الليلة ستُنير القلوب بنور ربها ليلة النصف من شعبان

    كتبت :أسماء حسن

ليلة النصف من شعبان هي ليلة ال “١٥” من شهر شعبان، وهي الليلة التي تسبق يوم “١٥”شعبان، وتبدأ مع مغرب يوم “١٥” شعبان وتنتهي مع فجر يوم “١٥” شعبان ولهذه الليلة أهمية خاصّة في الإسلام، لأنه تم فيها تحويل القبلة من بيت المقدس إلى البيت الحرام بمكة المكرمة – بالعام الثاني من الهجرة على أرجح الآراء.

فهي ليله مباركة تكفر ذنوب السنة كما أن ليلة الجمعة تكفر ذنوب الأسبوع وليلة القدر تكفر ذنوب العمر، ولأن هناك خمس ليالي لا يرد فيهن الدعاء: ليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلتا العيدين وذلك بناء علي عدة احاديث «إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين، ويملي للكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه»

وفي السياق ذاتة فمعني ان يطلع الله ان يتجلي علي عباده فجميع المخلوقات لا تستطيع تحمل تجلي ربنا، والوحيد الذي يمكنه تحمل تجلي ربنا هو قلب المؤمن فقال الله في سوره البقرة ” وإن من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منها الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله”

فاليوم فالله سوف يتجلي ويطلع علي عباده فيغفر فقال الله في سورة الزُمر “وأشرقت الأرض بنور ربها” فجميعنا اليوم نتمني ان تشرق قلوبنا بنور الله.

وعلي هذا النحو فقال بعض المفسرين في هذه الليله أنها الليله التي تحدث الله عنها في سوره الدخان وقال” إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمرٍ حكيم”، وبعضهم يقول انها ليله النصف من شعبان
والبعض يقول فإن اليوم هو اليوم الذي نزل فية ايه “إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين أمنواْ صلواْ عليه وسامو تسليما”

وإنطلاقا من هذه النقطه لم يرد عن النبي دعاء مخصوص لهذه الليلة، ولا قراءة سورة يس، بينما يرى “عبد المجيد بن طه الدهيبي الجيلاني”: أن ما يفعله بعض الناس من قراءة سورة يس ثلاث مرات والدعاء بعد كل مرة بدعاء مخصوص فهو شيء حسن ولا يخالف أصلا من أصول السنة، ما لم يكن بالدعاء شيء مخالف، لأن هناك بعض الأدعية فيها ما يخالف أصول الدين.

فيجب علينا أن نتأهب لهذه الليله وعلي كل فرد منها ان يخلو بنفسه ولو “خمسة” دقائق جلسه خلوة فيستمد ويفكر في الله ويضع في ذهنة “إن الله يطلع علي عباده فيغفر”، فقد نزل في شهر شعبان ايه “قد نري تقلب وجهه في السماء فنولينك قبله ترضاها” اي موضع القبله فعليك ان تتأمل معاني الله واياته فما اجمل الإنسان الذي يستنير قلبه بمعاني قد قذفها الله في قلبه.