الأحق بالحضانة بعد الطلاق .. ومتى تسقط

كما نعلم أن الزواج هو الرابط القوي بين الرجل والمرأة، والذي وصف الله عز وجل المتزوجان بأنهم بينهم مودة ورحمة، ولكن إذا استحالت المعيشة فيكون الطلاق في هذه الحالة الحل الطرفين، ومما لاشك فيه أن ابغض الحلال عند الله هو الطلاق لكنه حلال.

والحضانة لغة بمعنى الرعاية والحماية والتربية، ومصدره حَضَنَ، والمراد به رعاية الطفل وتدبير أموره وحمايته، واصطلاحا يدور المعنى حول العناية بالطفل لمن يمتلك حق حضانته، وحق الحضانة يعطى للطرف المتزن أكثر والقادر على التربية، والتأثير المباشر في حياة الطفل لكي نحافظ على إتزان الطفل نفسيا وجسديا.

ويثبت حق الحضانة للأم بالإجماع إذا طلبتها وتوفرت بها شروط الحضانة واستدل الفقهاء على أحقية الأم بالحضانة فيما نُقل الرسول صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن عمرو(أن أمرأة قالت: يارسول إن ابني هذا بطني له وعاء، وثديي له سِقاء، وحِجري له حِواء وإن أباه طلقني وأراد نزعه مني، فقال إنتِ أحق به ما لم تُنكِحي).

وبالرغم من اتفاق الفقهاء على أحقية الأم بالحضانة إلا أنهم إختلفوا في سن المحدد لنهاية الحضانة، والراجح أن الحضانة موقوفة لحين قدرة الصبي على الإختيار والتمييز واستدلوا بحديث نبوي (أن النبي صلى الله عليه وسلم خيَّر غلاما بين أبيه وأمه).

ومن هنا نقول أن المرأة أحق بحضانة الطفل بالإجماع لها حق حضانة الذكر إلى أن يكون قادرا على التمييز والتخيّر وفي الغالب يكون عند بلوغه سن ال”١٥” سنة، بعدها يخيّر بين أمه وأبيه، والأنثى نهاية الحضانة لها تكون عند بلوغها سن الزواج، أي أن الرجل لا يثبت حضانته للإناث.

وتسقط الحضانة بخمس أمور، أحدهما: في حالة زواج الأم من آخر أجنبي، الثاني: إذا تم القضاء على الحاضنة في جريمة مخلة بالشرف (جريمة أخلاقية) إذا تم الحكم عليها حكم نهائي ،ففي هذه الحالة تسقط الحضانة عنها،وتسقط أيضا إذا كانت الحاضنة لا ترعى الصغير، فالمقصود من الحضانة الحفاظ على حقوق الطفل وتربيته ومراعاته، فإذا كانت لم ترعاه تسقط عنها الحضانة.