تقرير : محمد منصور / إسراء حسانين
غابت جميع المشاعر الإنسانية ، أمام والدة جعلت غرفتها بحيرة من الدماء يغرق داخلها أطفالها “الثلاثة” ، بملامحهم الجميلة وطفولتهم البريئة ومشاعرهم الرقيقة ، لم يكن لهم أدني ذنب سوى أن أصاب والدتهم حالة نفسية سيئة للغاية ، جعلتها تتخلص من ثمار حياتها وسندها فى هذه الحياة وأقرب شيء لقلبها ، لذلك حاولت التخلص من حياتها أيضاً نتيجة لما فعلته .
حيث شهدت قرية ميت تمامة التابعة لمركز منية النصر بمحافظة الدقهلية، صباح يوم الاثنين الموافق “30” من مايو الجارى ، حادث مفزع لم تتصوره نفس بشرية ، حيث قامت سيدة بذبح أطفالها “الثلاثة” ، وشروعها فى الإنتحار عقب إرتكابها لتلك الواقعة البشعة ، حيث ألقت بنفسها أسفل جرار زراعي للتخلص من حياتها ، مما أسفر عن إصابتها بجروح بالغة ، نقلت على آثرها للمستشفي وما زالت حالتها حرجه حتى الآن .
و ترجع تفاصيل الواقعة ، بتلقي اللواء “سيد سلطان” مدير أمن الدقهلية ، إخطارا من العقيد” فتحي هاشم” مأمور مركز شرطة منية النصر ، يفيد بورود بلاغا من أهالي قرية ميت تمامة التابعة لدائرة المركز ، بقيام سيدة بإلقاء نفسها أمام جرار زراعي للتخلص من حياتها ، مما أدي إلى إصابتها بجروح متفرقة ، وأثناء فحص البلاغ وصل بلاغ آخر من جدة الأطفال، بالعثور على أبناء السيدة المشار إليها مذبوحين بنحر في الرقبة داخل غرفة بمنزلهم .
على الفور توجه فريق بحث من ضباط فرع البحث الجنائي بشرق الدقهلية، تنسيقًا مع ضباط فرع الأمن العام ومباحث مركز شرطة منية النصر لأماكن البلاغ ، ومن خلال الفحص والمعاينة تبين قيام سيدة مصابة بحالة إكتئاب تدعي “ح.م” بالغة من العمر “30” عاماً، عزمت أمرها بأن تتخلص من حياتها برفقة أولادها،حيث قامت إليهم شارعة سكينها وفي غضون “ثلاث” دقائق كانت قد أنهت أمرهم، هامديين أمامها جثثاً هامدة بطعنات ذابحة في الرقبة، ومن ثم تترك رسالة لزوجها الذي يعمل بالخارج، مضمونها (أبقى أقرأ لينا الفاتحة أنا وعيالك، دبحتهم علشان كلنا نرتاح) ، ومن ثم ألقت نظرة أخيرة على جثث أولادها ، ذاهبة في حالة من الحزن الشديد الى خارج منزلها وفي قرارة نفسها الانتحار.
كما كشفت التحريات أن السيدة من القرية المشار إليها ، تدعي “ح.م” ، تبلغ من العمر “30” عاماً ، حاصلة على بكالوريس تربية عربى ، متزوجة من “م.أ” يبلغ من العمر “33” عاما ، يعمل في المملكة العربية السعودية متغربا عن عائلته مايقرب من “ستة” أشهر من أجل العمل ولكي يتمكن من تلبية إحتياجات زوجته وأولاده “الثلاث” ، ولم يكن يعلم أنها المره الأخيرة التي يراهم فيها فقامت الزوجة بعد فعلتها بأبناءها بإلقاء نفسها اسفل عجلات جرار زراعى ، مما أسفر عن إصاباتها بجروح متفرقة ، وتم نقلها إلى مستشفى منية النصر، ونظرًا لسوء حالتها جرى تحويلها إلى مستشفى المنصورة التخصصي .
علي النحو التالي تتبعت النيابة العامة خط السير المحتمل للسيدة من محلّ سكنها وصولًا لموقع الحادث لمعاينته وفحص كاميرات المراقبة به ، موجهه النيابة العامة سؤالها لجدة الأطفال “الثلاثة” ، والتي اتهمت زوجة ابنها بإرتكابها الواقعة ، واستجوبت النيابة العامة عدداً من الجيران من ضمنهم أحد أقارب زوج المصابة، والذين أقروا بسماعهم صراخ استغاثة من مسكن جدة الأطفال “الثلاثة”، وباستطلاعهم الأمر أخبرتهم الجدة بعثورها على جثامين الأطفال “الثلاثة” ملقاة بمسكن ابنها وبهم جروح ذبحية بالرقبة ، موجهين أصابع الإتهام الى والدتهم.
وعقب تقنين الإجراءات ، أصدرت النيابة العامة قراراً بالتصريح بدفن الجثامين “الثلاثة” ، عقب انتهاء الأطباء الشرعيين من تشريح جثامين الطفلين “أ.م” “10” أعوام و “أ.م””أربعة” أعوام و شقيقتهما “س.م” “ثلاثة” شهور، والذي تبين وجود جروح ذبح بكامل الرقبة ناتجة عن استخدام آلة حادة سكين.
علي الصعيد المتصل ، تتلقي الأم الرعاية الصحية بمستشفي المنصورة الدولي ، وتم إدخالها العناية المركزة وينتظر أعضاء النيابة العامة تحسن حالتها ، لمباشرة التحقيقات معها واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة .