porno.com
الرئيسية » أخبار » من الميدان إلى الدولة: 30 يونيو.. تفكيك الإخوان وبناء جمهورية جديدة

من الميدان إلى الدولة: 30 يونيو.. تفكيك الإخوان وبناء جمهورية جديدة

#الدولة_الآن

كتب: هشام عامر

قبل 11 عامًا بالتمام والكمال، وتحديدًا في الثلاثين من يونيو عام 2013، شهدت مصر لحظة فارقة أعادت تشكيل مسارها السياسي والاجتماعي، كان هذا اليوم تتويجًا لأسابيع من الحراك الشعبي المتصاعد الذي بلغ ذروته بخروج ملايين المصريين إلى الميادين في ثورة شعبية حقيقية، رافضين حكم جماعة الإخوان المسلمين ومطالبين بتصحيح المسار بعد عام من حكم بدا وكأنه يغرد خارج السرب المصري.

لم تكن 30 يونيو مجرد مظاهرات عابرة، بل كانت تعبيرًا صادقًا وعميقًا عن إرادة أمة شعرت بأن هويتها ونسيجها الاجتماعي يتعرضان للتهديد، فخلال عام من حكم الإخوان، برزت ممارسات أثارت قلقًا واسعًا: محاولات أخونة الدولة ومؤسساتها، إقصاء الآخر، التنازع على السلطة، وتراجع الأداء الاقتصادي والأمني، كل هذه العوامل تضافرت لتخلق حالة من السخط العام بلغت حد الانفجار في ذاك اليوم التاريخي.

كان المشهد في 30 يونيو سيمفونية وطنية عزفتها حناجر الملايين في كل ربوع مصر، لم يكن الأمر مقتصرًا على القاهرة وحدها، بل امتد ليشمل القرى والنجوع، مؤكدًا على أن الرفض كان شاملًا وعابرًا للطبقات الاجتماعية، خرجت الأسر، الشباب، الشيوخ، والنساء، حاملين أعلام مصر، مرددين هتافات تطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ومؤكدين على أن مصر للمصريين جميعًا.

وفي سياق متصل، جاء تدخل القوات المسلحة في 3 يوليو 2013، استجابة للمطالب الشعبية، ليمثل نقطة تحول حاسمة، لم يكن هذا التدخل انقلابًا عسكريًا كما روج البعض، بل كان انحيازًا واضحًا لإرادة الشعب الذي نزل بالملايين إلى الشوارع، كانت الخطوات اللاحقة، بدءًا من عزل الرئيس الأسبق “محمد مرسي” وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار “عدلي منصور” رئيسًا مؤقتًا للبلاد، وصولًا إلى وضع خارطة طريق سياسية، تهدف إلى تفكيك دولة الإخوان الموازية التي كانوا يسعون لإقامتها.

كان تفكيك جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنف الآن كمنظمة إرهابية في مصر، ضرورة حتمية لإعادة بناء الدولة المصرية على أسس وطنية راسخة، فقد كشفت الأحداث أن الجماعة كانت تسعى لتحقيق أجندتها الخاصة على حساب المصالح الوطنية، وأنها كانت تعمل بمنطق “التنظيم أولًا”، مما هدد بتآكل مفهوم الدولة الوطنية ذاته. تضمنت عملية التفكيك التصدي لمصادر تمويل الجماعة، وتفكيك خلاياها، وتجفيف منابع التحريض، وإعادة بناء المؤسسات على أسس الكفاءة والولاء للوطن.

بعد 30 يونيو، بدأت مصر رحلة شاقة نحو بناء “جمهورية جديدة”، لم تكن هذه الرحلة خالية من التحديات الجسام، بدءًا من مواجهة الإرهاب الذي استهدف الدولة والمواطنين، مرورًا بإعادة إحياء الاقتصاد الذي كان يعاني، وصولًا إلى استعادة مكانة مصر الإقليمية والدولية.

شهدت السنوات التي تلت 30 يونيو إطلاق مشروعات قومية عملاقة تهدف إلى تحديث البنية التحتية، وتحسين مستوى الخدمات، وتوفير فرص العمل، من العاصمة الإدارية الجديدة إلى مشروعات الطرق والكباري، ومن محطات توليد الطاقة الكهربائية إلى مشروعات استصلاح الأراضي الزراعية، كانت الرؤية واضحة: “بناء دولة حديثة قادرة على تلبية طموحات شعبها”.

على الصعيد السياسي، شهدت البلاد استقرارًا تدريجيًا، وعادت الحياة النيابية، وتم تعزيز دور المؤسسات الدستورية، وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية المستمرة، فإن مصر تمكنت من تحقيق معدلات نمو إيجابية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتنويع مصادر الدخل.

إن 30 يونيو لم تكن مجرد تاريخ في الذاكرة، بل كانت نقطة تحول محورية في تاريخ مصر الحديث، كانت ثورة شعبية أعادت تعريف العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وأكدت على أن إرادة الشعب هي العليا، كانت لحظة فارقة أزاحت ستارًا عن جماعة سعت لاحتكار الدين والسلطة، وفتحت الباب أمام بناء جمهورية جديدة تسعى جاهدة لتكون دولة حديثة، مدنية، وديمقراطية، تحتضن جميع أبنائها دون تمييز، هي رحلة مستمرة، لكن بذور الجمهورية الجديدة التي زرعت في 30 يونيو تنمو وتترسخ، لتكون مصر قادرة على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وعزم.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

النواب يقرون قانون الإيجار الجديد نهائيًا والحكومة: لا مواطن سيُترك بلا مأوى

#الدولة_الآن  كتب : عبدالرحمن محمد في جلسة وُصفت بالتاريخية، وافق مجلس النواب نهائيًا على مشروع ...

youporn