كتبت / هدير الحسيني
كيف يكون الحال لو درسنا علماً بتعمقاً وإجتهاد ، كيف يكون الحال لو درسنا أنفسنا بنهجاً وإبتهاج دراسة نستطيع من خلالها التعمق في داخلها وتبوح بفرحها وألامها ، لكي نقدر علي فهمها ونُفكر في الطريق التي يُناسب لها ، طريقاً يُناسب قدرتها وإمكانياتها لنرسم في لوحةً قوتها وجمالها التى سوف تفوق خيالها .
فهذا كان نهج الفنان ” سيزان ” عند رسمه لوحاتً لإحدى المناظر الطبيعية ، فأنه كان لا يرسم لمجرد حبهِ للرسم ، بل اهتمامه الشديد بالطبيعة كان يبحث دائماً عن حقيقةً ما ، فكان قبل رسمه لأى مشهداً طبيعياً كان يدرس معالمه الجيولوجية ، وفى هذا كان يساعده صديقه “البروفوسور مارين ” لمعرفة سيزان بالتاريخ الطبيعي للأرض وكان يسأل عن أشياءً دقيقة جداً ، لكي يُظهر كل ملمح من ملامح المشهد الطبيعي بشكلاً مميز وفريد .
فهذا هو العلم حقاً لأنكَ عندما تتعمق في علماً ما بذلك سوف تُغير حياة ، ولكن مع الأسف لقد أصبحت عقولنا مصب لكثيراً من العلوم التي تُحيط بنا أصبحنا لا نستطيع أن نُفكر من كبتها وإنحصارها.
فالتعمق الأن في مجال أصبح من المُحال ، فقد أصبح الكثير منا يُريد أن يعمل كذا وكذا أصبح يُريد أن يتعلم ويفهم هذا وذاك وبالتأكيد أن كثيراً من العلم والتعلم لا بأس فيهِ ، ولكن علينا أن نتذكر المقولة المشهورة للعالم ” أفلاطون ” (قليل من العلم مع العمل به أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به ) ، فأننا قد أصبحنا نتعلم بالفعل ولكن لا نعمل بما تعلمناه وأصبحنا غير قادرين علي التعامل مع مشاعرنا وأفكارنا ، وغير مُدركين لذاتنا وما الذي نُريده حقاً من حياتنا .