وجه وزير القوى العاملة “محمد سعفان” التهنئة للعاملين بالوزارة، وذلك في كلمته بمجلة التنمية الإدارية التي صدرت عن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بمناسبة اليوم العالمي للخدمة العامة، وجاء نص الكلمة:
“الزميلات والزملاء العاملين بوزارة القوى العاملة أتوجه لكم اليوم بخالص التهنئة والاحترام والتقدير بمناسبة اليوم العالمي للخدمة العامة، والذي يوافق “23 “يونيو من كل عام، متمنيا لكم كل الخير ولمصرنا الحبيبة كل التقدم والازدهار .
يتزامن احتفالنا باليوم العالمي للخدمة العامة بالاحتفال بمرور” 8″ سنوات على تولي فخامة الرئيس” عبد الفتاح السيسي” رئيس الجمهورية، مقاليد الحكم، بذل خلالها المزيد من الجهود حتى تخرج الدولة المصرية من كبوتها السياسية والاقتصادية وخاضت غمار برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي والمالي والسياسي، واستطاعت أن تجتازه بنجاح بشهادة المؤسسات الدولية والإقليمية، وهو ما مكنها من التحول نحو إصلاح الهياكل المؤسسية والبنى المؤسسية والعمرانية وخلق بيئة جاذبة للاستثمار وداعمة للتنمية، وتبنت الدولة المصرية منذ 2014 حتى الآن العديد من البرامج القومية التي تستهدف تعزيز الكرامة الإنسانية وإحداث نقلة نوعية مستدامة في مستوى جودة حياة المصريين.
وخلال هذه السنوات شهدت تحسنا كبيرا في أوضاع العمالة، خاصة وأن فخامة الرئيس يولي عمال مصر من الجنسين اهتماما كبيرا علي جميع المستويات ، ووضع العامل المصري في مكانته الصحيحة واهتم بتوفير البيئة الملائمة للعمل والإنتاج، باعتبار أن العامل المصري هو وقود معركة البناء في الجمهورية الجديدة، ووضع نصب عينيه تحسين مستوى الفئات الأكثر احتياجا عبر جملة من المشروعات التي ترفع من مستواهم المعيشي، وقد نالت العمالة غير المنتظمة اهتماما كبيرا من جانب القيادة السياسية على مدار السنوات الماضية .
ولقد كان عمال مصر شركاء أساسيين في دفع عجلة التنمية وازدهارها بكافة القطاعات، كما كانوا أكثر المستفيدين من المشروعات القومية التي تم تنفيذها على مدار السنوات الماضية التي ساهمت في خفض معدلات البطالة، وتنفذ وزارة القوى العاملة برنامجاً شاملاً من أجل سواعد مصر لتوفير البيئة الملائمة للعمل والإنتاج.
ونتيجة للتقدم الذي أحرزته الدولة المصرية بمجال بيئة العمل، فقد أصدرت منظمة العمل الدولية منذ أيام قائمة الحالات الفردية للدول المتهمة بمخالفة أحكام اتفاقيات العمل الدولية، والتى يطلق عليها “القائمة السوداء”، حيث خلت القائمة من اسم مصر، وهذا يؤكد احترام الدولة المصرية للاتفاقيات المصدقة عليها، كما أنها تعمل على مواءمة تشريعاتها الوطنية مع اتفاقيات منظمة العمل الدولية.
وخلال السنوات الثمانية الماضية، واجهت الدولة المصرية الكثير من التحديات، ولكن القيادة السياسية كانت حريصة على اتخاذ القرارات والإجراءات التي تضمن حقوق العمال وحمايتهم من توابع هذه الأزمات وتحقيق الأمان الوظيفي لهم، وظهر ذلك جليا خلال أزمة جائحة فيروس كورونا وما أسفرت عنه من واقع جديد، نالت من اقتصاديات دول العالم ومن بينها مصر، لكن الله عز وجل حفظَ أرض مصر وشعبهاً ، وسدد بفضله خُطى القائمين على إدارة البلاد فتحولت المحنة إلى منحة، ومرت علينا بستر وسلامة.
ولاشك أن عالم العمل تأثر كثيراً بتداعيات تلك الجائحة، حيث فقدَ ملايين العمال في العالم وظائفهم، وظهرت أنماط جديدة من العمل تعتمد اعتماداً كلياً على التكنولوجيا الحديثة، كان الرابح خلال تلك الفترة من أحسن الاستفادة من تلك التطورات الرقمية الحديثة وتماشى مع سرعة وتيرتها، ولذلك فقد أولت وزارة القوي العاملة اهتماما بالغاً للتحول الرقمي في جميع خدماتها.
وعلى التوازي فقد قامت الدولة المصرية بتقديم الدعم والحماية الاجتماعية اللازمة للفئات الأكثر احتياجاً، فقامت الدولة بتقديم المنح الاجتماعية النقدية للعمالة غير المنتظمة بما يجاوز ستة مليارات جنيه، فضلاً عن العمل على تمكينهم اقتصادياً وتوفير فرص العمل المناسبة لهم، والعمل على دمجهم بالقطاع الرسمي .
كما تم الوفاء بأجور العمالة المنتظمة بالشركات المتعثرة من خلال صندوق إعانات الطوارئ للعمال بما يتجاوز ملياري جنيه، كما لم تتوانى في دعم أصحاب الأعمال، فأصدرت الدولة حزمة من الإعفاءات والمزايا النقدية لتخفيف الأعباء عن كاهلهم، وإقالتهم من عثرتهم، حتى تجاوزنا جميعاً تلك الأزمة أكثر صلابة وأشد بأساً، ومازلت الدولة تعمل على معالجة آثارها والتعافي الكامل منها، وقد أشادت بتلك الإجراءات المنظمات والجهات الدولية، واعتبرت مصر في هذا الشأن من التجارب الدولية الرائدة.
وفي ختام كلمتي أقول لزميلاتي وزملائي في وزارة القوي العاملة استجيبوا لنداء الحق عز وجل ” وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ” اعملوا وأحسنوا العمل، واستمروا في العمل، وأدعوا الله عز وجل أن يُديم عليكم نعمة الصحة والعافية، وأن يوفقكم إلى ما فيه خير أوطانكم”.