إلى متى سيظل الأبرياء يدفعون أرواحهم بحوادث القطارات ضريبة للإهمال…؟!
في تحقيقات وحوارات
721 زيارة
كتبت : ياسمين عبدالله
لقد بات من المعتاد ان نسمع عن كلمة حادث قطار بالاضافه لكلمة ضحايا ، فما ذنب كل هؤلاء ان يدفعون ارواحهم ضريبة الاهمال واللامبالاه ..!، ومن المؤسف ان مصر تعد من اعلى الدول التى سجلت ارقاما لا بأس بها فى ملفات حوادث القطارات، فمتى ستنتهى هذه الكارثه ونستيقظ من هذا الكابوس.
فنرى المواطن البسيط مستبشرا بحلول يومه الجديد ومسرعا للقمه عيشه ومستقلا احد القطارات فاذا بحياته تنتهى ويقع صريعا من اجل جريمة لا ذنب له فيها، وناهيك عن سوء الخدمات داخل القطارات بالاضافه للحشود المجمعه والمكتظه داخل كل عربه ، ومشاهد لا تمتد للانسانيه باية صله ، ونظرا لتوافر قيمة القطار الماديه للمواطن البسيط والذى لا يقدر على استقلال غيره من وسائل المواصلات لغلو اسعارها الا انه يستقله كل يوم ويدور فى ذهنه انها قد تكون النهايه..!.
كما كشف تقرير للهيئه العامه لسكك الحديد بعام “٢٠١٦”، ان اجمالى حوادث القطارات فى اخر “خمسة ” سنوات بمصر تعدت ال”٤٧٧٧” حادث، وما زالت الحوادث مستمره وما زالت الضحايا تتزايد ليومنا هذا ، كما اننا نعلم انها هذا بالنهايه قدر مكتوب وقد تتكرر الحادثه مره مرتين ولكن وصولها لهذا القدر المهيب من الحوادث يستحيل ان يكون قدرا ولكن قد تداخلت فيه ايادى الاهمال والجشع وما الى غيره.
وتعد من اسوا الحوادث واحدثها حادثة قطار البدرشين بالجيزه مما اسفرت عن “٢٧ ” مصاب بعام “٢٠١٧” ، وقطار العياط التى بلغ عدد ضحاياه ل”٣٢” دهسوا جميعا أسفل عجلات القطار بالاضافه لاصابه “٢٧ ” اخرين فى نفس الحادث، وعلى مدارى العامين “٢٠١٨” و”٢٠١٩” وقعت “ثلاث” حوادث للقطارات والتى نتج عنها مصرع ” ٤٢” مواطنا وفيما يقارب ال”١٠٠” مصاب.
واكد خبير النقل والمواصلات الدكتور “اسامه عقيل” ان كل ما يتم فعليا هو مجرد صيانه فقد ليس الا، وان الشبكات والانظمه قديمه جدا ، كما يرى ان مصر تخلفت عن اجيال كامله من الانظمه لتشغيل سكك الحديد فى العالم ، مشيرا الى ان مصر ما زالت فى عصر الجر بالديزل.
وفي السياق ذاته افاد الخبير ان نظام الترتيب الادارى المتخذ به هناك هو ان يعين الموظف الاقدم رئيسا لهيئه ، وبهذا ينتهى الامر بموظف كان فى قطاع الورش رئيسا لهيئه سكك حديد كبيره فى حين انه لا يملك اى وعى ادارى لهذا المنصب.
كما اضاف الدكتور” محمد ابو حامد” عضو مجلس النواب ان العائق الاساسى لتطوير خطوط سكك الحديد هو التمويل ، حيث اكد ان ميزانية تمويل هذه الخطوط لا تقل عن ” ١٠٠ مليار” جنيه.
ومن جانبه رصدت عدسة جريده الدوله الان بعض اراء المواطنين حيال هذه القضية الشائكه، فاجاب المواطن ” م .ر” انه قد يكون السبب وراء إنتشار حدوث هذا الكم الكبير من حوادث القطارات هو تعطل معظم السيا فورات والتى تشير لاقتراب القطار من المزلقان معطله وربما الابراج معطله وبعض المناطق مغطاه بالظلام الحالك امام شريط المزلقان، مما يدفع الاهالى لعبور المزلقان دون علم منهم باقتراب القطار فى هذه اللحظه .
وفي هذا الصدد بات السكوت على ملف هذه القضيه المغلقه امرا فى غاية الخطوره، فكما ذكر الخبراء والمواطنون بقدم المنظومه باكملها وعدم توافر وعى ادارى ، فان المواطنون يناشدون بوقف عصر الصيانه والبدء فى عصر التحديثات، كما ان مصبا كبيرا مثل رئيس هيئه لسكك لا بد ان من يرئسه ان يكون على وعى تام بكل ما يتطلبه خطه من مستلزمات وتحديثات لمواكبة كل التغيرات الخارجيه .
ومن هذا المنطلق فاننا نشهد ان الحكومه تعلم بالمآساه الحاليه للبلاد وما تمر به من ضوائق ماليه، ولكن بالرغم من ذلك فهى تسعى للتطوير وخير دليل على هذا مشروعات مترو الانفاق والتى نشهد جميعا انها انجزت بكفائة عاليه ، ولكن لا بد اكثر من مراقبه الاموال والى اين تذهب فلربما كان السوء الادارى سببا فى انهدار الاموال كما نرجو اكثر من سيادتكم الالتفات لهذا الملف ووفق الله كل مسؤول على عمله .
2020-05-10