“عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يسلّم أعلامنا إلى جيل سوف يجئ بعده منكّسة أو ذليلة، وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هاماتها، عزيزة سواريها، وقد تكون مخضبةً بالدماء، ولكن ظللنا نحتفظ بوعودنا عالية في السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم والألم والمرارة”.
كانت تلك كلمات بطل الحرب والسلام، الزعيم الراحل “محمد أنور السادات” والذي ولد في “25” ديسمبر “1918”، كان سياسيًا وضابطًا عسكريًا مصريًا، شغل منصب الرئيس الثالث لجمهورية مصر العربية من “15” أكتوبر “1970” حتى اغتياله.
كان السادات عضوًا كبيرًا في الضباط الأحرار الذين أطاحوا بالملك فاروق في ثورة “23” يوليو، وكان مقربًا جدًا من الرئيس جمال عبد الناصر، حيث خدم كنائب للرئيس مرتين وخلفه كرئيس لجمهورية مصر العربية ل “11” عامًا، أستطاع خلالها تغير مسار مصر تماماً، وبعد وفاة الرئيس “جمال عبد الناصر” في “28” سبتمبر “1970”، ولأنه يشغل منصب نائب الرئيس حل بمحلهِ رئيسًا للجمهورية، وقد اتخذ في “15” مايو “1971” قرارًا حاسمًا بالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفي نفس العام أصدر دستورًا جديدًا لمصر.
وكرئيس قاد مصر في حرب أكتوبر عام “1973” لاستعادة شبه جزيرة سيناء المصرية، التي احتلتها إسرائيل منذ حرب الأيام “الستة” عام “1967”، مما جعله بطلاً في مصر، وفي الوطن العربي الأوسع لبعض الوقت، “فجر للعرب الأحرار بعد ظلام طويل دامس.. الأرض لأصحابها، والخير كل الخير لمن يزرع الخير ويرعى القيم ويحفظ الوفاء”.
حينما تولى “السادات” منصب الرئاسة، لم تكن القيادة العسكرية المصرية تمتلك خططاً عسكريةً لمهاجمة القوات الإسرائيلية، وبدأ الإعداد للخطط الهجومية المصرية عقب تولي الفريق سعد الشاذلي منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة في “16” مايو “1971”، وفي “22” يوليو “1972” طلب الرئيس السادات سحب المستشارين العسكريين السوڤييت من مصر، وقرر أن الحرب ستجري بما هو متوفر من السلاح والمعدات وضمن طاقتها التي تسمح بها.
بعد دراسة العطلات الرسمية في إسرائيل حيث تكون قواتها المسلحة في أدنى استعداداتها وُجد أن يوم السبت عيد الغفران أو كيبور “السادس” من أكتوبر “1973” م “10” رمضان “1393” هـ، هو الأنسب لأنه اليوم الوحيد في السنة الذي تتوقف فيه الإذاعة والتلفاز عن البث، مما سيتطلب من إسرائيل وقتاً أطول لاستدعاء الاحتياطي الذي يمثل القاعدة العريضة لقواتها المسلحة، وبدأت الحرب في الساعة “الثانية” ظهرًا، لتنتهي بالنتيجة التي أبهرت العالم أجمع.
وفي “السادس” من أكتوبر عام “1981”، اغتيل في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، حيث تم إطلاق الرصاص عليه، مما أدى إلى إصابته برصاصة في رقبته ورصاصة في صدره ورصاصة في قلبه مما أودى بحياته لترتقي روحه إلى بارئها.
كان الرئيس “عبدالفتاح السيسي” رئيس الجمهورية، قد وجه رسالة للرئيس الراحل “محمد أنور السادات” خلال احتفالية أكتوبر قائلاً: “إن ما وهبت حياتك من أجله.. لن يضيع هدراً أو هباءً.. بل وضع الأساس الراسخ.. الذي نبني عليه.. ليبقى الوطن شامخاً والشعب آمناً.. يحيا مرفوع الرأس على أرضه.. لا ينقص منها شبر.. ولن ينقص بإذن الله .. وهذا وعدنا وعهدنا لشعبنا العظيم”، رحم الله زعيم الحرب والسلام.