porno.com
الرئيسية » أخبار » بين صخب الملاعب.. صرخات غزة لا تُسمع

بين صخب الملاعب.. صرخات غزة لا تُسمع

#الدولة_الآن

 

تقرير : عبدالرحمن محمد

وسط الصراعات الرياضية والأصوات التي تتعالى في سماء المنافسات الكبرى، تعيش الجماهير حالة من الشد والتوتر بين لحظة الانتصار ومرارة الهزيمة، لا شيء يُعلو فوق ديربيات الزمن الحاضر، حيث تتجه العيون إلى الشاشات، تنبض القلوب وتُحبس الأنفاس، بينما العالم بأسره يحيا لحظات من الانتماء والفرح العارم، كرة القدم باتت تحكم عواطف الملايين، وسحبت الجميع في دوامة من الترقب والانفعالات المتزايدة.

لكن، بعيدًا عن الملعب، هناك أرض لا تعرف السعادة، وهناك أُناس لا يهتمون بفوز أو خسارة، لأنهم ببساطة يخوضون معركة للبقاء، في غزة، لا تتوقف أخبار الموت والدمار، لا يُعلن فيها إلا عن جثث تتوالى وأحلام تتبدد، بينما يُتم الأطفال وتُمزق العائلات ويغدو الفرح ذكرى قديمة، أمام صرخات الحياة المنهارة في غزة، تُعتبر تلك اللحظات المحتدمة في الملاعب شيئًا لا يُقارن ولا يُذكر.

غزة اليوم ليست مجرد مدينة تتعرض للقصف، بل حكاية شعب يتشبث بكرامته رغم الموت الذي يحيط به، هؤلاء الذين يُبيدهم الصمت العالمي، منسيون في زاوية من زوايا الذاكرة المطموسة، تحت ظلال الكراهية والتجاهل، في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بمباريات تُذيب الفوارق وتبعث الأمل، يُترك أطفال غزة يصارعون البؤس، ويفتقدون أقل حقوقهم، يُجبرون على العيش تحت وطأة حرب لا ترحم ولا تتوقف.

كل مباراة، كل هدف، وكل لحظة احتفال تضيف بُعدًا آخر من الحزن إلى قلب كل فلسطيني يرى العالم يتجاهله، أولئك الذين يبكون لفقدان ذويهم، لا يجدون غير جدران الصمت التي ترد عليهم بصدى البُعد، فما أصعب أن ترى حيوات تُهدر، بينما البقية تغمرهم مشاعر متضاربة بين فوز وخسارة، فيغدون أسرى لسطوة كرة القدم.

في هذا العالم، يحتفل البعض بفريقهم، يرفعون شعاراتهم ويرتدون ألوانهم بفخر، بينما في غزة، تتشح الألوان بالسواد، هناك، لا وقت للحياة ولا مساحة للفرح، فالجميع يعيش في حالة استعداد دائم لوداع قريب أو حبيب، غزة التي تُركت وحيدة، تواجه موتًا مستمرًا، كأنها أصبحت رمزًا لكل ما نسيه العالم وتركه خلفه.

كيف لنا أن نغض الطرف عن أنينهم وصرخاتهم؟ كيف يمكن لكل هذا الظلم أن يُنسى في غمرة اللعب والترفيه؟ غزة تدفع الثمن، ثمن العزلة والخذلان، بينما يلهث العالم وراء الإثارة والمجد الزائف، وما بين ضجيج الفرحة وصخب الخسارة، يضيع حق من هم أولى بالحياة، يُذبح أطفال غزة، وهم في نظر البعض مجرد أرقام تُضاف إلى حصيلة الأيام.

إنه صمت مريب، يملأ العالم بينما تُزهق الأرواح، وكأن الكل قد ارتدى قناع اللامبالاة، تاركًا غزة تصرخ وحدها، كيف نقنع شعبًا يُقتل كل يوم بأن ألمه مسموع؟ كيف نقنع طفلًا يبكي على جثة أمه أن العالم بأسره يحتفل؟ تلك مفارقة لا تليق بالبشرية، ومأساة يجب أن تذكّرنا كل لحظة بمدى القسوة التي حلّت على قلوبنا.

بينما تَهدر الملاعب بهتافات النصر، وتتعالى الصيحات، هناك في غزة صرخات أُم تُودّع ابنها، وأب يودع أسرته، وبينما نرقب الأهداف والإعادات، هناك حكايات لا تُعاد، بل تُدمر وتنتهي، إنها غزة التي صارت تشهد أعظم المآسي الإنسانية، وتنتظر بصمت مؤلم أن يُفتح لها بابٌ من أبواب العدالة، أو حتى بابٌ من أبواب الرحمة.

هل سنبقى غافلين عن مآسيهم؟ هل سنظل منشغلين بانتصارات عابرة، بينما خلف الكواليس تُفقد أرواح وتُبتر أحلام؟ غزة لا تطلب الكثير، فقط نظرة، فقط صوت ينصف آلامهم وسط هذا العالم الصاخب، تظل غزة نداءًا دائمًا في ضمائرنا، لتذكرنا أن هناك من يدفع الثمن غاليًا، بينما نحتفل نحن بأشياء تبدو بلا معنى أمام نزيف دمائهم.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير التنمية البشرية فى النسخة الثانية من المؤتمر العالمى

#الدولة_الآن  كتب: محمد حمدى عقد الدكتور “خالد عبدالغفار” نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير ...

youporn