تعويضا لعقود مضت ، غابت عنها تنمية محافظات الصعيد كباقي أقاليم الجمهورية، جاء أسبوع الصعيد بسلسلة غير مسبوقة من المشروعات التنموية في مختلف المجالات لم يتوقع أهالي الصعيد أن تكون من نصيبهم، نفذت تلك المشروعات بتوجيهات من القيادة السياسية في وقت قياسي، ليصبح أهالي الصعيد علي موعد مع معجزة غير مسبوقة ، إستثمارات تجاوزت ال”١.١تريليون”جنية من مشروعات تنمية الصعيد خلال ال”سبع”سنوات الماضية، وفرت أكثر من”٦٠٠ألف”فرصة عمل للشباب مما أدي لإنخفاض معدل الفقر بنسبة”٣.٨%”، ومعدل البطالة بنسبة”٦.٥%”، وتراجعت معادلات الأمية بشكل ملحوظ لأول مرة في الجنوب.
بداية أسبوع والإفتتاحات والإنجازات بالصعيد كانت من محافظة أسيوط ، حيث تفقد فخامة الرئيس “عبدالفتاح السيسي”رئيس الجمهورية مجمع إنتاج بنزين عالي الأوكتين، فهذا المجمع يوفر الوقود لمحافظات الصعيد التي تستهلك “٢٠%”من إجمالي إستهلاك مصر، كما افتتح الرئيس عبر الفيديوكونفرانس عددا من محطات معالجة مياة الصرف الصحي والزراعي للإستفادة مت “١.٤مليون”م٣ مياة كانت تشكل خطرا بيئيا وصحيا في السابق، كمحطة معالجة صرف صحي أبو صير بطاقة”١٢ألف”م٣ في اليوم، ومحطة مياة دشنا بقنا، ومحطة مياة فرشوط بقنا، بجانب عددا من مشروعات مرافق البنية التحتية والتي من ضمنها محطة صرف صحي أبو شنب بالفيوم، والمرحلة الثانية من محطة مياة المنيا الجديدة، ومحطة مياة ديروط بأسيوط، ومحطة تنقية مياة الشرب بقنا الجديدة.
تضمنت إفتتاحات الرئيس عددا من المراكز الطبية والمستشفيات تخدم لأول مرة أهالي القري والنجوع بخدمة طبية متميزة ضمن المرحلة “الأولي” للمبادرة الرئاسية”حياة كريمة”، وذلك في إطار حاجه الصعيد الشديدة للقطاع الصحي، كمستشفي سمالوط النموذجي بالمنيا، ومستشفي طب الأسنان بجامعه أسيوط، ومستشفي الكبد بالمنيا، مستشفي الأطفال التخصصي بالأقصر، مستشفي إيزيس للنساء والولادة بالأقصر، مستشفي ديرمواس المركزي ببالمنيا، مستشفي ملوي التخصصي بالمنيا، مستشفي الصحة النفسية بسوهاج.
كانت شركات القطاع الخاص كتفا بكتف بجانب شركات الدولة والقوات المسلحة من أجل تحقيق وإنجاز المشروعات القومية في زمن قياسي ، ليصبح القطاع الخاص لأول مرة شريكا رئيسيا في التنمية ويكون أساسيا لبناء الجمهورية الجديدة، فقد تفقد سيادته عددا من المشروعات القومية الجديدة بمحافظة قنا لتحقيق نهضة تنموية وخدمة متكاملة لأهل الصعيد، مستمعا لشرح من الفريق”كامل الوزير” حول شرايين التنمية والمحاور المرورية الجديدة.
في سياق متصل، فتم إفتتاح محوري عدلي منصور وسمالوط، والمرحلة “الأولي” بمحور ديروط ومحور قوص وكلابشة، ويبلغ إجمالي أطوال ال”خمسة”محاور “٨٨”كم بتكلفة تصل ل”٧.٦مليار”جنيه، وأيضا تم إفتتاح المرحلة “الأولي”من تطوير وتوسعة طريق الصعيد الصحراوي الغربي القاهرة المنيا بطول”٢٠٠”كم، وكذلك إفتتاح”ثلاثة”كباري مزلقانات ككوبري البلينا بسوهاج بطول “١٨٣٤”كم، وكوبري المديرية ببني سويف بطول “٥٤٠”م، وكوبري جرجا بسوهاج بطول”١٣٠٠”م، وكوبري أعلي مقبض توشكي بأسوان بطول”٤٥٠”م.
إستكمالا لسلسلة الإفتتاحات، فقد إستمع “السيسي”إلي شرح من وزيرة الصناعة والتجارة حول المجمعات الصناعية التي أنشأت لأول مرة في محافظات الجنوب، لتوفير فرص عمل وتوطين الصناعات المحلية، حيث انه تم إفتتاح مشروع المجمع الصناعي بمدينة البغدادي في الأقصر، والمجمع الصناعي بمدينة بياض العرب بمحافظة بني سويف، والمجمع الصناعي المطاهرة في المنيا، والمجمع الصناعي بقنا، والمجمع الصناعي بمدينة الغردقة في البحر الأحمر.
عادت توشكي الخير من جديد بإرادة حقيقية بعدما كانت مسارا للشكوك، لتصبح مسلة غذاء مصر بعد النهضة الزراعية والتنموية التي شهدتها خلال السنوات الماضية القليلة، فالمشروع عند إكتمالة يستوعب قرابة ال”٥٠٠ألف “أسرة ، حيث أنه تفقد فية الرئيس أكبر مزرعة للتمور والتي تحتوي علي أجود أنواع التمور بالعالم، فقد إفتتح طريق توشكي شرق العوينات بطول “٣٦٠”كم بتكلفة “٦.٩مليون”جنية، مشددا خلال كلمته في الإحتفال علي سرعة تقديم الدعم وإجراء الدراسات اللازمة للإسراع لتنفيذ إستصلاحات لأكثر من”٤٠٠ألف”فدان بمنطقة “فرع ٤”في توشكي بمحافظة أسوان.
في القطاع الزراعي، أكد رئيس الجمهورية علي ضرورة الإهتمام بالمشروعات الزراعية الصحية التي تنفذها الدولة حاليا، وواصفا المشروعات التنموية في صعيد مصر بأعدادا من السد العالي في ضخامتها، وقد تحقق الوعد في سكك حديد مصر بخروج أخر قطار قديم من الخدمة لتصبح السكك الحديدية بمصر مطورة بالكامل، حيث شهد الرئيس تدشين الوحدات المتحركة الجديدة بمختلف انواعها من قطارات وعربيات السكك الحديدية ، ضمن خطة الدولة لتطوير وتحديث منظومة السكك الحديدية.
علي النحو التالي فقد إفتتح الرئيس مجمع بنيان وإطلع علي آلية العمل به، وهو يعد أضخم مجمع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية علي مستوي العالم أسمته المؤسسات الدولية بعاصمة الطاقة الجديدة، وأحد أهم مشاريع البنية التحتية في جنوب مصر لتوليد الكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة لإنتاج”ألفين” ميجاوات لتنضاف إلي الشبكة القومية الموحدة لتعادل”٩٠%”من إنتاج السد العالي ، بالإضافة لإفتتاح عددا من مشروعات الكهرباء ضمن الخطة العاجلة التي نفذتها مؤخرا لسد العجز في إنتاج الكهرباء بتكلفة “إتنين مليار”دولار ، ومنها تخويل محطة غرب أسيوط من الدورة البسيطة للعمل بنظام الدورة المركبة، وكذا إفتتاح محكم سمالوط الإقليمي.
ختاما ، فتقظ رئيس الجمهورية بأسون مصنع اليوريا والأمونيا علي مستوي الصعيد ، وذلك لتوفير الأسمدة للفلاح المصري بسعر مناسب، والتصدير للخارج بالعملة الصعبة، كما قام بجولة تفقدية في منطقة أسوان الجديدة وكورنيش المدينة بعد إفتتاحها، ومعرض الحرف اليدوية والتراثية بمعرض أسوان الجديدة ، موجها بتخصيص “إتنين مليون”جنية من صندوق تحيا مصر لدعم الحرف اليدوية والصناعات الحرفية، إيمانا من القيادة السياسية بأهمية الحفاظ علي التراث وإحياءوة في كل ربوع مصر.
دخلت محافظات الصعيد الجمهورية الجديدة بثوب جديد وظهر ريف الصعيد علي الخريطة التنموية لأول مرة منذ عقود ، وأصبحت مدينة الصعيد تحتضن المشروعات العملاقة والإستثمارية لتتحول من بقعة طاردة لأبنائها بسبب قلة فرص عمل للشباب إلي عصرية جديدة تحقق نقلة حضارية إلي الأجيال القادمة، ليدخلها أبناء الصعيد بأقدام ثابته ليستعيد صعيد مصر مكانته اللائقة كقاطرة التنمية في إنطلاق الجمهورية الجديدة.