الدولة الآن
تقرير : الاء إبراهيم
تعد عملية التفاعل الجيني في بذور النباتات وهجن المحاصيل الزراعية للحصول علي ثمار جديدة نتيجة تزاوج النباتات قديمة قدم الزمان وتمت في أكثر من محصول زراعي ومنها الطماطم والخيار…إلخ.
تعد تجربة انتاج الهجين أو مايعرف بالمعني الدارج والمتداول بالتلقيح الخلطي بين جنس الآباء الذكور والإناث ؛تجربة يخضع لها كثير من المحاصيل بحيث يتم نقل حبوب اللقاح من الأزهار المذكرة بصفاتها المتميزة إلي مياسم الأزهار المؤنثة التي تتميز هي الاخري بصفات محددة وتنقصها تلك الصفات بالآباء المنقولة منها حبوب اللقاح على أن يتم الحفاظ على جنس الآباء في جميع المراحل إما باستخدام الهرمونات رشاً على الإناث أو الذكور للحفاظ على الجنس المطلوب أو الخصي اليدوي للأعضاء الذكرية في زهور أمهات الإناث ويتم التهجين والتفاعل الجيني عن طريق ثلاث طرق أساسية معروفة سلفا لدي الباحثون في العلوم الزراعية ..
ومن هنا كان لابد أن نتطرق بحديثنا عن أحد الرواد العظماء في هذا المجال والذي لم يبرع فيه فحسب ولكنه تمكن من الوصول إلي عمليات تهجينيه أخري لبعض المحاصيل ومنها محصول البطاطا والذي يعرف بمحصول “البطاطا جنداوي”
وبالفعل أثار هذا الرجل ضجة كبري في مجال العلوم الزراعية بكفاءته ونشاطاته الجادة والفاصلة في ذاك المجال وتحديدا عمليات التهجين والتفاعل الجيني ….
إنه الاستاذ الدكتور “عبد المنعم سيد أحمد سيد أحمد الجندي” ابن قرية المشارقة الكائنة بمركز سيدي سالم ،محافظة كفر الشيخ ،
درس “الجندي” في كلية العلوم الزراعية بكفر الشيخ وحصل علي البكالوريوس في العلوم الزراعية مايو عام “١٩٨٦”
،كما حصل علي ماجستير العلوم الزراعية من جامعة كفر الشيخ عام” ١٩٩١” في “قوة الهجين و التفاعل الجيني لهجن الخيار”.
بينما عمل الدكتور عبد المنعم بالمعهد البكتيري بمعهد بحوث الاراضي والمياه عام “١٩٩٢”
وتسلم وظيفته بمعهد بحوث البساتين في عام “١٩٩٤”
ولم يتوقف العالم الزراعي عند ذاك فحسب ولم يرضيه ما توقف عنده العلم في المجال الزراعي بل تفاني في عمله وتجاربه لسنوات وسنوات وواصل مشواره العلمي بجانب تفانيه العملي الملحوظ الي أن حصل علي درجة الدكتوراة من جامعة المنوفية عام “٢٠٠٢” والتي حملت عنوان” دراسات وراثية علي البطاطا”وترقي عدة ترقيات في الناحية العملية باحث أول ورئيس بحوث بالاضافة الي حصوله علي درجة الأستاذية في العلوم الزراعية.
يشغل “الجندي” منصب رئيس بحوث بمعهد بحوث البساتين ، ووكيل محطة بحوث البساتين بسخا ،والتابع لمركز البحوث الزراعية بمحافظة الجيزة، ومع ذلك لم يغريه بريق ما وصل اليه من مناصب مختلفة وصعوده الي أعلي درجات العلم عن تجاهل استكشاف المزيد في مجال العلوم الزراعية.
برع الدكتور “عبد المنعم” في مجال انتاج الهجن والتقاوي المحسنة في محاصيل الخضر والنباتات الطبية في الخيار واللوف والشطة الباردة والحريفة ويبقي الأهم والأبرز هجين البطاطا جنداوي والتي تصلح لمخبوزات عديدة منها رغيف الخبز..
وتعد تلك التجربة من التجارب الجديدة للجندي والتي يمكن من خلالها تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخبر، من خلال محصول البطاطا الحلوة التي تعتبر واحدة من محاصيل الغذاء الهامة في العالم ،كما تعد أحد أهم محاصيل الغذاء و الطاقة وغنية بالعناصر والفيتامينات.
حيث استقرت الفكرة في ذهن الجندي منذ أوائل تسعينات القرن الماضي وعزم علي التجريب واجراء العديد من الأبحاث العلمية في عام “1993” الماضي من خلال زراعة بذور حقيقية من البطاطا ،ومع استمرار الزراعة والتهجين حصل علي “521” هجين بذري من البطاطا، وقام بتقييم كل تركيب علي حدة، وتم اختيار الأميز والأفضل في هذه التراكيب، وكانت الفروق بين هذه التراكيب كبيرة ومعنوية في كل الصفات تحت الدراسة، وبعد ذلك قام بتحديد مجموعة محدودة من هذه الهجن المختلفة هادفا الي رفع نسبة البروتين والمادة الجافة والفيتامينات ومضادات الأكسدة الكربوهيدرات وإلكاروتين باستمرار التهجينات.
ونجح الجندي في استخلاص خمس تراكيب وراثية مميزة هي (آلاء_ إسراء_ سخاوي_ مشرقاوي_ جنداوي).
واستقر بنهاية المطاف علي (جنداوي) وأكد أنه هو الأميز والأصلح والأنسب لعديد من الصناعات والمخبوزات، لاسيما رغيف خبز رخيص، متميز حلو المذاق مقبول اقتصادي مغذي غني بالعناصر الغذائيه والفيتامينات ومضادات الأكسدة الكربوهيدرات وإلكاروتين ولذلك عقد العزم علي صناعة وانتاج الخبز من تلك التركيبة تحديدا.
وحينما نتحدث عن رجل بحجم الدكتور الجندي وعلمه الوفير وعمله الجدي المتفاني لا يمكن أن تصم الآذان ولا تغلق الأعين عن نشاطاته المتميزة وغير المنتهية في تربية الخضر والنباتات الطبية ولايستطيع التطور العلمي نكرانها ..
أفني الجندي عمره في سبيل البحث في مجال لقمة العيش والنهوض باقتصاد الدولة والاكتفاء الذاتي لأبناء دولته ولا يزال يوجه كل طاقاته لاستنباط المزيد والمزيد في مجال العلوم الزراعية وبالأخص التهجين والتفاعل الجيني للمحاصيل الزراعية التي تعود بالفائدة علي الجميع..
وختاما نفخر بتلك الشخصية العظيمة التي قطعت شوطا كبيرا للغاية في سبيل تحسين انتاجية جودة المحاصيل المحلية عن طريق الهجن من البذور الأصلية بالمحاصيل المعنية التي لم ولن تيأس من البحث واستكشاف كل ماهو جديد وذو فائدة مثمرة.
انتظرونا مع حلقه خاصه على قناه مصر الحياه وقناه الدولة يوتيوب وطرح طرق تحويل البطاطا الى دقيق صالح للخبز