نفى عالم المصريات الدكتور زاهي حواس ما تردد مؤخرا عن أن النبي إدريس هو أول من بنى الأهرامات وأن تمثال “أبو الهول” تجسيدا له.
وأكد حواس في تصريح اليوم الأحد وجود الأدلة الكاملة بأن الملك زوسر هو الذي بنى أول هرم وأن الذي غير البناء من الطوب اللبن إلى الحجر هو إيمحتب العبقري، وكذلك وجود أقدم بردية عثر عليها إلى الآن وهي بردية وادي الجرف التي يتحدث فيها رئيس العمال “مرر” عن بناء هرم خوفو“.
وأضاف حواس أن منطقة الهرم كانت تسمى “عنخ خوفو” بمعنى “خوفو يعيش” وأن خوفو عاش في قصر بالهرم واستمر بناء الأهرامات حتى بداية الدولة الحديثة.
وأشار إلى المقابر الموجودة في الجيزة التي تتحدث عن كهنة خوفو وخفرع ومنكاورع والعديد من الألقاب المتصلة بالعالم الآخر وبالإدارة في الحكم بالإضافة إلى القوائم الملكية التي تحدد أسماء الملوك وليس بينهم اسم النبي إدريس عليه السلام.
وبالنسبة لتمثال “أبو الهول” أكد الدكتور زاهي حواس أن كل الأدلة العلمية تشير إلى أن “أبو الهول” يعود إلى عهد الملك خفرع وأن نحته تم كي يظهره في شكل حورس وهو يتعبد إلى الإله رع الذي يظهر في المعبد الكائن أمام “أبو الهول“.
وأوضح أن المصريين القدماء قد ربطوا بين قوة الأسد والملك في شكل أسد يظهر وهو يطأ ويدوس أعداءه وقد ظهر هذا الشكل الفني منذ عهد الملك “جد إف رع” ابن الملك خوفو ويصور فيه الملك بوجه إنسان وجسم أسد مما يظهر قوة الملك.
وتابع حواس أن ذلك التصوير للملوك استمر في الأسرتين الخامسة والسادسة حتى نهاية العصر المتأخر في طريق “أبو الهول” الذي يربط معبد الأقصر بمعابد الكرنك مشددا على عدم وجود أي دليل للربط بين تمثال “أبو الهول” والنبي إدريس.
وفي رده عما تردد حول أن النبي إدريس هو أول من قام برسالة التوحيد قال الدكتور زاهي حواس: “لا يجب أن ننسى أنه قبل وجود الأديان السماوية ظهر لنا الملك أخناتون يتحدث عن التوحيد“.
ولفت حواس إلى أنه تم الربط بين النبي إدريس وأوزيريس بسبب السجع اللغوي بين الاسمين ولا يوجد أي دليل علمي بذلك مؤكدا أن النبي إدريس لم يعلم التحنيط لأن التحنيط لم يظهر مرة واحدة بل تعلمه المصريون منذ الأسرة الأولى حين قاموا بتجفيف الجثث ووضعوا بعض المواد على الأرجل وبعد ذلك تطور الأمر إلى عمل أقنعة في الأسرة الرابعة ولم يصل التحنيط إلى ذروته إلا في الأسرة الـ18.