يستطيع الكاتب الجيد أن يحول من القصة حياة

       كتبت / هدير الحسيني
الرواية هي من أجمل وأرقى فنون الأدب حيث يطلق فيه الكاتب العنان لخياله ويتعمق في أفكاره ومشاعره لكي تتولد لنا قصة سواء كانت قصة خيالية أو كانت قصة واقعية ، كما أن الرواية تُضيف للقارئ وبإستطاعته أن يتخذ من قرأتها نصيحة أو عبرة تفيده في الحياة، لأن الرواية تتحدث وتسرد تجارب أشخاص مروا بمواقف وأحداث، لذلك يُقال أن الرواية لها تأثير كبير على المجتمع وعندما نتحدث عن فن كتابة الرواية لابد أن نذُكر الكاتبة الروائية الكبيرة ” نور عبد المجيد ”
عقدت مكتبة مصر العامة مساء الجمعة 29 من سبتمبر 2018(أمسية أدبية) تشرف بوجودها كلاً من الكاتب الروائي ” محمد عمرو ” والكاتبة الروائية ” نور عبد المجيد ” حيث دارت الأمسية وشارك الجمهوربأرائه من حيث إيجابيات وسلبيات وإنتقادات لروايات الكاتبة ” نور ” ومن إحدى الروايات ( أنا شهيرة ، لاسكالا، صولو ،الحرمان الكبير )والكثير من الروايات الأخرى ، حيث أعربت ” نور ” عن ترحبيها وسعادتها بوجودها في هذا اللقاء ، حيث أفتتح الندوة الكاتب ” محمد ” بتساؤل “نور ” هل توجد رواية جديدة سوف تُنشر في الفترة القادمة ؟ حيث أجابت قائلة إنها بالفعل قامت بكتابة رواية جديدة وهذة الرواية تُعبر عن قصة حقيقية لصديقاً لها ولكن هذا الصديق تراجع وطلب منها أنها لم تقوم بنشر حكايته ، كما أنها احترمت رغبته في ذلك ، ومن هذا الموقف أدركت ” نور ” شئ مهم ( أن الإنسان من الممكن فى لحظة ما يعترف ويستجمع قواه أنه يسرد قصته ، ثم يأتى فى لحظة أخرى يشعر بالضعف وأنه لا يستطيع أن يدرى البشر بقصة حياته ) ، كما أشار ” محمد ” أن أخطر شئ بالنسبة للإنسان أن يروى قصته لكاتب لأن الكاتب بذلك لا يستطيع من عدم كتابة قصته ، كما قالت”نور” أن الكاتب عندما يُدرك معنى الأمانة والسرية هذا يكون أكثر شخص تثق فيه ، حيث تطرق ” محمد” بسؤال آخر “لنور” رواية أنا شهيرة والروايات الأخرى هل وقائع حقيقية بالفعل أم أنها خيالية؟ أشارت ” نور ” بأنه لا توجد رواية من رواياتها إلا وأنها تجمع ما بين الحقيقة والخيال ، ولا يوجد موقف من المواقف التى ترويها فى رواياتها إلا وأنها شعرت بالموقف ، كما سأل أحد الحاضرين الكاتبة كيف تشكلت شخصية ” نور عبد المجيد ” حيث أجابت أنها تشكلت من خلال المواقف والتجارب التي مرت بها فى حياتها حيث أنها إستفادت من هذة التجارب وإستطاعت أنها تنظر لأشياء لم تكن تراها من قبل ، وهذا يشبه ما قالته في إحدى روايتها ( لاسكالا ) ( أن هناك أشخاص تستطيع أن تستفيد من المواقف والتجارب الحياتية بشكل أعمق تغير مجرى الأمور بالنسبة لها ) حيث أفادت ” نور ” أن كل قارئ يتخيل فى مخيلته صورة كل شخصية من شخصيات الرواية ويتعمق فيها وفي حكايتها ، حيث أن كل قضية فى الروايات سواء كانت قضية رجل أو قضية إمراة فى النهاية هي تتحدث عن قضية إنسان ، كما أضافت أنها من خلال تجربتها فى تجسيد إحدى رواياتها في الدراما المصرية لاحظت أن الدراما التلفزيونية تصل أسرع وأكثر للناس ، كما أنها من الممكن تجذب بعض الأشخاص للقراءة ، وعلى صعيداً آخر أضاف الكاتب ” محمد عمرو” بأن ميزة الأدب والفنون أنها تقوم بتعليم الأشخاص قبول الإختلاف بكل أنواعه ، كما أشار ” محمد ” أن الروائي ” جلال أمين ” قام بتعريفه (للكاتب ) حيث قال أن الكاتب الجيد هو من يُجيد القصص ، حيث أضاف بأن الكاتب الحقيقي المبدع هو الذى ينقل من خلال القصة حياة، كما طرح أحد الحاضرين سؤالاً للكاتبة ” نور ” بعد الإنتهاء من كتابة الروايات التى تقومين بكتابتها هل تشعر نور بأنها قامت بتعبير كل شئ يدور فى داخلها ؟ حيث أشارت بأنها تجد صعوبة شديدة فى التحرر بعد إنتهائها من كل رواية قامت بكتابتها وهذا يرجع بسبب الشخصيات والمواقف التى تدور داخل كل رواية ، حيث أضافت بأن كل رواية لها بتعبر عن عناء أشخاص كما أنها تشعر برغبة شديدة أنها تريد أن تكتب وتُعبر عن الأحساسيس التى تدور بداخلها ويكون لديها الصدق فى كل كلمة تكتُبها وكل شعور تشعر بهِ ، حيث قامت “نور” بإنهاء اللقاء بقولها أنه مع الأسف أصبح إحساس الخوف شائع بين البشر ، الخوف من كل شئ وأى شئ الخوف من إننا نصاحب الخوف من إننا نصدق الخوف من إننا نثق فمن حولنا ، حيث عبرت عن هذا الأحساس بقولها (ضاع أجمل ما فينا في إننا نكون أمنين لبعضنا البعض ).