كتبت :ميرفت أشرف
“فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي” ولدت لأسرة متواضعة في قرية ريفية تسمى طماي الزهايرة، في مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، كان والدها شيخ و إمام ومؤذن لمسجد في القرية، عاشت العائلة في مسكن صغير مُشيد من طوب طيني وكانت حالة الدخل المادي للأسرة منخفضة ، حيث أن المصدر الرئيس للدخل هو أبيها الذي يعمل كمُنشد في حفلات الزواج للقرية.
وبالرغم من الحالة المادية الصعبة للأسرة إلا أن والديها قاما بإلحاقها بكتاب القرية لتتعلم وتعلمت الغناء من والدها في سن صغيرة، فبرزت موهبتها المميزة، وعلمها أيضاً تلاوة القرآن، وذكرت أنها قد حفظته عن ظهر قلب . وذات مرة سمعت أباها يُعلم أخيها خالد الغناء، حيث كان يصطحبه ليغني معه في الإحتفالات، فعندما سمع ما تعلمته انبهر من قوة نبرتها، فطلب منها أن تنضم معه لدروس الغناء، وبدأت الغناء بسن ال”12″ وذلك بعدما كان يصطحبها والدها إلى الحفلات لتغني معه. وبعدما سمعها القاضي “علي بك أبو حسين” قال لوالدها: لديك كنز لا تعرف قدره… يكمن في حنجرة ابنتك، وأوصاه بالإعتناء بها.
بدأ صيت ام كلثوم يذيع منذ صغرها، حين كان عملها مجرد مصدر دخل إضافي للأسرة، لكنها تجاوزت أحلام الأب حين تحولت إلى المصدر الرئيس لدخل الأسرة، أدرك الأب ذلك عندما أصبح الشيخ خالد ابنه المنشد وعندما أصبح الأب ذاته في بطانة ابنته الصغيرة. وفي ذات مرة تصادف أن كان أبو العلا معها في القطار وسمعها تردد ألحانه دون أن تعرف أنه معها في القطار، وذلك بعد عام 1916م حيث تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد اللذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان وبكثير من الإلحاح أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم وذلك في عام 1922م. كانت تلك الخطوة الأولى في مشوارها الفني. حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر “عز الدين يكن باشا” وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيا وتلقت أم كلثوم “3” جنيهات أجراً لها.
وتعُرف بعدة ألقاب أبرزها أم كلثوم ومنها: ثومة، الجامعة العربية، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل ، صاحبة العصمة ، كوكب الشرق، قيثارة الشرق، فنانة الشعب