلبه وتستحقه شعوب المنطقة.
2/التأكيد على المواقف المشتركة من عملية السلام فى الشرق الأوسط بما فى ذلك بشأن وضع القدس وعدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقا للقانون الدوليوالتأكيد على الالتزام بالتوصل إلى حل الدولتين وفقا لكافة قرارات الأمم المتحدة ذات بوصفه السبيل الواقعي الوحيد لإنهاء الاحتلال الذى بدأ عام 1967 والذي يشمل القدس الشرقية والتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين عبر مفاوضات مباشرة بين الأطراف تتناول كافة قضايا الحل النهائي.
3/وأهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة بالقدس بما في ذلك ما يتصل بالوصاية الهاشمية والتأكيد على الدور الذي لا يمكن الاستغناء عنه لوكالة “الأونروا” وضرورة دعمها سياسيا وماليا لتمكينها من الوفاء بولايتها الأممية ، معربا عن القلق إزاء الأوضاع الإنسانية والسياسية والأمنية والاقتصادية في قطاع غزة ، مطالبا كافة الأطراف باتخاذ خطوات فورية لإحداث تغيير أساسي للأفضل التزاما بأحكام القانون الدولي بما في ذلك قانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني الدولي خاصة فيما يتصل بحماية المدنيين.

وأوضح أمين عام القمة العربية الأوروبية السفير “رؤوف سعد” أمين عام القمة العربية الأوروبيةأن المجتمع المدنى مهم جدا فى مصر، لكن تطالب الدولة المصرية وتصر دائما على معرفة مصدر التمويل المقدم للجمعيات الأهلية، وكيف تنفق الأموال فى البرامج المختلفة.

وأشار السفير “رؤوف سعد” إلى أن التحديات الكبيرة التى تواجهها المنطقة العربية وأوروبا فرضت على الطرفين إجراء حوار بينهما، ولو لم يكن هناك اجتماع مسبق بأهمية القمة العربية الأوروبية، لما رأينا هذا الحضور من الدول العربية والأوروبية على هذا المستوى الرئاسى الكبير.يؤكد على براعة مصر فى إتمام هذا الإنجاز الكبير بشرم الشيخ، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبى يعتبر أن الإنسان أكبر قيمة، نتيجة الحربين التى قامتا فى أوروبا.