قام الدكتور “مصطفى مدبولي”، رئيس مجلس الوزراء، بزيارة تفقدية لمتابعة تنفيذ مشروعات الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار بمحافظة الإسكندرية، حيث تركزت جولته في ميدان “فيكتور عمانويل”، الذي يُعد موقعًا هامًا لهذا المشروع، واستمع رئيس الوزراء إلى شرح من الفريق “أحمد خالد حسن سعيد”، محافظ الإسكندرية، حول تفاصيل المشروع وأهدافه، بما في ذلك إنشاء الجدارية “قارئ التاريخ”، التي تعبّر عن مكانة الإسكندرية التاريخية كملتقى للحضارات والثقافات، بجانب دورها الراهن كمركز ثقافي وعلمي وفني.
وفي سياق جولته، تلقت الدكتورة “أميرة صلاح عبد الحكيم”، نائبة المحافظ، شرف تقديم عرض تفصيلي حول أسس المشروع، مؤكدةً أن الاستراتيجية تعتمد على تحديد كثافات مياه الأمطار والتصميم الميداني المتطور، حيث قامت كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية بوضع التصاميم، في حين قادت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تنفيذ المشروع، مع التنسيق بين الجهات المعنية لتوفير كافة الإمكانات اللازمة وتحقيق الأهداف المطلوبة.
أوضحت نائبة المحافظ أن تنفيذ الاستراتيجية قد تم على مراحل، حيث تضمنت المرحلة “الأولى”، المنتهية في أكتوبر “2022”، مشاريع رئيسية عدة لخدمة مناطق مختلفة من المدينة، من بينها: مكتبة الإسكندرية، وطريق الجيش، واستهدفت حل مشكلة النقاط الساخنة في المدينة بنسبة “10”%، وهو ما يخدم أكثر من “مليون” متر مربع عبر شبكات منفصلة لمياه الأمطار، حيث أسهمت هذه المرحلة بشكل ملموس في تحسين البنية التحتية.
واستعرض ممثل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تقدم المرحلة “الثانية” التي انتهت في أكتوبر “2023”، مشيرًا إلى أنها غطت مناطق جديدة في ميدان “فيكتور عمانويل” و”شارع النقل والهندسة”، حيث نجحت في تخفيف حدة النقاط الساخنة بنسبة “10”% إضافية، وامتدت لخدمة مساحة تصل إلى “ثلاثة ملايين ونصف” متر مربع، مع توفير مصبين إضافيين للبحر، وقد تم تنفيذ هذه المرحلة في خمسة أشهر.
وفيما يتعلق بالمرحلة “الثالثة”، المخطط لانتهائها في نوفمبر “2024”، أشار ممثل الهيئة إلى أنها ستحقق حلولًا إضافية لمناطق سيدي جابر وشارع عمر لطفي، لتغطي مساحة تتجاوز “تسعمائة ألف” متر مربع، وتستهدف تقليل النقاط الساخنة بنسبة “10”% أخرى، مع مراعاة الجدول الزمني المقرر لاستكمال المشروع، حيث تمتد أعمال التنفيذ على مدار أربعة أشهر باستخدام معدات محلية ذات جودة ملائمة.
خلال الزيارة، أكد استشاري المشروع على أن التنفيذ شمل ما يزيد عن “400” فرد و”120″ معدة يوميًا بين مهندسين وفنيين ومعدات إنشائية، بهدف الالتزام بالجدول الزمني، حيث تم دعم المنشآت القائمة بتقنيات حديثة لتوسيع طاقة استيعاب محطات الرفع، من خلال خوازيق ساندة تصل إلى عمق “24” مترًا، مما يضمن استيعاب المحطات لكميات أكبر من مياه الأمطار.
مع انتهاء الجولة، وجّه رئيس الوزراء بتشغيل مضخات المشروع، معلنًا بدء تنفيذ المحطة الرئيسية ضمن استراتيجية إدارة مياه الأمطار في الإسكندرية، كما شدد على ضرورة الاعتماد على مكونات التصنيع المحلي لضمان استدامة المشروع وتحقيق الفائدة القصوى للمدينة.