porno.com
الرئيسية » أخبار » غزة تصرخ في الظلام.. أرواح خان يونس تختنق تحت القصف والصمت العالمي

غزة تصرخ في الظلام.. أرواح خان يونس تختنق تحت القصف والصمت العالمي

#الدولة_الآن

 

تقرير : عبدالرحمن محمد

في ليل غزة الدامي، تتكثف الأنفاس بين الظلام والدخان، وكأن السماء ضاقت على الأرض فصارت تُمطر قذائف بلا توقف، هناك حيث تلامس كل قذيفة حياة وتختطف منها الروح، يعيش الناس في خان يونس لحظاتٍ ينسحق فيها الأمل تحت وطأة الموت، عائلاتٌ تنام بلا يقين، وجدران البيوت التي كانت يومًا تحميهم، تهتز بين أصوات الطائرات وانفجارات القنابل، ليسقط “٣٨” شهيدًا بينهم أطفال ونساء، في مجزرة تكاد الحروف تخجل من وصفها، بينما السماء تحتضن أرواحهم في صمت عميق.

في هذه المدينة التي كانت يومًا تشهد الفرح والضحك، يقف الموت على كل باب، يعصف بالأمن ويقتلع الأمان من جذوره، ففي منطقة المنارة في خان يونس، انقضت القذائف على بيت كان يحتضن عائلة بأكملها، تركتهم بين ركام الأنقاض، أجساد جريحة وأنين لا يسمعه سوى من نجوا بصدفة الحياة، أطفالٌ لم يجدوا في هذا العالم سوى ظلامٍ متواصل وأمهاتٌ تقف أمام شظايا الأحلام، تحتضن الذكريات، وتذرف الدموع التي لا تكفي لجبر هذا الألم المتزايد.

وعلى الجانب الآخر من غزة، يضرب الرعب مخيم جباليا، حيث تناثرت النيران على المنازل في شارع الهوجا، وبينما الكل يحاول النجاة، كانت الأجساد تتساقط بين شهيد وجريح، ليُضاف إلى حصيلة المجازر أكثر من “١٥٠” مدنيًا، استشهدوا وجرحوا في قصف لا يفرق بين حجر وبشر، في تلك الشوارع التي كانت يومًا تعبق بالحياة، تحول كل شيء إلى لون الدم، كل زاوية فيها تحمل جروحًا لن تمحى بسهولة.

وفي مشهدٍ تتبدد فيه كل مقاييس الإنسانية، تخرج وزارة الصحة الفلسطينية لتعلن حصيلة تتفطر لها القلوب، إذ بلغ عدد الشهداء “٤٢٨٤٧” من أرواح الأبرياء، أغلبهم من النساء والأطفال، وإصابات تجاوزت “١٠٠٥٤٤” جريحًا، بين صرخات من ينتظرون الإنقاذ وهم تحت الأنقاض، وبين من اختاروا الصبر على الحياة التي لم تعد تُحتمل، إنه زمنٌ ينسحق فيه الوجدان، وتتراكم فيه ذكريات الألم في كل قلب.

ورغم كل ذلك، تواصل إسرائيل عدوانها، غير عابئة بقرارات مجلس الأمن الدولي ولا بأحكام محكمة العدل التي دعت إلى وقف فوري للهجمات، ليبقى صوت القنابل أعلى من صوت العالم، وأقسى من صرخات الأطفال، بينما يتساءل أهل غزة هل سيأتي اليوم الذي ينتهي فيه هذا الكابوس، أم أن الحصار قد حكم عليهم بأن يظلوا رهائن بين الموت والحياة، يعيشون تفاصيل الحصار بلا نهاية تُرى في الأفق.

في هذه الظروف المأساوية، جاء تحذير مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان صارخًا، حيث أكد أن شمال غزة يعيش “أحلك” لحظات الحرب، وأن ما يجري قد يصل إلى مستوى “الجرائم الفظيعة”، وأن هذا الحصار الذي يطوق القطاع يمنع عنه أي بادرة أمل أو مساعدة، ليظل سكان غزة عالقين بين حصار بلا رحمة وخطر يتربص بهم في كل زاوية، يعيشون في معركة من أجل البقاء، تكبر فيها المأساة كل يوم.

في ختام هذه المأساة التي لا تعرف نهاية، تقف غزة كشاهدٍ على قصص ترويها الجدران الصامتة، عن صمود لا ينكسر، وقلوبٍ لم تنحني رغم الألم، عن شعبٍ ينسج من الأمل حياة حتى في أقسى الظروف، غزة التي رغم كل جروحها ستظل درسًا للأجيال عن كرامة الإنسان وعن إرادة الحياة، قصة لا تخضع للزمن ولا للنسيان، وتبقى صدىً لأرواح لا تُقهر

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير التنمية البشرية فى النسخة الثانية من المؤتمر العالمى

#الدولة_الآن  كتب: محمد حمدى عقد الدكتور “خالد عبدالغفار” نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير ...

youporn