وكيل الأزهر: الإعلام الدعوي ركيزة لصناعة الوعي وحماية الهوية

كتب : عبدالرحمن عامر

أكد الأستاذ الدكتور “محمد الضويني”، وكيل الأزهر الشريف، خلال افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي “السادس” لكلية الإعلام بجامعة الأزهر، المنعقد تحت عنوان «الإعلام الدعوي وبناء الإنسان»، أن اللحظة الراهنة تكشف عن حاجة المجتمع إلى خطاب دعوي يستند إلى وعي حقيقي بطبيعة العصر، ويستثمر قوة الإعلام الحديث في توجيه الجمهور وصون الهوية الفكرية، موضحًا أن انعقاد المؤتمر يأتي ليبحث دور الإعلام الدعوي في بناء الإنسان، وتحقيق التوازن بين أصالة الرسالة الدينية ومتطلبات الواقع المعاصر.

كما بين وكيل الأزهر أن تأثير الإعلام لم يعد مقتصرًا على نقل المعلومات، بل يمتد إلى تشكيل العقول وصناعة الاتجاهات، مما يقتضي تطوير خطاب دعوي قادر على مواكبة التحولات الرقمية، وتقديم رسالة متزنة تنطلق من مقاصد الوحي، وتساعد الشباب على فهم القيم الدينية بصورة عميقة وبعيدة عن التشدد، وأن بناء الإنسان يبدأ من خطاب رشيد يراعي احتياجات المجتمع، ويقدم الدين في صورته الرحبة التي تجمع بين الحكمة والموعظة الحسنة.

وأوضح “الضويني” أن الأزهر الشريف يمتلك مناهج راسخة وخبرات واسعة تؤهله لإعداد دعاة وإعلاميين قادرين على إنتاج خطاب يرسخ الاعتدال، ويحمي العقول من التضليل، مؤكدًا أن حماية الوعي باتت ضرورة في ظل تعدد المنصات التي تبث محتوى موجَّه يستهدف الهوية الوطنية والدينية، والإعلام الدعوي يمثل أحد أهم خطوط الدفاع التي تسهم في تكوين مجتمع واعٍ قادر على مقاومة الأفكار المنحرفة.

تناول فضيلته أيضا الدور الحيوي للمنصات الإعلامية الحديثة في توفير بيئة فكرية آمنة للشباب تساعدهم على استثمار مواهبهم، وتنمية قدراتهم، وتقديم صورة حضارية للدين قائمة على الفهم العميق والرحمة، مشيرًا إلى أن حماية الأفكار لا تتحقق بالمنع بل بتكوين عقل ناقد يمتلك القدرة على التمييز والتحليل واتخاذ القرار السليم.

وأكد أن الإعلام أصبح جسرًا أساسيًا لترسيخ قيم التعايش، وتعزيز الحوار، والحد من خطاب الكراهية، موضحًا أن نجاح الإعلام في أداء دوره يتوقف على مدى التزامه بالموضوعية، واحترام التنوع، وتقديم نماذج إيجابية تُقوي اللحمة المجتمعية، مضيفا أن الخطاب المهني الرصين قادر على بناء حالة من الوعي تسهم في تشكيل مجتمع متماسك يواجه التحديات بثقة.

في ختام كلمته، دعا وكيل الأزهر إلى دعم حضور الشباب داخل منصات الإعلام الدعوي، وتمكينهم من حمل الرسالة التي تنهض بالمجتمع، وفتح المجال أمامهم للإبداع والمشاركة الفعالة، معتبرًا أن بناء الإنسان مشروع تشترك فيه الأسرة والمؤسسات التعليمية والإعلامية، وأن الإعلام الدعوي بما يمتلكه من قوة وتأثير قادر على أن يكون محورًا أساسيًا في هذا المشروع.