مشكلة الفتنة عند الأطفال :الأسباب والعلاج

  كتبت :أسماء البردينى

بداية يجب أن نعرف أن الطفل فى سنوات حياته الأولى لا يعى المسميات مثل الفتنة والعناد وغيرها فهو فقط يلاحظ ما يحدث أمامه ويقلده تماما ولذا يلزم الوعى بأفعالنا ونكون قدوة لأطفالنا .والمشكلة التى نواجهها فى هذا المقال هى:
الطفل الفتان يمثل مشكلة حقيقية في المنزل فهو يقوم بإفشاء أسرار المنزل أمام الجميع مما قد يتسبب في بعض المشكلات العائلية الخطيرة و بخاصة عندما يقوم الطفل بالحديث عن أمور محرمة أو ممنوعة تمامًا أن نحكي بها أمام الغرباء أو المقربين حتى , لذا فهو عادة يجب التعامل معها حال وجود هذا النوع من الأطفال في الأسرة بحيث يتم التخلص منها او الحد منها على الأقل حتى نحد من المشكلات التي يمكن أن تتعرض لها من خلف هذا الطفل و تلك العادة .

كيف يتم التعامل مع الطفل الفتان في الاسرة ؟
الاسباب : يجب أن نقوم بالبحث خلف إنتهاج الطفل لهذا السلوك فمعرفة السبب هو أهم و أولى خطوات العلاج لأي مشكلة مهما كانت صعوبتها ففي الغالب فإن السبب في إنتهاج الطفل لهذا السلوك السئ يعود غالبًا لسببين هما : الشعور بالنقص لدى الطفل و الرغبة فى الحصول على الإنتباه و الإعجاب من من حوله ، الإهتمام و الرغبة في الحصول على الإهتمام و الرعاية .
التفاهم و تجنب العنف : للعمل على مواجهة هذا السلوك من إفشاء الأسرار يجب أن يبتعد الاهل عن التعامل بشكل قاسي او عنيف مع الطفل و التعامل مع السلوك على أنه ليس كارثة و تجنب قول الألفاظ القاسية و وصف الطفل بأوصاف قاسية , ويتم التفاهم مع الطفل بشكل هادئ و لطيف و العمل على جعل الطفل يشعر بمدى أهميته كعضو في الاسرة , حيث أن التعامل و رد الفعل العنيف لن يؤدي إلا الى زيادة المشكلة و تفاقمها .
عدم إفشاء الأسرار امام الأطفال : يجب أن يحرص الكبار على عدم إفشاء الأسرار امام الطفل فالكبار يمثلون القدوة للطفل و يقوم الطفل بإفشاء الاسرار كتقليد للكبار .
التوجيه : يجب على الأب و الأم الحديث مع الطفل عن أن أسرار الأسرة و المنزل هى من الأمور التي يجب أن لا يتحدث عنها و لكي يتحدث مع الناس يجب أن يختار مواضيع بعيدًا عن أمور الأسرة و المنزل و تكون المواضيع مناسبة لسنه , و يجب أن يتم إفهام الطفل و بمنتهى الهدوء أن الامور الخاصة بالمنزل و التي تدور بداخله خاصة بمن في المنزل و لا يجب أن تخرج للآخرين حتى لو كان مقربًا جدًا سواء من الأسرة أو من الطفل .
تغيير رد الفعل على تصرفات الطفل : يجب على الأهل تغيير طريقة إحتجاجهم أو ردود أفعالهم تجاه تصرف الطفل , فيمكن أن تقوم الأم بعدم محادثة الطفل لبعض الوقت أو يمكن أن تمنعه من الخروج إلى مكان يحبه على أن يكون عارفًا و بشكل دقيق لما يتعرض إلى تلك المعاملة و هذا العقاب حتى يدرك نتائج أفعاله .
العقاب بما يناسب : لا يجب أن تتم معاقبة الطفل بشكل مبالغ فيه حتى لا يفقد العقاب قيمته و يعتاد الطفل عليه .
القصص و الحكايات : يستطيع الاهل الإستعانة بالقصص و الحكايات التي تحكى قبل النوم مما يساعد في غرس القيم و المفاهيم التي تخص العائلة و أهميتها لدى الطفل .
الإخلاق و القيم الدينية : يجب أن يقوم الاهل بزرع القيم و الأخلاق الدينية لدى الطفل مثل خلق الأمانة و حب الآخرين و البعد عن الكذب او إفشاء الأسرار لأي إنسان .
الأهمية : يجب أن يعمل الأهل على إشعار الطفل بأهميته و بإنه من المسؤلين في الأسرة عن تفاصيل الحياة الخاصة بها حتى يشعر الطفل بالثقة في النفس و يتحمل المسؤلية .
التصرف الوقائي : يفضل خلال تدريب الطفل و محاولة علاج هذا السلوك فيه أن يتم حجب المعلومات المهمة عن الطفل .
التدريب و المكافأة : خلال علاج ذلك السلوك السئ يفضل أن يقوم الأهل بمكافأة الطفل كلما مر الوقت دون أن يقوم بإفشاء الأسرار الخاصة بالمنزل مما يساعد على تعليم الطفل بأن هذا السلوك المستحب و المرغوب حتى ينال رضى والديه .
الدعم النفسي و التشجيع : حاولوا دائمًا ذكر الصفات الجيدة بالطفل بجانب ذكرك لهذه الصفة السيئة كأن تقولوا له انت طفل ممتاز و جيد و لكن ينقصك ان لا تذكر ما يحدث في المنزل لمن هم خارج المنزل .
إبداء الإهتمام : يجب على الوالدين زيادة جرعات الحنان و الرعاية و العمل على تنفيذ رغبات الطفل و إحتياجاته , حيث أن واحد من الاسباب الرئيسية في إفشاء الطفل للأسرار هو محاولة جذب التعاطف و لفت الإنتباه اي أنه يجب العمل على إحتواء الطفل .

مع مرور الوقت و متابعة تلك الخطوات سيختفي هذا السلوك السئ حتى يكبر الطفل و يصبح قادرًا على تمييز الصح من الخطأ , فلا يجب أثناء التعامل مع الطفل الإستهانة بذكاء الاطفال حتى لا يشعر بما يحاول الأهل القيام به في بعض خطوات العلاج المتبعة حتى يصبح الطفل متميز بين الأصدقاء و الرفقة .