كتبت: ياسمين أنور
مدفع رمضان يستخدم كأسلوب للإعلان عن وقت الإفطار وإخبار الناس بالموعد، وهو عادة في العديد من الدول الاسلامية، بحيث يقوم الجيش بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة غياب الشمس تنبه على دخول وقت الإفطار.
فقد إعتدنا لسنوات طويلة على سماع صوت المدفع في الإذاعة المصرية للإعلان عن دخول وقت الإفطار ودخول وقت أذان المغرب، ولكن من أين أتت تلك الفكرة لتصبح عادة وطقوس رمضانية؟
ومن هذا المنطلق فإن هناك روايات حول تلك العادة، فأحدهما تذكر أن بعض جنود الخديوي “إسماعيل”كانو يقومون بتنظيف أحد المدافع وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فانطلقت منه قذيفة بالخطأ أظهرت الأصوات العالية في القاهرة، فظن الشعب أن الحكومة قد إخترعت تقليدا جديدا للإعلان عن وقت الإفطار، وقد علمت الحاجه “فاطمة” إبنة الخديوي وقتها بما حدث، فأصدرت فرمانا بإستخدام المدفع كأداة للإعلان عن وقت الإفطار والإمساك في السحور، وأيضا في الأعياد الرسمية لهم ، ومن هنا ظهر المدفع وسمي(مدفع الحاجه فاطمة).
الرواية الثانية تقول بأن اطلاق المدفع كان أول ظهوره في عهد “محمد علي باشا”، حيث كان يجرب أحد المدافع التي جاءت من ألمانيا، وصادف وقت أذان المغرب بأول أيام رمضان، فظن الشعب أن الحكومة قد إستحدثت عادة جديدة للتنبيه عن وقت الفطور، وجاءو ليقدموا الشكر للباشا” محمد علي” مما نال استحسانهم وجعل “محمد علي ” يقوم بإطلاق المدفع طوال شهر رمضان.
وفي نفس السياق أشار البعض أن أول مدفع انطلق من القاهرة في أول ايام رمضان كان في عهد السلطان المملوكي “خشقدم” كان يجرب مدفعا جديدا جاء له، وقد صادف وقت أذان المغرب، وظن الشعب أن المدفع قد أطلق للإعلان عن وقت الغروب ودخول وقت الإفطار، وقالوا أنها فكرة حسنة، ولما رأى السلطان استحسان الشعب لما حدث قرر القيام به على مدار الشهر.
ومع إختلاف الروايات وعدم المعرفة المؤكدة لمن أول من أطلقه ولكن القصة متشابهه حيث كان كلا منهم يجرب المدفع وقت الأذان، ومن هنا ظهر المدفع وبدأ في أول الأمر بإطلاق قذيفة حية، ثم بإطلاق قذيفة صوتية للأمان، ومع ظهور الإذاعة في مصر أصبح كصوتا مسجلا (مدفع الإفطار.. اضرب ) يطلق من الإذاعة وقت الأذان وتحول المدفع لقطعة أثرية حاليا وكان آخر عام يطلق فيه المدفع من القلعة عام “١٩٩٢”.