هل أصبح قصر البارون بيتاً للأشباح ؟

          كتبت: ندى السعداوى

لا شك ان مصر بها أماكن كثيرة جميلة يأتى كتير من الناس لزيارتها من مصر وخارجها وهذا ما جعلها مطمعا للكثير والكل يريد إحتلالها، بالإضافة إلى ذلك أنها مذكورة فى القرآن، كما قيل عنها انها بلد الأمن والأمان.

وهذا ما جعل كثير من الاجانب يريدون أن يمكثو بها بمجرد الوفود اليها مره واحدة ويريدون العيش بها طول حياتهم، وهذا ما حدث مع “إدوارد إمبان”، عندما جاء زيارة إلى مصر فى نهاية القرن” 19″ تحديدا بعد عدة سنوات من إفتتاح قناة السويس، رست على شاطئ القناة سفينة كبيرة قادمة من الهند، وكان على متنها مليونير بلجيكى يدعى “إدوارد إمبان”، كان” إدوارد ” يحمل لقب “بارون” الذى منحه له ملك فرنسا بعد انشاء مترو باريس حيث كان “إمبان” مهندسنا متميزا، فبعد ان جاء الى مصر عشقها واراد المكوث بها طوال حياته، كمان انه كتب وصيته أن يدفن بها حتى وإن وافته المنية خارجها.

ومن هنا بداء بالبحث عن سكن لكى يستقر به فقام بعرض فكرة إنشاء حى فى الصحراء بشرق القاهرة على الحكومة المصرية بعد ان اختار مكان فى الصحراء بالقرب من القاهرة لكى يبنى بها منزلا له ويعيش بها، واشترى فدان بجنية “واحد” فقط وقام بإنشاء مرافق ومواصلات وخدمات وكل ما تفتقر اليه المنطقه.

وعلى النحو التالى قام بإنشاء مترو لجذب الناس إلى هذا الحى، كما قام ببناء منازل على الطراز البلجيكى الكلاسيكى بالإضافة الى مساحات كبيرة تضم حدائق وبنى فندقا ضخما هو (فندق هليوبوليس القديم) الذى ضم لاحقا الى قصور رئاسة الجمهورية .

ومن جانب اخر قام “البارون” بإنشاء القصر فى حوالى “خمسة” سنوات حيث بدأ البناء فى”1906″وانتهى “1911” وقام بافتتاحه بحضور السلطان “حسين كامل” وبعد ذلك أقام به “البارون” إلى أن توفى ثم إنتقل ملكية القصر الى ابنه “جان” حتى توفى ودفن بجوار والده فى كتيسة البازيليك ثم إنتقلت ملكية القصر إلى أحفاده وتعرض القصر بعد ذلك للاهمال إلى أن إشتراه السورى “محمد بهجت الكسمم” و السعودى “محمد على رضا” وشقيقه “على على رضا” بمبلغ قدره “160 الف “جنية فى عام “1993” وسجل رسميا كأثر. الى أن اشترته وزارة الاسكان المصرية فى عام “2005” من ملاك القصر، مقابل منحهم قطعة ارض تساوى “125مليون” جنية مصرى و”21.5″دولار أمريكى.

إضافة الى ذلك يقع القصر على مساحة” 12.5 ألف” متر وهو مكون من طابقين ويحتوي على” سبع” حجرات.

الطابق” الأول” عبارة عن صالة كبيرة و”ثلاث” حجرات “اثنان” منها للضيافة و”الثالثة” استعملها” البارون إمبان “كصالة للعب البلياردو، أما الطابق العلوي فيتكون من” أربع” حجرات للنوم وكل حجرة ملحق بها حمام. وأرضية القصر مغطاة بالرخام وخشب الباركيه، أما البدروم (السرداب) فكان به المطابخ والجراجات وحجرات الخدم. بجانب برج كبير شيد على الجانب الأيسر يتألف من” أربع” طوابق يربطها سلم حلزوني تتحلى جوانبه الخشبية بالرخام، وعلى درابزين (سور) السلالم نقوش من الصفائح البرونزية مزينة بتماثيل هندية دقيقة النحت كما ان القصر مصمم بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته والقصر مكون من طابقين الطابق “الاول “عبارة عن صالات ضخمه تحتوى على ابواب وشرفات كثيره و”ثلاث” غرف غرفتان للضيوف واخرى كان يلعب بها بلياردو اما الطابق” الثانى” فيحتوى على” اربع” غرف. 

كما ان القصر استخدم فى العديد من الاعمال الفنية قبل الترميم مثل: فيلم حبى الوحيد وفيلم الهارب وفيلم اسف على الازعاج، وفيلم قصر البارون، وفيلم حياتى مبهدلة، وفيلم منطقة محظوره وكليب اول مره غناء محمد حماقى ودنيا سمير غانم. ولاكن ماذا حدث بداخل القصر لكى يقال عليه بيت للاشباخ؟
معظم الأقاويل التي جعلت “قصر البارون” بيتا حقيقيا للرعب تدور حول سماع أصوات لنقل أساس القصر بين حجراته المختلفة في منتصف الليل، والأضواء التي تضيء فجأة في الساحة الخلفية للقصر وتنطفئ فجأة أيضا، وتبلغ درجة تصديق السكان المجاورين للقصر حدا كبيرا، فيصرح بواب إحدى العمارات المواجهة للقصر بأن الأشباح لا تظهر في القصر إلا ليلا، وهي لا تتيح الفرصة لأحد أن يظل داخل القصر مهما كان الثمن، فقد اكد ذلك ماحدث في عام” 82″ حيث شاهد العديد من المارة دخانا ينبعث من غرفة القصر الرئيسية ثم دخل في شباك البرج الرئيسي للقصر، بعدها ظهر وهج نيران ما لبث أن انطفأ وحده دون أن يعمل على إطفائه أحد.

يظل هذا السؤال مطروحا لدى كل من سمع عن قصر البارون والشائعات التي تنتشر حوله.. لماذا هذا البناء بالذات؟ ربما كانت حياة البارون التعسة هي أحد أهم الأسباب التي زادت من قصص الأرواح التي تناقلها الناس حتى “100” عام.

فقد ولد البارون “إمبان” بعرج ظاهر في قدميه هذا بالإضافة إلى كونه مريضا بالصرع، وكثيرا ما كانت تنتابه النوبات الصرعية فيقع في حديقة قصره وتشرق عليه الشمس وكلبه يقف بجانبه إلى أن يفيق، فالبارون لفرط صرامته لم يكن يستطيع أحد من الخدم الاقتراب منه إلا بأمره، حتى لو كان ملقى على الأرض فاقد الوعي. ولكن هذا فيما يخص البارون فماذا عن القصر