أخر الأخبار
الرئيسية » تحقيقات وحوارات » أطفال الشوارع .. مأساة مجتمعية و طفولة ضائعة

أطفال الشوارع .. مأساة مجتمعية و طفولة ضائعة

#الدولة_الآن

تقرير : أحمد شعبان

يعتبر الأطفال هم حصاد المستقبل والجيل الواعد الذي يبني الوطن على أكتافه ، فبمقدار ما تبني من شخصية الطفل تبني في الوطن قوة ، على الرغم من أن هناك العديد من الأطفال في كثير من الدول ينعمون بكافة أشكال الرفاهية ، فهناك “ملايين ” الأطفال حول العالم يعانون من أوضاع صعبة وعسيرة تسلبهم كل مظاهر الحرية والبراءة ، وهؤلاء ما يطلق عليهم بأطفال الشوارع .

تعاني معظم المجتمعات من ظاهرة أطفال الشوارع وتعد آفة تهدد السلام الاجتماعى ، وتشكل خطرا على الدولة ، ظاهرة أطفال الشوارع ، حيث أصبحت هذه الظاهرة واسعة الإنتشار في مصر والعالم أجمع ، مما يجعلنا نقلق وبشدة على مستقبل الأجيال القادمة، وهذه الظاهرة أصبحت قضية رأي عام يجب الإنتباه إليها جيداً .

تتعدّد الأسباب التي تؤدّي إلى ظاهرة أطفال الشوارع ، مثل الفقر ويلعب هنا سوء الحالة المادية والاقتصادية دوراً أساسياً بترك الطفل في الشارع من الصباح حتى آخر الليل فقط ، ليعود لوالده ببعض النقود التي قد تعينه على سد إحتياجاتهم ، والعنف الأسري الذي يعد من أهم الأسباب التي تعمل على إزدياد أطفال الشوارع بكثرة في إهمال الأطفال دون تعليم أو أعطاء الطفل أبسط حقوقه من أسرته كالحب والحنان والعطف ، والتفكك الأسرى وتعد هذه المشكلة وهى انفصال الأبوين عن بعضهما وإستقلال كل منهما بحياة أخرى مع شريك أخر، مما يجعل الأطفال لا يجدون المأوي مع الأب ولا مع الأم فيتجهون إلى الشارع الذي يظنون أنه الحرية الوحيدة والملجأ الوحيد لهم .

وأشار الدكتور”عماد مخيمر” رئيس قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة الزقازيق ، أنّ أطفال الشوارع ظاهرة عالمية ذات أبعاد إقتصادية وإجتماعية ، بنسب تختلف حسب إرتفاع معدل الفقر والبطالة وإنتشار والأميّة، مشيراً إلى أنّ هناك نسبة كبيرة من أطفال الشوارع ممن يهربون من أسرهم في ظل غياب الحياة الكريمة وانتشار الفقر والتفكّك الأسري، فلا يجدون غير الشارع ملاذاً فيصبحون بلا قيم أو أخلاق أو ضمير، ويصبحون أداة طيّعة تُستَغل من قبل البعض لتنفيذ الأعمال الإجرامية مقابل بضعة جنيهات هم في أشد الحاجة إليها ، ويؤكّد “محمود متولي” العميد الأسبق لكلية التربية بجامعة بورسعيد ، أنّ هذه الظاهرة وصلت إلى حد كارثي، وتعتبر إنعكاسا خطيراً للتغيرات السلبية التي طرأت على المجتمع مؤخّراً من حيث تزايد معدلات التشرد والإنحراف وارتكاب الجرائم، مشيرا إلى أنّه وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات ثابتة عن أعداد أطفال الشوارع، إلا أن الأعداد تتفاقم يوما بعد آخر.

كما نؤكد أن هناك العديد من القضايا الخفية لا يعلمها الرأي العام ، ولا تقتصر علي ظاهرة أطفال الشوارع ، وإلي متي سيظل هؤلاء الأطفال منتشرين في الشوارع العامة ، فهؤلاء الأطفال عادةً ما يكونوا ضمن بيئة سيِّئة دون وازعٍ أو رقيبٍ ، بالإضافة إلى اختلاطهم بمن يكبرونهم سِنّاً، ممّا قد يُؤدّي إلى إنسياقهم في شبكاتٍ مُنظَّمة من العصابات المُؤذية وذات الأهداف السيِّئة ، إذ قد يعملون ضمن هذه العصابات في السّرقة وتجارة المُخدّرات وغيرها ، ممّا يعودُ بآثار ضارّة على أمن المجتمع .

فعلينا جميعاً أن نعمل علي توفير نظامٍ اجتماعيٍّ يهتمّ بتفعيل آليّةٍ لرصد أطفال الشّوارع المُعرَّضين للخطر وضبطهم ، و إنشاء مؤسَّسات اجتماعيّة ، تهتمّ بالتّدخل المُبكّر لحماية الأطفال وأُسَرهم من أنواع العنف والاستغلال المختلفة ، إنشاء مراكز مهمّتها تأهيل أطفال الشّوارع نفسيّاً ومهنيّاً .

كما يجب تفعيل دور الإعلام بوسائله المختلفة؛ لزيادة وعي المجتمع، وتحريك الرأي العامّ حول هذه الظّاهرة وأهميّة مُكافحَتها ، وإنشاء أماكن رعاية خاصّة بهم ، وتعيين أخصّائيّين إجتماعيّين ، للعناية بهم، ومناقشة مشاكلهم وحلولها .

x

‎قد يُعجبك أيضاً

صراع من أجل الضوء .. كيف تشعل أزمة الطاقة نار الأزمات الاقتصادية؟!

#الدولة_الآنتحقيق: سلمى يوسف يشهد العالم تدهورًا مستمرًا في أزمة الطاقة منذ عدة سنوات، وتتصاعد المخاوف ...

youporn