إعادة التدوير .. خطوة نحو مستقبل بيئي أكثر استدامة

تحقيق: سلمى يوسف

في ظل التحديات البيئية المتزايدة، أصبحت إعادة التدوير واحدة من أهم الاستراتيجيات لمواجهة أزمة النفايات والحد من استهلاك الموارد الطبيعية، حيث يسهم هذا النظام في الحفاظ على البيئة وتخفيف آثار التغير المناخي، مما يجعله جزءًا أساسيًا من مفهوم الاستدامة، حيث تهدف هذه العملية إلى تقليل كمية النفايات المدفونة في المكبات وتقليل استهلاك الموارد الطبيعية.

يمكن تعريف إعادة التدوير على أنها عملية جمع المواد المستخدمة، مثل الورق، الزجاج، البلاستيك والمعادن، وتحويلها إلى مواد جديدة يمكن استخدامها في صنع منتجات جديدة، حيث تفيد في تقليل النفايات من خلال إعادة التدوير، وكذلك حفظ الموارد الطبيعية حيث يقلل من الحاجة إلى استخراج مواد جديدة، وحفظ الموارد الطبيعية، حيث إن إعادة التدوير تقلل من الحاجة إلى استخراج مواد جديدة، وكذلك تساعد في خلق وظائف جديدة في مجال الجمع، المعالجة، والتصنيع.

تعتمد السويد نظام إعادة تدوير متكامل، حيث يتم معالجة حوالي “99”% من النفايات المنزلية، حيث تستثمر الحكومة في تقنيات جديدة لزيادة كفاءة إعادة التدوير، وتعتبر السويد واحدة من الدول التي تحقق أعلى معدلات إعادة تدوير في العالم، حيث يُعاد تدوير حوالي “50”% من النفايات، بينما يتم تحويل حوالي “49”% من النفايات المتبقية إلى طاقة.

أما ألمانيا فتُعتبر رائدة عالميًا في مجال إعادة التدوير، حيث تطبق نظام تأمين العائد (Duales System)، الذي يتطلب من الشركات دفع رسوم لجمع وتدوير العبوات، وتسجل ألمانيا نسبة إعادة تدوير تصل إلى حوالي “67”% من النفايات المنزلية، حيث تساهم جهود إعادة التدوير في تقليل النفايات وتحسين الاستدامة البيئية.

تمتلك اليابان أنظمة متطورة لإعادة تدوير النفايات، حيث تُفرض قوانين صارمة على فرز النفايات، ويُطلب من المواطنين فرز النفايات إلى فئات مختلفة، وتصل نسبة إعادة تدوير النفايات في اليابان إلى حوالي “50”%، حيث تسهم هذه الأنظمة في تقليل النفايات وتعزيز ثقافة الاستدامة.

رصدت جريدة الدولة الآن عددًا من آراء المواطنين بشأن إعادة التدوير، حيث أوضحت “مريم حسن” أن إعادة التدوير هي خطوة حيوية نحو تحقيق الاستدامة البيئية، كما أنها تساعد في تقليل كمية النفايات التي تنتهي في المكبات، مما يقلل من التلوث ويعزز صحة البيئة، بينما تشكك “رنا محمد” في فعالية إعادة التدوير، حيث ترى أن نسبة المواد المعاد تدويرها من إجمالي النفايات لا تزال منخفضة في بعض البلدان، وأن الكثير من المواد البلاستيكية أو الزجاجية لا تتم معالجتها بشكل صحيح، فيما شددت على أهمية تحسين الأنظمة الحالية وزيادة فعالية برامج إعادة التدوير.

وقالت “ساندي حسام” إعادة التدوير لا تكفي وحدها؛ بل يجب أن تترافق مع جهود أكبر للحد من الاستهلاك والإنتاج غير المستدام، حيث يتطلب ذلك التوعية المجتمعية وتعليم الأفراد كيفية تقليل النفايات منذ البداية.

إعادة التدوير ليست فقط مفيدة للبيئة، ولكن أيضًا تعود بفوائد اقتصادية، يمكن أن تخلق فرص عمل جديدة في مجالات جمع النفايات وإعادة التدوير، وتعزز من الابتكار في الصناعات المتعلقة بالبيئة، كما أن تقليل النفايات يمكن أن يؤدي إلى خفض تكاليف إدارة النفايات على الحكومات والمجتمعات.

لحل أزمة النفايات وتعزيز إعادة التدوير، يمكن تقليل استهلاك النفايات من المصدر عبر تشجيع استخدام المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام والمواد القابلة للتحلل، وفرض سياسات بيئية صارمة تلزم الشركات والأفراد بإدارة النفايات بشكل صحيح، مع تحسين البنية التحتية لجمع وفرز النفايات وزيادة كفاءة محطات إعادة التدوير، بالإضافة إلى أنه يجب تعزيز التوعية بأهمية إعادة التدوير والحد من النفايات من خلال حملات وورش عمل تثقيفية، وتبني نموذج الاقتصاد الدائري الذي يركز على إعادة استخدام المواد وتقليل الفاقد.